الساعة 00:00 م
الإثنين 07 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.57 جنيه إسترليني
4.72 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.94 يورو
3.35 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"سارة" تقاوم الحياة برجليها بعد أن أفقدها الاحتلال ذراعيها

"علا ونسيم".. جلسا معًا في استراحة "الباقة" وضحكا قبل أن يفرقهما الاحتلال للأبد

ذا إنترسبت: إسرائيل تعمدت قتل صحفيي غزة لإخفاء جريمة الإبادة

حجم الخط
الصحافة.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

سلط موقع ذا إنترسبت الأمريكي، الضوء على تعمد دولة الاحتلال الإسرائيلي قتل صحفيي غزة لإخفاء جريمة الإبادة المتواصلة منذ نحو 22 شهرا، مبرز أن الصحفيين الفلسطينيين يعيشون نفس الظروف الوحشية التي يغطونها ويتعرضون إلى نمط من الاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية.

وأشار الموقع إلى أن الصحفي إبراهيم أبو غزالة كان قبل أيام في طريقه إلى مقهى الباقة غرب غزة، حيث يلتقي فيه الصحفيون والمدنيون في جو من الهدوء النسبي وسط الخراب، حينما دمر صاروخ إسرائيلي المبنى قبل لحظات من وصوله، مخلفًا وراءه دماء صديقه المصور إسماعيل أبو حطب وعددًا من الجرحى والضحايا المدنيين.

ولفت الموقع إلى أن أبو حطب، مؤسس شركة إنتاج تلفزيوني بارز، كان من أبرز من يوثق معاناة سكان غزة، قبل أن تُقضى حياته على يد القصف الإسرائيلي.

وأكد أن هذه الحادثة ليست سوى واحدة من عشرات الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الصحفيين الفلسطينيين، الذين يُعدون إحدى العقبات الأساسية أمام جهود الاحتلال لإخفاء فظائعه وحملته الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في تلك الفترة، استشهد ما يقرب من 60 ألف فلسطيني، وتم استهداف مئات الصحفيين بشكل مباشر أو غير مباشر، وسط حملة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وإخفاء جرائم الاحتلال عن أعين العالم.

"الكاميرا تهديد.. والصحفي هدف"

في غزة، لم تعد الكاميرا مجرد أداة لتوثيق الحقائق، بل تحولت إلى تهديد أمني في نظر الاحتلال. يقول أبو غزالة: "عندما تشهد الحقيقة، تصبح هدفًا".

توثق العدسة الفلسطينية المعاناة اليومية في ظل الحصار، القصف، والتهجير، ما يجعل الصحفيين عرضة للاعتداءات المتكررة، والتهديدات المستمرة.

ويواجه الصحفيون في غزة والضفة توترًا لا ينقطع بين حماية حياتهم وكشف الحقيقة، حيث استشهد نحو 230 صحفيًا منذ أكتوبر 2023، منهم من استُهدف وهو يرتدي سترته الصحفية.

شهادات من قلب الحصار

يمنى السيد، مراسلة لقناة الجزيرة وأم لأربعة أطفال، وصفت تجربتها تحت القصف الإسرائيلي المستمر: "كنت أركض بين القذائف، محاطة بالدمار، أرتدي خوذتي وسترتي، محاولًة النجاة والقيام بواجبي".

بعد قصف منزلها، تلقت عائلتها تهديدات مباشرة من جيش الاحتلال بالقتل، واضطرت إلى النزوح المتكرر وسط ظروف لا إنسانية، حيث يمنع الاحتلال نقل الجثث أو تقديم المساعدة الإنسانية الكافية.

محمد مهاوش، مصور صحفي نجا بصعوبة من قصف منزله الذي أودى بحياة أفراد عائلته، مؤكداً أن العمل الصحفي في غزة يعني مواجهة الموت اليومي، لكنه يصر على الاستمرار رغم الألم: "إما أن نروي الحقيقة، أو نُمحى من الذاكرة".

استهداف ممنهج لعائلات الصحفيين

الهجوم الإسرائيلي لم يقتصر على الصحفيين أنفسهم، بل امتد ليشمل عائلاتهم، الذين باتوا يدفعون ثمن كشف الحقيقة.

منزل الصحفي محمد الصواف، صانع الأفلام الفلسطيني، قُصف أكثر من مرة، راح ضحيته والداه وأشقاؤه، وبعضهم كانوا زملاء في العمل الصحفي.

الصواف، رغم إصابته التي سببت له الشلل، ما زال يحاول توثيق المعاناة وسط نقص الرعاية الطبية المستمر.

أما حسن حمد، وهو صحفي شاب، فقد استشهد بعد تلقيه تهديدًا مباشرًا من ضابط إسرائيلي، في مثال صارخ على سياسة "إما الصمت أو القتل" التي ينتهجها الاحتلال ضد الصحافة الحرة.

في الضفة الغربية.. اعتقالات وتعذيب

في الضفة الغربية المحتلة، يواجه الصحفيون ظروفًا مشابهة، إن لم تكن أشد قسوة. مجاهد نواهضة، صحفي مستقل، تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال، حيث قُيد أكثر من 17 ألف فلسطيني، منهم صحفيون وأطباء.

ويستمر الاحتلال في قمع الصحفيين عبر قنابل الغاز والرصاص الحي، مستهدفًا قدرتهم على توثيق الانتهاكات اليومية، خاصة في نابلس وجنين.

يقول نواهضة: "رغم كل ما نراه ونسمعه، نشعر أحيانًا أن صوتنا لا يصل للعالم، وكأننا نصرخ في الفراغ".

ويصر الصحفيون الفلسطينيون، رغم التهديدات، القصف، الفقد، والنفي، على أداء رسالتهم.

يصف أبو غزالة تغطيته للمجازر بأنه "واجب أخلاقي قبل أن يكون مهنة". شهد نزوحه المتكرر في مخيم جباليا، حيث تعرض زملاؤه للاغتيال والتهديد، لكنه لم يتوقف عن التوثيق.

يمنى السيد غادرت مع أسرتها إلى مصر بعد شهور من الاضطرابات، ومحمد مهاوش غادر مع عائلته، لكن آخرين بقوا في قلب المعاناة مستمرين في العمل الصحفي، رغم الإعاقات الجسدية ونقص المستلزمات الطبية الحاد.

قمع متعمد لحجب الحقيقة

بينما تزعم دولة الاحتلال السماح بدخول مساعدات إنسانية، توثق الأمم المتحدة وشهادات السكان وصول شحنات محدودة وغير كافية، بل أحيانًا ملوثة أو منتهية الصلاحية.

ويُقتل الاحتلال مئات المدنيين على نقاط توزيع المساعدات، في جرائم تُوصف بأنها "مجازر تحت ستار الإغاثة".

في ظل هذه الظروف، يجد الصحفي الفلسطيني نفسه محاصرًا بين مطرقة الاحتلال وسندان الصمت الدولي، مجبرًا على التوثيق وسط تهديد مستمر لحياته وحياة عائلته، ليؤكد بذلك أن حجب الحقيقة هو أحد أدوات الإبادة الجماعية نفسها.

وعليه فإن استهداف الاحتلال الممنهج للصحافة في غزة والضفة الغربية، وهو استهداف يتجاوز الشخصيات إلى محاولة إسكات صوت الحقيقة الفلسطيني برمته. في أجواء يحاصر فيها الاحتلال الفلسطينيين بالدم، يسعى كذلك إلى تكميم الأفواه، لتبقى صورة المعاناة مكبوتة في صمت قاتل.