بعينين دامعتين، تناول الطفل محمد الدربي حفنة من الرمل ووضعها في فمه وهو يصرخ: "إحنا بناكل الرمل لأنه مفيش أكل عندنا، بدنا طحين، حرام عليكم إرحمونا".
مقطع الفيديو الذي صوره محمد وهو عائد من مركز المساعدات خالي الوفاض، انتشر في مواقع التواصل كالنار في الهشيم، لافتا الأنظار إلى مدى انتشار المجاعة في قطاع غزة بفعل الحصار وحرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" منذ 21 شهرا.
وفي حديثه لمراسل "وكالة سند للأنباء" شرح الطفل محمد الحالة التي كان عليها عند تسجيل ذلك المقطع، قائلا: "رحت أجيب مساعدات. حاولت أجيب لكن ما صحليش".
وأشار إلى أنه، ورغم كونهمريضا وسبق أن أجريت له عملية استئصال جزء من الرئة، اضطر للتوجه إلى مركز المساعدات لإحضار الطعام بسبب الجوع وعدم توفر الطحين أو ما يسد جوعهم من طعام وشراب.
ووجه رسالة إلى العالم، طالبهم فيها بأن يوقفوا هذه الحرب وأن يوفروا ما يحتاجه أهل قطاع غزة من طعام وشراب، وأضاف: "بدنا المدارس ترجع تفتح ونتعلم".
بدورها، أكدت والدة الطفل محمد أن ابنها لم يأكل الرمل من فراغ، وقالت لـ "وكالة سند للأنباء": "محمد عانى من الظروف الصعبة وانعدام الأكل".
وأوضحت أن محمد، وبعد أن وصل لمركز التوزيع ولم يحصل على المساعدات، عثر على كيس بداخله 2 كيلو طحين سقط من أحد المواطنين، وبعد أن فرح بهما لأنه سيأكل أخيرا الخبز الطازج بدل الخبز الجاف، اعترضه شاب واستولى عليهما تحت التهديد.
وأضافت انه سجل الفيديو تعبيرا عن القهر من الجوع وما حصل له من سرقة كيس الطحين.
وعبرت عن أملها بانتهاء الحرب والمجاعة، وقالت: "نفسي تنتهي الحرب وأن تعود حياتنا إلى طبيعتها وإدخال الطحين والمساعدات".
وبينت أن الجميع في القطاع يعاني، والجميع يتطلعون لتغيير هذه الأوضاع إلى الأحسن، واختتمت حديثها قائلة: "تعبنا من الحرب".
وتنتشر المجاعة في قطاع غزة نتيجة استمرار حرب الإبادة والحصار المتواصل على القطاع منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي حينما تنصلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي من إتمام مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وأغلقت معابر القطاع كافة.
وفي تصريح له الأسبوع الماضي، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فيليبي لازاريني، إن مليوني شخص في قطاع غزة يتعرضون للتجويع، في الوقت الذي تتكدس فيه الإمدادات الغذائية والطبية على الحدود.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر مطلع شهر يونيو/ حزيران الجاري، من أن أكثر من 70 ألف طفل من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية.