الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

الاستيطان بالضفة 2020.. الطريق لمليون مستوطن

حجم الخط
رام الله - وكالة سند للأنباء

لم يكن عام 2019 ليشبه غيره من الأعوام، حملَ معه مزيداً من قضم الأراضي في الضفة الغربية، ومحاولاتٍ لتغيير التركيب الديمغرافي على الأرض، من خلال سعي الاحتلال زيادة نسبة الاستيطان، وصولاً لمرحلة وجود مليون مستوطن بالضفة المحتلة خلال عام 2020.

مليونية الوجود الإسرائيلي بالضفة تمثلت في استراتيجية الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات الخمس الماضية، تحديداً في المناطق القريبة من القدس والضفة.

زيادة متسارعة

وبموجب اتفاق أوسلو، قُسمت الأراضي الفلسطينية لثلاثة مناطق تخضع فيها منطقة c للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية وهي منطقة المستوطنات وتشكل 61% من أراضي الضفة المحتلة.

ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد المستوطنات بالضفة الغربية والقدس حتى نهاية العام الماضي 503 مستوطنة منها 474 مستوطنة في الضفة الغربية، و29 مستوطنة في القدس المحتلة، يقطنها قرابة 653,620 مستوطناً.

وأظهرت دراسة لمؤسسة "بتسيلم" الإسرائيلية أن المستوطنات الإسرائيلية تشغل ما نسبته 11% من أراضي الضفة الغربية، في حين تصنف 18.5% من أراضي الضفة الغربية مناطق عسكرية، ويعزل جدار الفصل العنصري 12٪ من أراضي الضفة الغربية.

وأشارت الدراسة إلى أن سلطات الاحتلال صنفت 48 موقعاً في الضفة كمحميات طبيعية وحدائق وطنية وأراضي دولة وتشكل ما نسبته 12.4% من مجموع مساحة الضفة، وأن 88% من مجموع مساحات المحميات يقع في المنطقة التي تم تصنيفها "ج"، ولا يبقى وفق ذلك سوى 42% من مساحة الضفة للفلسطينيين.

ووفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنه تم بناء 827 شقة سكنية في المستوطنات بالضفة الغربية خلال عام 2019، وأن هناك ارتفاع في عمليات بناء الشقق السكنية داخل المستوطنات بالضفة بنسبة 27% عن العام الماضي.

سعيٌ للتغير الديمغرافي

بدوره، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، أن جهد الاحتلال ينصبّ حول وجود مليون مستوطن بالضفة خلال العام المقبل.

ولفت دغلس لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن الاحتلال يصر إبقاء السيطرة على كامل المستوطنات بما فيها البؤر، وأن كل مكان في الضفة قريب من القدس أو المستوطنات أو الجدار هو مهدد بالسيطرة.

ووفقاً لتقرير صدر عن مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين، فقد شهد النصف الأول من عام 2019 تقدماً متسارعاً في بناء الوحدات الاستيطانية على مستوى عال.

وقد بدأ العمل ببناء5,800 وحدة سكنية جديدة في مراحل مختلفة من إجراءات التخطيط والتنفيذ المناقصات والخطط في الضفة الغربية المحتلة، وشرقي القدس.

وتضمنت 1,153 وحدة سكنية في المستوطنات الواقعة في شرقي القدس، و4,647 وحدة سكنية في المستوطنات الواقعة في أجزاء أخرى من الضفة الغربية، بما في ذلك في المناطق النائية في أعماق الضفة الغربية.

وكشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية أن الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تضاعف بشكل كبير في عهد نتنياهو، الذي ما زال على كرسي الحكم منذ نحو 10 سنوات.

وقالت المنظمة في تقرير لها إنه تم تشييد نحو 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة منذ تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة عام 2009، وحتى نهاية 2019م.

دعمٌ أمريكي

وبحسب تقرير "السلام الآن"، فإن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم للاستيطان دفعت إلى بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، منذ توليه الرئاسة.

وأوضح دغلس أن إسرائيل تستغل الدعم الأمريكي واللوبي الصهيوني ودعم الانجيليين، لفرض وقائع جوهرية في قضية المستوطنات لصالح وجود المستوطنين وزيادة أعدادهم وصولا لمليون مستوطن.

وذكرت حركة "السلام الآن" أن السلطات الإسرائيلية صعّدت الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قبل 3 سنوات، حيث تمت المصادقة على ما معدله 6989 وحدة سنويا، أي ما يقرب من ضعف متوسط الوحدات الاستيطانية في السنوات الثلاث التي سبقتها والتي كانت 3635 وحدة سكنية.

وعدّت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو يواصل تقويض إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين من خلال تشجيع المزيد من بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

مشروع القدس الكبرى

صادق "مجلس التخطيط الأعلى" التابع لـلإدارة المدنية للاحتلال في منتصف 2019م، على إيداع مخطط لبناء 200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "ميتساد"، وعلى سريان مخطط لبناء 100 وحدة سكنية في مستوطنة "إيبي هناحال".

وتقع المستوطنتان في شرقي الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" في منطقة بيت لحم وذلك دعماً لمشروع القدس الكبرى جنوبا.

كما وصادق "مجلس التخطيط الأعلى" على شرعنة بناء مؤسسة عامة في مستوطنة "غفاعوت"، وعلى شق شارع لمبان تخطط سلطات الاحتلال لبنائها في هذه المستوطنة التي تحيط جميعها بالقدس المحتلة من المنطقة الشرقية.

وخلال عام 2019، هدمت قوات الاحتلال مئات المنازل في مناطق مختلفة، بينها مئة منزل تقريبا في وادي الحمص شرق القدس المحتلة، فيما تهدد بإزالة 125 منزلا بالوادي خلال العام المقبل.

فيما تواصل جمعية العاد الاستيطانية وسلطة آثار الاحتلال في داخل المدينة المقدسة ومحيط المسجد الاقصى، بتوسيع وتعميق الحفريات جنوبي المسجد الاقصى في منطقة القصور الأموية.

وتقوم سلطة الآثار بأوسع عملية حفر وتنقيب واستهداف أساسات المسجد الاقصى.

محاولات للتهويد

وفي ظل محاولات التهويد للمدينة المقدسة، أوضح وزير شؤون الاستيطان وليد عساف أن هناك 8 قرى مهددة في مناطق القدس، و46 قرية مهددة بالترحيل ضمن مشروع شرق القدس.

وأشار عساف لـ "وكالة سند للأنباء" أن عدد سكان وادي حمص قرابة 6 آلاف شخص تقريباً، وأن هناك قرابة عشرة آلاف وحدة سكنية قرب حرم الجدار هي تحت طائلة التهديد بالهدم في أي وقت.

ولفت إلى وجود 155 تجمعاً فلسطينياً في المنطقة "ج" التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال مهددة بالهدم، بذريعة أنه غير معترف بها.

وقال إن عملية التدمير التي حدثت في وادي حمص هي المرة الأولى التي تجري منذ عام 67 بهذا التدمير الجماعي.

وتتخوف مئات العائلات المقدسية في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، تحت ذريعة البناء دون ترخيص.

من ناحيته، أكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، أن الاحتلال يخطط لإقامة مشاريع تهويدية بمدينة القدس، وتحديدًا في سلوان، بهدف فرض مزيد من السيطرة على المدينة، وتغيير الوضع القائم فيها لإحلال المستوطنين مكان المقدسيين.

وأوضح أبو دياب أن طواقم البلدية الصهيونية صورت بعض المنازل، مما أثار مخاوف السكان من هدم منازلهم خلال الأيام أو الأشهر القادمة، كونها مهددة بالهدم وطرد سكانها منها بأية لحظة.