يواصل آلاف النازحين الفلسطينيين، العودة إلى منازلهم، وتفقد الدمار الحاصل فيها، إثر العدوان الإسرائيلي الدموي، الذي استمر أكثر من 471 يومًا، وأدى إلى تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق وتبادل الأسرى حيز التنفيذ، صباح الأحد، هرع آلاف النازحين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة، بعد 15 شهرا من حرب مدمرة، ليكتشفوا حجم ما تسببت به حرب الإبادة الإسرائيلية.
وظهرت مدن ومخيمات القطاع مثل أكوام ركام، فيما أغلقت معظم الشوارع بحجارة المباني المدمرة، مع حفر كبيرة توسطت العديد من الطرقات.
واكتظت الشوارع الرئيسية في المدن والمخيمات بعشرات آلاف العائدين إلى منازلهم، وغالبيتهم مشيا على الأقدام أو على عربات تجرها دواب، أو شاحنات، وهم يحملون بعضا من أمتعتهم وخيامهم، وخصوصا من مدينة غزة باتجاه مناطق شمال القطاع.
ومنذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.
ووثق العائدون إلى بلداتهم عشرات الآليات الإسرائيلية المدمرة، إثر المعارك العنيفة مع المقاومة، سيما في شمال قطاع غزة، والتي اضطر الاحتلال لتركها خلفه.
وبالتزامن، انتشر آلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية بلباسهم الرسمي لتنظيم حركة المرور، وتأمين دخول شاحنات المساعدات.
كما جاب عناصر كتائب القسام بأسلحتهم شوارع القطاع، وسط هتافات وتكبيرات المواطنين، وتهافتهم على التقلط الصور معهم.
ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، تسبّب القصف الإسرائيلي للقطاع المحاصر بقدر "غير مسبوق من الدمار في التاريخ الحديث"، بحسب تقرير الأمم المتحدة.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة بناء ما دمرته الحرب إلى 40 مليار دولار أميركي، وحسب التقديرات نفسها، فإن كمية الأنقاض في القطاع بلغت نحو 37 مليون طن، كما أن أكثر من 70% من إجمالي المساكن في غزة تضررت أو تم تدميرها.
وأكدت الأمم المتحدة أن الدمار هائل ومخيف، وأن القطاعين التعليمي والصحي دمرا بشكل شبه كامل.
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 46,876 شهيدا و 110,642 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول من العام 2023، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة بغزة الجمعة.