الساعة 00:00 م
الإثنين 07 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.57 جنيه إسترليني
4.72 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.94 يورو
3.35 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عادل الرمادي.. لا يكتب من خيال بل من وجعٍ غزّيٍ ينزف شعرًا وقهرًا في قصيدته

"سارة" تقاوم الحياة برجليها بعد أن أفقدها الاحتلال ذراعيها

فيديو لهيب الخيام.. نازحو غزة بين حرارة الصيف ولسعة الألم

حجم الخط
لهيب الخيام
غزة – وكالة سند للأنباء

تحت شمس غزة الحارقة، وسط خيامٍ رقيقة تكاد تذوب من وهج الحر، تتشابك آلام الناس مع أنفاسهم، وتصبح الحياة قاسية لا تُحتمل، هنا، في زوايا الخيام المتهالكة، تروى قصصٌ من الألم والصبر، حيث لا مكان للراحة، ولا ملجأ من لهيب الأيام والليالي الحارقة.

نساء وأطفال يُعانون من تسلخات مؤلمة على أجسادهم، كأنّ الحرارة تحاول اقتلاعهم من جذورهم، وأصوات الهمس تُحكي عن أوجاعٍ لا يراها إلا الله، بين ألسنة النيران التي تُشعل لإعداد الطعام في ظلّ الأجواء اللاهبة، وأشباح الحشرات التي تهاجم أجسادهم الهزيلة، تنبثق قصة صمودٍ وإنسانيةٍ ترفض الانكسار رغم كل الظروف القاسية.

"وضع الخيام صعب"..

تقول فتحية حميدة نازحة في مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، "حالنا صعب جدًا جدًا، جئنا نعيش في خيام وسط حر لا يُطاق، والحر ذبحنا وذبح أطفالنا الصغار وتعرضوا لتسلخات في أجسامهم بسبب الحرارة الشديدة، وأنا نفسي عانيت من تسلخات مؤلمة، والله ربنا اللي عالم كيف عايشين."

وتضيف: "كل أمنياتنا أن تنتهي الحرب ويتوقف هذا العذاب، وأن نعيش بأمان وسلام بعيدًا عن الشقاء والقهر".

أما المواطن عمر أبو عودة، لا يختلف عنه الحال كثيرًا يُعبّر: "عشنا في خيام وصفوف، والصف أهون من الخيمة، الخيمة في الصيف تكون حارّة جدًا ولا تطاق، وفي الشتاء تتحول إلى برد قارص لا يُحتمل، لا صيف ولا شتاء، وفي ظل هذا الحرّ القاسي، نضطر لإشعال النار للطبخ، مما يزيد الوضع سوءًا."

ويُتابع في مقابلة مصوّرة لـ "وكالة سند للأنباء"درجات الحرارة داخل الخيام تصل إلى 37 أو 40 درجة، وأحيانًا تبلغ 45 درجة في أيام الصيف الحارقة، ولا يوجد أي تبريد، إلى جانب ذلك، نُهاجم باستمرار من الحشرات التي تهاجمنا أثناء النوم، مثل النمل والصراصير والجرذان، وأحيانًا نرى حشرات لم نرها من قبل."

ويضيف: "نحاول مكافحتها يوميًا، لكن هذه الحشرات تسبب لنا أمراضًا جلدية، ونحن نخاف أن تنقل هذه الآفات أمراضًا لأولادنا".

ويعيش النازحون في قطاع غزة، ممن اضطروا للسكن في خيام من القماش والبلاستيك، موجة معاناة متفاقمة مع اشتداد حرارة الصيف، فإلى جانب ضيق المساحة وانعدام الخدمات الأساسية، تحوّلت الخيام إلى أفران خانقة في النهار، ومصائد للبعوض والحشرات ليلاً، ما ضاعف من انتشار الأمراض الجلدية، وعمّق الإحساس بالعجز والاختناق تحت وطأة حربٍ لا تترك لأحد خيارًا سوى الصبر.

وتتواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 641، في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، وتزامنًا مع وضع إنساني بالغ الصعوبة جراء الحصار المطبق ومنع إدخال المساعدات والوقود.