الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

تلفريك في فضاء القدس .. "كارثة" تُعزز الاستيطان

حجم الخط
IMG_8754_s.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

تعمل السلطات الإسرائيلية بكل السُبل الممكنة، لفرض واقعًا في مدينة القدس يدفع نحو جعلها "عاصمة لإسرائيل"، ولعل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الـ 6 من ديسمبر لعام  2017 زاد من وتيرة عملية تهويد المدينة المقدسة، فالولايات المتحدة أعطت إسرائيل بهذا الإعلان "صبغة قانونية ودولية" لتحركاتها بالقدس شرقها وغربها.

ولم يعد التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، الطرق الوحيدة التي تسعي من خلالها إسرائيل لبسط سيطرتها على القدس وتهويدها.

من أرض القدس إلى سمائها، هكذا وسعّت إسرائيل هجمتها الشرسة بحق المدينة، فمخططها هذه المرة يُحلق فوق أحياء القدس ويربط الأقسام الغربية للمدينة بالأقسام الشرقية، وتسير على عدة مراحل.

ويهدف هذا المخطط لتعزيز فكرة "ضم القدس وتوحيدها" ضمن مشروع القطار الهوائي "التلفريك" الذي صادقت عليه  الوزارة الإسرائيلية بشكل نهائي منتصف الأسبوع الماضي.

مراحل سير القطار

الخبير في الشؤون المقدسية فخري أبو دياب، بيّن أن "التلفريك الهوائي" يسير في مرحلتين أساسيتين يُركز الاحتلال من خلالهم على الغاء ما يسمى بشطريّ القدس وترسيخ فكرة أن القدس مدينة واحدة تحت حكم إسرائيل.

وتنطلق العربات من سماء أراضي القدس عام 1948 لتحط في أراضي المدينة  عام 1967، وفق ما تحدث به "أبو دياب" لـ "وكالة سند للأنباء".

المرحلة الأولى من سير "التلفريك" تبدأ من أمام مسرح الخان على مقربة من سكة الحديد العثمانية القديمة بالقرب من الحيّ الألماني غربيّ القدس وتسير لتصل إلى متحف قيديم قرب حائط البراق غربيّ المسجد الأقصى المبارك.

وستمر خلال سيرها من فوق أحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بحسب شرح "أبو دياب".

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية رصدت لبناء المرحلة الأولى 200 مليون شيكل، وتمتد المرحلة الأولى لمسافة تقارب 1400 متر هوائي في فضاء القدس.

وأما المرحلة الثانية فتنطلق من أمام ساحة البراق وتلتف حول سور المسجد الأقصى المبارك مروراً بوابتي الرحمة والأسباط ومنهم إلى أعلى جبل الزيتون على مقربة من فندق الأقواس السبعة المطل بشكل مباشر على المسجد الأقصى المبارك.

وأقيم هناك مركزاً للزوار الأجانب للمدينة قبل سنوات كخطوة استباقية للمشروع.

وتستمر المرحلة الثانية من أمام مركز الزوار في جبل الزيتون إلى الأراضي المحاذية للجامعة المرمونية على مقربة من جبل المشارف حيث محطته الأخيرة داخل القدس.

ورصد الاحتلال ميزانية تبلغ 280 مليون شيكل للاتمام المرحلة الثانية والتي تمتد لمسافة تقاريب 1900 متر هوائي، وفق "أبو دياب".

المصادقة على المشروع وتقديم العطاءات

وطرح الاحتلال مشروع القطار الهوائي على مراحل متتالية _الكلام لأبو دياب_ "حيث بدأت إسرائيل بالطرح في أروقة بلدية إسرائيل وحدها وتم المصادقة عليه قبل 7 سنوات".

وتم طرح الفكرة مرة آخرى قبل عامين على ما يسمى باللجان المحلية والتي بدورها صادقت على المشروع.

واليوم يُطرح المشروع على العلن أمام الوزارات الإسرائيلية المختلفة على رأسهم وزارتيّ السياحة والمواصلات والتي صادقت بشكل نهائي على المشروع وفتحت باب تلقي العطاءات من الشركات للبدء بالمشروع.

A_2.jpg
 

وكان ينوي الاحتلال إنهاء المشروع مع بداية عام 2020 إلا أن ردود الفعل المقدسية والفلسطينية والهبّات الشعبية جعله يلجأ إلى التدريج في المصادقة والتنفيذ، إضافة لفرض رقابة وتعتيم على تفاصيل المشروع الجوهرية والنهائية.

ولفت أبو دياب الى أن الاحتلال كان ينوي انهاء المشروع مع بداية عام 2020 الا أن ردات الفعل المقدسية والفلسطينية والهبات الشعبية جعلته يلجأ الى التدريج في المصادقة والتنفيذ والى فرض رقابة وتعتيم على تفاصيل المشروع الجوهرية والنهائية.

 وشدد "ضيف سند" على ضرورة متابعة الشركات التس ستُقدم العطاءات للمشروع.

وأردف: "من الممكن تأجيل العمل بالمشروع وتعطيله بالضغط على الشركة الفائزة بالعطاء للانسحاب، في حال كونها تتبع للاتحاد الاوروبي، من خلال منظمة "BDS".

ذرائع قطع التواصل الجغرافي بالقدس

"القطار الهوائي مشروع تهويدي بامتياز" هكذا وصف مدير القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في القدس زياد حموري.

وقال "حموري" لـ "وكالة سند للأنباء": "الهدف منه هو السيرطة الكاملة على ما تبقى من أراضي وممتلكات في "القدس الشرقية"، وربطها بالقدس الغربية، وإنهاء ما يسمى الخطّ الأخضر الذي كان يفصل بين إسرائيل والأردن".

ويرى أن الحكومة الإسرائيلية تستغل حركة النشاط السياحي لتمرير مشاريعها التهويدية.

وأكمل: "من خلال مشروع التلفريك، سيربط الاحتلال مستوطنات شرق القدس مع مستوطنات جنوبها وشمالها، بشكل يقطّع أواصر التواصل الجغرافي بين بلدات المدينة المقدسة وأهاليها".

من جهته بيّن الخبير في الشؤون المقدسية جمال عمرو أن مشروع "التلفريك" هو امتداد لمشاريع الاستيطان والتهويد التي  بدأت منذ 20 عامًا، في القدس القديمة وبلدة سلوان جنوب الأقصى وصولاً إلى جبل الزيتون.

وأشار "عمرو" لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن ذلك كله يأتي ضمن المخططات المعروفة باسم "الحوض المقدس" و"قيديم يورشلايم".

ووفقًا لما جاء في حديث "عمرو" فإن إسرائيل لديها المئات من المخططات المدروسة والمجهزة تحت ذريعة "خدمة الجمهور" من سنوات طويلة، لكنها انتظرت الوقت من المناسب للبدء بإنجازها على أرض الواقع.

وتابع: "إن هذا هو أنسب وقت بالنسبة لإسرائيل خاصة في ظل دعم الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب للاحتلال والصراعات الواقعة في المجتمعات العربية والإسلامية".

2763807-46.webp
 

بدوره نوّه مدير أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات إلى أنّ إسرائيل  تستغل المشروع لجلب المستوطنين عبر القطار الهوائي وتكثيف السياحة الداخلية الاستيطانية، "لخلق تواصل ديمغرافي، واكتمال حلقات الرواية التوراتية الصهيونية في الهيكل المزعوم بعد إبعاد المقدسيين المسلمين عن مسجدهم".

ويقول "بكيرات" لـ "وكالة سند للأنباء" إنّ المجموعات السياحية التي سوف تستقل القطار الهوائي، سيرافقهم أدلاء سياحة إسرائيليون يعملون وفق منهج تهويد الأماكن".

حيث سيكون الدليل السباحي وفق التسميات التلمودية المحرفة، والجزء الكبير منهم سيكونون من المستوطنين المتزمتين والجنود الإسرائيليين، وفق "بكيرات".

كارثة معمارية ودينية

ويصف "بكيرات" مشروع القطار الهوائي في القدس بـ "الكارثة" المعمارية الدينية التي تم تشهدها مدينة القدس على مدار الأعوام الماضية حتى اليوم.

وستنُشئ البلديات الإسرائيلية 25 عامودًا من الإسمنت المسلح بارتفاع 26 مترًا، من أجل بناء مشروع القطار الهوائي، ولتجهيز محطاته.

وستقّل في ساعات الذروة ما يُقارب 3 آلاف راكب كل ساعة، ما سيحجب الرؤية عن أهم معالم تدل على الهوية العربية الإسلامية في القدس.

كما سيحجب رؤية المسجد الأقصى عن أهالي الأحياء الفلسطينية المجاورة والقريبة من المسجد، كجبل المكبر، وصور باهر، وحي سلوان".

وأضاف: "إن مشروع القطار الهوائي سيقام على معالم القصور الأموية، جنوب المسجد الأقصى المبارك وعلى جثث الشهداء والصحابة في مقبرة باب الرحمة ومقبرة باب الأسباط".

ولفت إلى أن ذلك سيُغير المشهد التاريخي الذي حافظت عليه مدينة القدس عبر العصور.