الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

بالفيديو والصور مسحراتي الضفة.. أهازيج رمضان ممزوجة بحب الوطن

حجم الخط
المسحراتية ثائر الرطروط ورفيقه عماد سويلم
نابلس - وكالة سند للأنباء

"يارب يا معين إحمي شباب فلسطين، يا رب يا معين انصر المجاهدين"، "يا مسلم قوم تسحّر وادعي للأقصى يتحرر"، بهذه الأهازيج يعلو صوت المسحراتي ثائر الرطروط ورفيقه عماد سويلم وهم يتجولون في زقاق البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، على وقع الضرب على الطبل قبيل وقت السحور في ليالي شهر رمضان الفضيل.

وبفرحةٍ كبيرة ينتظر أطفال البلدة قدوم المسحراتي على نوافذ بيوتهم، ليلقوا عليهم التحايا ويستمعون للأهازيج التي حفظوها وباتوا يرددونها خلال لعبهم، ويلتقطون له الصور ومقاطع الفيديو.

ويرتدي "الرطروط" و"سويلم" خلال جولتهم اليومية، أزياءً شعبية مرتبطة بالطقوس الرمضانية والتي اعتاد المسحراتية منذ عقود طويلة ارتدائها.

ويتجوّل المسحراتية في حارات البلدة القديمة مع أهازيج تجمع بين العبارات الدينية والوطنية مثل "يا سامعين الصوت صلوا على المصطفى صلوا"، و"يا نايم وحد الدايم، يا عباد الله وحدوا بالله".

ويقول "الرطروط": "منذ سنوات ونحن نقوم بدور المسحراتي، بعد وفاة قدامى المسحراتية بالبلدة القديمة، واعتادت العائلات على سماع صوتنا، وعندما نغيب يعلم الناس أن هناك حدثًا ما مثل تواجد لقوات الاحتلال الذي يمنعنا من التجول".

مع أهالي الشهداء

ولا ينسى المسحراتي ترديد بعض العبارات التي يذكر بها أسماء شهداء البلدة القديمة، أو المرور من قرب بيوتهم من باب الوفاء لهم، حيث تنتظر بعض عائلات الشهداء المسحراتية لإلقاء التحية عليهما ودعوتهما على السحور أو تقديم التمر والماء لهما.

وعن ذلك "الرطروط" يتحدث لـ "وكالة سند للأنباء": "لشهداء البلدة القديمة مكانة كبيرة في قلوبنا وقلوب الجميع، وفي كل ليلة نمر بالقرب من بيوتهم، نُسمع عوائلهم الأهازيج التي ترثيهم وتدعو لهم وهذا الأمر يُسعدهم".

278531718_5240242752704598_9054298127811092902_n.jpg

مهنة محفوفة بالمخاطر

أما مسحراتي مخيم بلاطة بنابلس محمود شحادة، فيشير إلى أن مهمته "محفوفة بالمخاطر"، بسبب الاقتحامات الإسرئيلية المتكررة للمخيم.

وفي حالة اكتشاف وجود جنود الاحتلال في المنطقة يصعد "شحادة" لسطح المنزل ليقرع على الطبل وإيقاظ من حوله، منوّها إلى أنه تعرض مرارا للضرب والاحتجاز من قبل الاحتلال.

ويستذكر ما حدث معه عام 2018، عندما أوقفه جنود الاحتلال في إحدى زقاق المخيم، وانهالوا عليه بالضرب المبرح بحجة أنه أفسد عليهم اعتقال أحد الشبان من إحدى حارات المخيم، مستطردًا: "بالرغم من ذلك لازلت أواصل عملي".

ويضيف المسحراتي "شحادة" لـ "وكالة سند للأنباء": "أنه يتطوع منذ ثماني سنوات بهذه المهمة، ويشعر بالسعادة عندما يخرج الأطفال في أزقة المخيم بانتظاره في أجواء جميلة طيلة أيام الشهر الفضيل".

ويعد مخيم بلاطة من أكبر مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وليحظى سكان المخيم جميعا بالاستيقاظ على صوت المسحراتي، تم تقسيم المخيم لمنطقتين بين "شحادة"، والمسحراتي إبراهيم عرب.

تمسّك بالعادات

إلى ذلك، يقول الباحث في التاريخ غسان دويكات إن وظيفة المسحراتي نشأت من منطلق الحاجة لمن ينبه الناس ويوقظهم لتناول السحور خصوصا، ثم الاستعداد لصلاة الفجر في رمضان، وغايتها التسهيل على الناس ورعايته على القيام بفروضهم الدينية، في وقت لم يكن هناك ساعات منبهة أو كهرباء أو سماعات خارجية للمساجد.

ويردف "دويكات" لـ"وكالة سند للأنباء": "نظرا لأهمية دور المسحراتي الإنساني والديني، يجب أن يكون من أهل الثقة ويحظى بدرجة عالية من القبول الاجتماعي".

وتغلغلت وظيفة المسحراتي في حياة الناس وعاداتهم في شهر رمضان، وأصبحت مع الوقت أحد مظاهره خاصة في البلدان العربية، حتى بعد دخول التكنولوجيا وغياب الحاجة الحقيقية له".

وينوّه "دويكات" أن شهر رمضان في فلسطين يمتاز بخصوصية يختلف فيها عن كثير من بلدان العالم العربي والإسلامي.

ويوضح أن: "المجتمع الفلسطيني يحافظ على مظاهر وعادات شهر رمضان وروحانياته، وقد استمرت وظيفة المسحراتي كتقليد يحمل في طياته الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل ممارسات احتلالية تسعى دوما لطمس كل ما هو عربي فلسطيني إسلامي، فترى المسحراتي يلبس ثيابا تقليدية، ويحمل طبلا وعصا على مر السنوات".

ويختم "ضيف سند" حديثه، بأن "كل شيء في فلسطين يحمل جانبً وطنيًا، فالمسحراتي يصطدم بنشاط قوات الاحتلال التي تسعى لاعتقال الفلسطينيين ليلا أغلب الأحيان، دون أن يمنعه ذلك من أداء مهمته".
 

278295349_4880324972090537_391489934529361593_n.jpg

278315441_676864996899079_2366640497708943234_n.jpg