مشاعر الفلسطينيين بالفرح والاعتزاز، والهتافات المرافقة لإطلاق الصواريخ الإيرانية على أهداف إسرائيلية، تخفي وراءها مخاوف من تساقط الصواريخ أو شظاياها في القرى والبلدات المحاذية للمناطق المستهدفة>
ومنذ فجر الجمعة، حين بدأ العدوان الإسرائيلي على إيران، وما تلاه من رد صاروخي إيراني، تساقطت العديد من الشظايا أو أجزاء كبيرة من الصواريخ في مناطق الضفة، وأسفرت عن عدة إصابات، ما دفع إلى إطلاق تحذيرات باتخاذ ما يمكن من إجراءات لتفادي أي ضرر.
وقال مدير العلاقات العامة والاعلام في الدفاع المدني العقيد نائل العزة، في تصريح صحفي، إن الجهات الرسمية سجلت 80 حالة سقوط لصواريخ وشظايا، ما أدى لإصابة 7 مواطنين غالبيتهم من الأطفال وصفت جراحهم بالطفيفة منذ بدء الحرب بين "إسرائيل" وإيران.
وأضاف أن 25 منزلا تضررت بشكل بسيط، إضافة إلى مركبتين، وإحراق أشجار في أراضي مفتوحة.
وأشار إلى أن غالبية الصواريخ والشظايا التي سقطت في الضفة الغربية كانت في القرى والبلدات المحاذية لأراضي الـ 48.
وأوضح العزة أن شظايا الصواريخ تعد أخطر التهديدات، وذلك كونها شظايا معدنية حادة بدرجة حرارة ملتهبة بسرعة عالية في محيط واسع، وقد تُصيب الأشخاص حتى على بُعد مئات الأمتار، وقد تُسبب إصابات خطيرة أو قاتلة، إضافة إلى الأضرار المادية التي تُلحقها بالمباني والمركبات.
وأكد ضرورة الاحتماء في الأماكن الآمنة عند مشاهدة سقوط الصواريخ أو الشظايا، واتباع تعليمات الدفاع المدني للحد من الخطر والحفاظ على الأرواح.
وقضى فلسطيني بشمال الضفة الغربية قبل أيام إثر سقوطه من سطح منزله بينما كان يراقب عبور الصواريخ الإيرانية.
وتحدث فلسطينيون لـ وكالة سند للأنباء عن لحظات سقوط الصواريخ والأضرار التي تسببت بها، ساخرين من محاولة الاحتلال تقليل آثارها على المدن التي تدكها.
رئيس المجلس المحلي لعزبة الأشقر جنوب قلقيلية عطا الأشقر، تحدث عن سقوط صاروخ في منطقة وادي بيت أمين، ليس بعيداً عن البيوت، وهو ما يثير برأيه مخاوف المواطنين.
كما وصف المواطن أبو علي سقوط صاروخ يصل طوله إلى 12 مترًا وقطره يقارب 3 أمتار، بينما ظلت النار والحرارة تخرج من مكوناته المعدنية عدة أيام بعد سقوطه، وتسبب في حروق خطيرة لأحد الشبان الذي حاول لمسه.
وعلى الرغم من تعبيرات مواطنين في المنطقة عن معالم فرحتهم والنشوة بمرورها نحو "تل أبيب"، إلا أن المواطن أبو حسين يرى أن هناك مخاطر محدقة بهم في حال بقائهم في الشوارع وفوق المنازل، ويؤكد أن الضرورة تقضي بالتزامهم بيوتهم خشية تعرضهم للإصابة.
ويشير أبو حسين لسقوط شظايا صاروخ في مدرسة بديا غرب سلفيت، تزن قرابة 200 كغم ومثلها وأكبر حجما في ضواحي مدينة نابلس فجر الاثنين.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت "إسرائيل" هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، وردت إيران على ذلك بقصف مئات الأهداف والمنشآت الإسرائيلية، حيث بلغت حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم الصاروخي 24 قتيلا إسرائيليا وأكثر من 600 جريح.