قُتل ثلاثة إسرائيليين وأصيب 100 آخرون بجروح متفاوتة، في خمس موجات متلاحقة من الهجمات الصاروخية الإيرانية التي بدأت مساء الجمعة واستمرت حتى صباح اليوم السبت، مستهدفة مناطق متعددة داخل فلسطين المحتلة.
وأوردت القناة الـ "12 الإسرائيلية" أن ثلاثة أشخاص قُتلوا جنوب تل أبيب، وأصيب 100 آخرون—من بينهم ثلاثة في حالة حرجة—بعد سقوط صواريخ إيرانية على مبانٍ سكنية خلال الموجات الرابعة والخامسة من القصف.
وتزامنًا مع الهجمات، دوت صفارات الإنذار بشكل متواصل في أنحاء واسعة من البلاد، من الجنوب حتى أقصى الشمال، مرورًا بالقدس وتل أبيب والنقب و"إيلات"، وصولًا إلى العفولة والناصرة العليا وطبريا وحتى الجولان، في مشهد عكس حالة ذعر جماعي واستنفار واسع غير مسبوق.
وفي مؤشر على تصعيد محتمل، هدّد المتحدث باسم الجيش الإيراني بأن الهجمات الصاروخية القادمة ستكون أعنف بكثير، مشيرًا إلى أنها "ستكون 20 ضعفًا مما نفذناه سابقًا"، وكشف أن الضربة التالية قد تشمل إطلاق نحو 2000 صاروخ دفعة واحدة.
آخر التطورات والأحداث الميدانية..
كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، النقاب عن إسقاط تجهيزات إسرائيلية "يقال إنه لا يمكن التصدي لها ولا ترصدها الرادارات".
وتابع: "إذا تجرأ الكيان الصهيوني على تكرار عدوانه فسيواجه ردا أشد وأقوى من جانب قواتنا المسلحة". مضيفًا أنه لو لم تكن إيران تستطيع الدفاع عن نفسها لكانت شهدت اعتداءات إسرائيل على أراضيها وشعبها يوميا.
وفي السياق، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري إن "إسرائيل" بدأت ترسل طلبات عبر دول تطلب وقف الضربات الإيرانية ضدها، دون تعليق من الجانب الإسرائيلي حتى الآن.
وأفادت وكالة أنباء فارس بوقوع انفجار قوي في ميناء كنغان في محافظة بوشهر جنوبي إيران، مشيرة إلى أن "إسرائيل" استهدفت منشآت حقل بارس الجنوبي للغاز في المنطقة.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن هجوما بالمسيّرات أدى لاندلاع الحريق في المنشآت الغازية في ميناء كنغان.
من جانبه، أعلن محافظ أذربيجان الشرقية بإيران مقتل 30 من قواتهم وعنصر من الهلال الأحمر منذ بدء الهجمات الإسرائيلية.
بينما صرح قائد شرطة محافظة همدان الإيرانية، بأن رئيس شرطة الأمن العام وضابط آخر قتلا في مدينة أسد آباد غرب طهران إثر هجوم بمسيّرة إسرائيلية.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية، قد أفادت بتقديم خدمات لأكثر من 800 مصاب في البلاد إثر الهجمات الإسرائيلية.
ونوهت وكالة أنباء تسنيم إلى أن الدفاعات الجوية في شيراز جنوبي غربي إيران أسقطت ظهر اليوم مسيّرة إسرائيلية اقتربت من منشأة صناعية عسكرية.
وفي وقت سابق، أسفرت الموجة الثالثة عن إصابة سبعة إسرائيليين، في حين أعلنت القناة 12 عن مقتل سيدة في الموجة الأولى بعد سقوط صاروخ وسط البلاد.
إلى ذلك، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن منطقة "تل أبيب الكبرى" تعرّضت لدمار هو الأوسع من نوعه، في مشهد لم تشهده من قبل، نتيجة الصواريخ الإيرانية التي أصابت المباني بشكل مباشر.
وجاءت هذه الضربات الإيرانية الواسعة ردًا على هجوم إسرائيلي نفذته تل أبيب فجر الجمعة، بمشاركة أكثر من 200 طائرة حربية، واستهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ داخل إيران، وأدى إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء بارزين.
وفي أعقاب ذلك، توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الضربة التي طالت مدنًا ومنشآت حساسة، مؤكدة رفضها لاستخدام القوة، وداعية إلى التهدئة وضبط النفس تفاديًا لانزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.