تحولت التصريحات المتباكية لقادة الاحتلال، تجاه الدمار الذي أصاب قسمًا من مستشفى سوروكا في بئر السبع، إثر قصف إيراني في محيطه، إلى مادة سخرية على وسائل التواصل، وتغريدات تستذكر مجازر الاحتلال في مشافي قطاع غزة.
واعتبر مغردون أن تهافت الوزراء الإسرائيليين على زيارة المكان، والتصريحات المتوالية التي تصف ما جرى بأنه جريمة حرب، دليل إدانة جديد ضد "إسرائيل"، التي حولت معظم مشافي القطاع إلى ركام، وأخرجتها عن الخدمة.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمشاهد إخلاء المستشفى، ولحظة تصاعد أعمدة الدخان.
وكان الحرس الثوري الإيراني أكد في بيان، أنه في هذه العملية استُهدف مركز القيادة والاستخبارات التابع لجيش الاحتلال، بدقة عالية وبضربة دقيقة قرب مستشفى".
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن البنية التحتية العسكرية المستهدفة "أُصيبت بدقة"، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية بسبب موجة الانفجار.
وزار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مكان القصف، وقال "نحن نصيب أهدافًا عسكرية بدقة وهم يصيبون مستشفى فيه قسم للأطفال والرضع، هذا هو الفرق كله".
واعتبر وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، أن "استهداف مستشفى سوروكا بالصواريخ "جريمة حرب".
وثارت تفاعلات الآلاف حول العالم تجاه تلك التصريحات، مستحضرين مجازر "إسرائيل" في مستشفيات غزة وطواقمها الطبية.
وكتب حساب "يمني وفلسطين قضيتي": من تعمد قصف المستشفيات والأطباء والإعلاميين والمدارس وخيام النازحين والمساجد، ولم يترك أي جريمة بشعة إلا وارتكبها، لا يحق له الكلام عن ما يجوز وما لا يجوز".
فيما غرد اسلام بشرى: أنتم لم تكتفوا بتدمير كل القطاع الصحي في فلسطين، بل كنتم تستهدفون عمدا حضانات الأطفال والعنايات المركزة داخل المستشفيات.. ذوقوا مرارة جرائمكم البشعة ضد الإنسانية بالكامل، الكل سيسقى بما سقى وإن ربك لبالمرصاد.
وكتب نادر حسن ساخرًا: "تستخدمون المستشفيات غطاء ومخازن أسلحة"، في إشارة منه إلى مزاعم الاحتلال التي ساقها كمبررات لقصف مشافي غزة.
وقال ناصر أبو عصبة في منشور له: متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي: ضرب المستشفيات وقتل الأطفال والمدنيين خرق للأعراف الدولية والقانون الإنساني.. أي شيء أغرب وأنكر من هذا التصريح، تصريح مفاجئ للعالم من جيش محترف في خرق الأعراف الدولية والقانون الإنساني.
فيما نشر حساب "عاصفة الود" عبرمنصة اكس، قائمة بأسماء المستشفيات التي قصفتها "إسرائيل" في قطاع غزة: 1. مستشفى الشفاء، 2. مستشفى ناصر، 3. المستشفى الأوروبي، 4. مستشفى كمال عدوان، 5. مستشفى الأقصى، 6. مستشفى الأمل، 7. مستشفى العودة، 8. المستشفى التركي الفلسطيني، 9. المستشفى المعمداني، 10. المستشفى الاندونيسي.
وختم صاحب الحساب بالقول: أوقح منكم لا يوجد.
ومن قبيل "شهد شاهد من أهله"، غرد الكاتب والمدون الإسرائيلي إيدان لاندو على حسابه في منصة إكس، ساخراً من رواية حكومة الاحتلال حول مستشفى سوروكا" :لم تقصف إسرائيل المستشفيات في قطاع غزة فحسب، بل قصفت أيضًا المدارس والجامعات والمكتبات والبيوت البلاستيكية الزراعية وخزانات المياه وسيارات الإنقاذ ومحطات تحلية المياه ومستودعات الأغذية.. أتمنى ألا يكون الإيرانيون قد سمعوا بكل هذا".
ودمرت "إسرائيل" في حربها على غزة، معظم المستشفيات والمراكز الصحية، وقتلت وأصابت واعتقلت الكثير من أفراد الكوادر الطبية والإسعاف، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
وعبر إغلاقها المعابر، تمنع تل أبيب إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة إلى غزة، وترفض إخراج جرحى ومصابين للعلاج بالخارج، في ظل انهيار المنظومة الصحية بالقطاع المحاصر.
والثلاثاء، قال مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، إن النظام الصحي في القطاع يواجه انهيارًا حقيقيًا وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "وكالة سند للأنباء" "نحن نعمل حاليًا في المستشفيات دون الحد الأدنى من الإمكانيات؛ لا أسرّة كافية، ولا مواد طبية، حتى أننا نضطر لتقسيم قطعة الشاش الواحدة إلى ثلاث قطع كي نلبي احتياجات ثلاثة مصابين".
وبين الدكتور الهمص: "الوضع في غاية الصعوبة، ومشفى ناصر اضطر لتحويل غالبية الإصابات إلى المشافي الميدانية الممتلئة أساسًا."
ودعا مدير المستشفيات الميدانية، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف المجازر، وإنهاء حرب التجويع، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية والمياه التي يفتقر إليها السكان المحاصرون.
ووضعت سلطات الاحتلال خلال الحرب الحالية مستشفيات قطاع غزة ضمن قائمة أهدافها العسكرية بادعاء استخدامها من قبل فصائل المقاومة، لكنها لم تقدم أدلة ملموسة، في حين دحضت ذلك تقارير وتحقيقات صحفية دولية.