في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، اتخذت البحرين والكويت – اللتان تستضيفان قواعد عسكرية أميركية – إجراءات احترازية؛ تحسبًا لاحتمال امتداد الصراع بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" مع وإيران، إلى أراضيهما.
وأعلنت وزارة المالية الكويتية، اليوم الأحد، عن تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بها، لضمان استمرارية الأعمال المالية والخدمية، والحفاظ على سلامة الأداء الحكومي في مختلف الظروف، وذلك عقب الضربة الأميركية التي استهدفت 3 مواقع نووية في إيران، فجر اليوم.
وفي بيان رسمي عبر منصة "إكس"، أكدت الوزارة أن الإجراءات تأتي "حرصًا على تعزيز الاستعدادات الوطنية ورفع كفاءة الجاهزية الحكومية ضمن منظومة الدولة المتكاملة في مواجهة أي طارئ"، وذلك بناءً على توجيهات مجلس الوزراء.
وأضاف البيان أن الوزارة اتخذت إجراءات احترازية شاملة، تمثلت في تجهيز ملاجئ بمبنى مجمع الوزارات الشرقي والجنوبي بكامل إمكاناتها الفنية والخدمية، لاستيعاب نحو 900 شخص، وتم تصنيفها بأنها في حالة ممتازة، وتخصيص مخازن في الموقف الشرقي لاستخدامها عند الحاجة.
كما أعلنت عن تفعيل الأنظمة المالية (نظام أوراكل ونظام الإدارة المالية الحكومية) باستخدام أجهزة بديلة، إلى جانب تمكين العمل عن بعد ضمن بيئة إلكترونية آمنة باستخدام برامج حماية متخصصة.
كما أوضحت الوزارة أنها تواصل تحديث خطة الطوارئ بشكل مستمر، من خلال تنسيق مباشر مع الجهات المعنية، ومن بينها وزارة الداخلية/ إدارة الدفاع المدني، مشيرة إلى عقد اجتماع تنسيقي ضمن هذا الإطار لضمان "أعلى مستويات الجاهزية والاستجابة الفورية".
من جانبها، أعلنت السلطات البحرينية أنها فعّلت الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ، استعدادًا لأي تطورات محتملة في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة، كما شرعت في اختبار صفارات الإنذار على مستوى المملكة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن البحرين أقامت 33 مركز إيواء ضمن الاستعدادات الجارية.
وفي بيان نشرته وزارة الداخلية البحرينية عبر "إكس"، دعت إلى التعاون مع الأجهزة المعنية، وقالت: "في ضوء التطورات الأخيرة بالموقف الأمني الإقليمي، نهيب بالمواطنين والمقيمين أن يكون إشغال الطرق الرئيسية عند الضرورة، حفاظًا على السلامة العامة، وذلك من أجل إفساح المجال لاستخدام الطرق من قبل الأجهزة المعنية".
كما أعلن جهاز الخدمة المدنية عن تفعيل نظام العمل عن بُعد بنسبة 70% في الوزارات والأجهزة الحكومية، اعتبارًا من اليوم الأحد وحتى إشعار آخر، مع استثناء القطاعات التي يتطلب عملها الحضور الشخصي أو التي لديها إجراءات خاصة في حالات الطوارئ، وذلك "بما تقتضيه السلامة العامة".
وتأتي هذه التحركات في أعقاب دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة مع إيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان، وهو ما ينذر بانفجار أوسع في الإقليم، ويدفع دول الجوار لاتخاذ أقصى درجات التأهب.