الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

عمال فلسطين.. لقمة عيش ممزوجة بالدم

حجم الخط
44_39_8_1_5_20161.jpg
نزار الفالوجي- سند

على بوابة "إسرائيلية" تُسمى "معبر ترقوميا" غربي مدينة الخليل، يقف المئات من العمال كل صباح ليعبروا للداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، قبل أن يندمجوا في مزارع ومصانع وورشات عمل تتبع الاحتلال، بحثًا عن لقمة العيش.

ويخضع دخول العمال لتك الورش لـ "أمزجة" جنود الاحتلال، رغم حصولهم على تصاريح عبور من الإدارة المدنية التابع لجيش الاحتلال أو سماسرة السوق السوداء.

رحلة شاقة

يخرج العامل من بيته بعد صلاة الفجر، فيمضي عدة ساعات على المعبر احتشاد المئات من زملائه وبسبب دقة الإجراءات من قبل سلطات الاحتلال.

ويقوم الاحتلال، وفقًا لروايات العمال، بتفتيش إلكتروني والتدقيق في البصمة، وكذلك فحص التصريح، وربما في بعض الأحيان يحتاج إلى تفتيش كامل وعارٍ للعامل في أقسام معبر ترقوميا.

وذكر العامل الفلسطيني محمد الطميزي، أنه لا يعمل طوال الشهر بسبب إغلاق قوات الاحتلال للمعبر.

وأفاد الطميزي؛ وهو من بلدة إذنا القريبة من حاجز ترقوميا، لـ "سند للأنباء"، بأنه يعمل في قطف الفواكه بمنطقة "زكريا" أو "زخاريا".

وقال إن قوات الاحتلال تُقدم على تمزيق التصاريح وإعادة العمال في الأيام التي تنفذ فيها المقاومة عمليات طعن أو أيام المواجهات "نكاية بالعمال الفلسطينيين".

وأردف: "المسألة على المعبر ليست قانون، وإنما بحسب مزاج الجندي الإسرائيلي الذي يتفنن في تعذيب العمال".

لقمة مغمسة بالموت

وأشار إلى أنه أمام هذه الأزمة يضطر العمال إلى الدخول عبر الأسلاك والتسلق عليها أو من خلال قصها (تهريب) وهذا بدوره يجعل العامل في دائرة الخطر.

ولفت النظر إلى أن ابن عمه الشاب خليل الطميزي (19 عامًا) استشهد عام 2014، عندما كان يُحاول الدخول لمكان عمله في فلسطين المحتلة 48، من خلال "التهريب" شرقي معبر ترقوميا.

ويؤكد أن حياة العمال، خاصة أولئك الذين يدخلون "تهريب"، تكون محصورة في الاستشهاد أو الإصابة وأحيانًا الاعتقال والملاحقة من قبل "حرس الحدود" الإسرائيلي.

وصرّح محمد الهيموني؛ من اتحاد نقابات عمال فلسطين في الخليل، بأن العامل الفلسطيني يحصل على لقمة عيشه وقوت عياله ممزوجًا بالعرق والدم وخاصة أولئك الذين يعلمون داخل الخط الأخضر.

وأكد الهيموني لـ "سند للأنباء"، أن حياة العمال معرضة للخطر والموت، وقد كشفت بعض التحقيقات لاتحاد عمال فلسطين أن بعضهم قتل غيلة وعمدًا من قبل مشغله.

قتل العمال غيلة

وأضاف: "بعض الذين تراكمت لهم حقوق مالية عند مشغليهم من الإسرائيليين تعرض للموت عمدًا، وخاصة الذين يعملون في البناء".

ونوه إلى أن "أرباب العمل" الإسرائيليون يستعينون بـ "مافيات" لقتل العمال الفلسطينيين بدم بارد، عبر إسقاطه من علو، وتسجل حادث عمل وتسرق حقوق العامل ويفقد حياته.

ولا يمكن لاي فلسطيني تعرض لـ "الاعتقال الأمني" في سجون الاحتلال أن يحصل على تصريح عمل أو يسمح له بالدخول لأراضي الـ 48، وإذا تمكن من ذلك وألقي عليه القبض فإنه يُسجن ويضرب ويحكم بغرامة مالية.

عمل شاق والاعتقال زيادة

الشاب شادي عمرو (20 عامًا)، من بلدة دورا جنوبي الخليل، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، وأمضى إبان "هبة الأقصى" 7 شهور، عمل في مطعم لليهود الإثيوبيين بمدينة يافا المحتلة.

وقال عمر لـ "سند للأنباء"، إنه اعتقل في حديقة مجاورة للمطعم الذي كان يعمل به، وأودع بسجن أبو اكبير، وكاد يتعرض للقتل من قبل المعتقلين اليهود.

واستطرد: "حولت لمحكمة عسكرية، وصدر بحقي حكمًا بالسجن مدة 3 أشهر وغرامة مالية 3500 شيكل (قرابة الـ 1000 دولار)، لأنه تم اعتقال دون أن يكون لدي تصريح دخول ليافا".

بين الضنك والموت، وبطالة متصاعدة وانخفاض في الدخل؛ صفات الحياة التي يعيشها العمال الفلسطينيون، في ظل صعوبة انتزاع لقمة العيش، وحياة ممزوجة بالعرق والدم والفقر، بالتزامن مع غياب الراعي والداعم لهذه الطبقة الكادحة.