الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أقوى إمبراطورية في العالم القديم انهارت بفعل المناخ!

حجم الخط
5dce885b42360464dc769658.jpg
بغداد - وكالات

عُرفت الإمبراطورية الآشورية الحديثة بقوتها العظمى، كونها أكبر إمبراطورية في ذاك العصر، حيث سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام قبل انهيارها الدراماتيكي.

وتقول دراسة جديدة إن ازدهار وانهيار الإمبراطورية التي ظهرت في سنة 912 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين سببه التغير المناخي.

وامتدت الإمبراطورية في أوجها من البحر الأبيض المتوسط ومصر في الغرب إلى الخليج وغرب إيران في الشرق.

وبدأت الإمبراطورية في الانهيار بعد وقت قصير من وفاة الملك آشور بانيبال، الذي لُقب بملك العالم، حوالي عام 630 قبل الميلاد، ثم الاستيلاء على مدينة نينوى الكبرى في عام 612 قبل الميلاد على يد البابليين وحلفائهم.

وبحلول نهاية القرن السابع قبل الميلاد، كان سقوط الإمبراطورية قد اكتمل.

ويقول العلماء إن التقلبات في ثروات الإمبراطورية، تزامن مع تحول دراماتيكي في مناخها من الرطب إلى الجاف، وهو تغيير مهم في الإمبراطورية التي تعتمد على المحاصيل.

وكتب العلماء في الورقة البحثية: "إن نحو قرنين من هطول الأمطار وارتفاع المحاصيل الزراعية، شجعت التحضر عالي الكثافة والتوسع الإمبراطوري الذي لم يكن مستدامًا عندما تحول المناخ إلى ظروف الجفاف الشديد خلال القرن السابع قبل الميلاد".

وقد لعبت الحرب الأهلية والتوسع المفرط والهزيمة العسكرية دورًا في انهيار الإمبراطورية.

"فمن الممكن أن يكون الدافع الأساسي لحدوث ذلك، هو انحسار المحاصيل التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي وتفاقم الاضطرابات السياسية والصراعات"، وفق الدراسات.

وصرح البروفيسور نيكولاس بوستغيت، خبير الآشورية من جامعة كامبريدج، بأن تغير المناخ ساعد في إنهاء الإمبراطورية.

وقال: "ليس لدينا أي تفسير أفضل لما حدث للإمبراطورية الآشورية خلال تلك الأوقات".

وعلل ذلك بندرة السجلات المكتوبة من حوالي 645 قبل الميلاد إلى غاية معركة نينوى عام 612 قبل الميلاد.

ولدراسة التأثير المحتمل للمناخ، قام فريق العلماء بتحليل اثنين من الرواسب الكلسية المأخوذة من كهف "كونا با" في شمال العراق، وبحثوا في نسبة نوعين مختلفين من ذرات الأكسجين، والمعروفة باسم النظائر، داخل الرواسب المعدنية التي تشكلت مع تدفق المياه إلى الكهف.

وتلقي هذه النسبة الضوء على مستويات هطول الأمطار، وجمع الفريق النتائج مع مادة الثوريوم، لتكشف أنه بين عامي 925 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، كانت هناك مرحلتان مميزتان من المناخ.

استمرت الأولى حتى 725 قبل الميلاد، وتميزت بظروف أكثر رطوبة من المتوسط.

ويشير الفريق إلى أن الفترة ما بين 850 قبل الميلاد و740 قبل الميلاد، كانت واحدة من أكثر الفترات الممطرة، وهي مرحلة تتلاءم مع توسيع الإمبراطورية الآشورية الحديثة.

وتميزت المرحلة المناخية الثانية بظروف جفاف على نحو متزايد بين عام 675 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد.

وكانت الإمبراطورية الآشورية الحديثة تشهد انهيارًا، وكانت المنطقة تعيش مرحلة قحط هائلة.

وقال البروفيسور آشيش سينها من جامعة ولاية كاليفورنيا، إنه على الرغم من أن الإمبراطورية الآشورية الحديثة كانت شاسعة، إلا أن نماذج الكمبيوتر وبيانات هطول الأمطار تظهر أنها تأثرت بظروف مماثلة مثل كهف "كونا با".

وأضاف سينها، وهو عالم مناخ قديم والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إذا واجهت هذا الجفاف الحاد والشديد، فإنها تميل إلى التأثير على منطقة أوسع بكثير من موقع واحد فقط".

وكشفت بيانات الأقمار الصناعية أن إنتاجية المحاصيل في شمال العراق حساسة للغاية للتغيرات الطفيفة في هطول الأمطار، فعندما تكون مستويات الأمطار منخفضة، يقل إنتاج المحاصيل في جميع أنحاء المنطقة خلال فترات الجفاف.

وخلص الفريق إلى أن التحول إلى مرحلة القحط الشديد ربما كان لها تأثير مدمر على المجتمع.

وقال البروفيسور جيمس بالديني، الخبير في تحليل الأزمات، إنه على الرغم من تعدد أسباب الانهيار إلا أن الدراسة لم تدع مجالًا للشك بأن الجفاف هو سبب سقوط الإمبراطورية.

وأردف: "خاصة أن أنماط المناخ المماثلة حدثت أيضًا خلال ازدهار وانهيار حضارة المايا".

وأضاف بالديني: "تزدهر الحضارة بالتوازي مع كمية الأمطار ووفرة الغذاء، ولكن بمجرد أن تتوقف الأمطار عن المناطق لفترات طويلة من الزمن، فإن هذا يتسبب في المجاعة وعدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية والغزوات الأجنبية".

وأشار إلى أن الماضي يمكن أن يحمل دروسًا مهمة في الوقت الحاضر، حيث يؤدي استخدام الوقود الأحفوري إلى تغير المناخ.