الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

الشهيد العامل أمين أبو وردة.. لقمة عيشٍ مغمسة بالدم

حجم الخط
الشهيد أمين أبو وردة
غزة - وكالة سند للأنباء

خمسةُ أيام مرّت بساعاتها ودقائقها الثقيلة على عائلة العامل أمين أبو وردة (60 عامًا) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد أن انقطع الاتصال به عقب توجه لعمله في الداخل الفلسطيني المحتل ثاني أيام عيد الفطر (24 نسيان/ ابريل المنصرم)، في أول رحلة عمل له بعد حصوله على تصريح عمل بمنتصف شهر رمضان، لتكون رحلته الأخيرة أيضًا وعاد منها بكفنٍ أبيض.

واختفت آثار "أبو وردة" بعد يوم من وصوله لمكان عمله في مسكمة داخل مستوطنة "كريات ملاخي" جنوب فلسطين لتواجه عائلته اللحظات الأقسى عليها، وسط انقطاع الاتصال به، وفقدان أي أثر له، إلى أن جاء خبر وفاته يوم الخميس الماضي.

ووجهّت عائلة "أبو وردة" أصابع الاتهام للمستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتسبب باختفاء واستشهاد والدهم، الذي مضى في سبيل تأمين حياة كريمة لعائلته ولتزويج أبنائه، في ظل شح فرص العمل في قطاع غزة وصعوبة الوضع المعيشي هناك.

وتتزامن حادثة استشهاد العامل "أبو وردة" مع يوم العمال العالمي الذي يُصادف الأول من أيار/ مايو من كل عام ، لتكون حكايته شاهدة على جرائم الاحتلال بحق العمّال الفلسطينيين.

"ضحكته ما بتغيب"..

بعد تنهيدةٍ موجِعة، يستهلُّ عبد القادر ابن الفقيد أمين أبو وردة، "كان خبر وفاته مفاجئًا لنا، كنا ننتظر أي اتصال على أمل يخبرونا أنه على قيد الحياة، لكن لا أمل في ظل وجود محتل مجرم".

وبألم يسرد "عبد القادر" تفاصيل الفصل الأخير من حياة والده لـ "وكالة سند للأنباء": "في أيام العيد كانت ضحكته مختلفة عن أيّ يومٍ آخر، وحرصنا عليه أيضًا كان مختلفًا عندما أردنا ألا يذهب لعمله ويبقى معنا".

يستذكر ابتسامة والده التي لم تكن لتغيب عن وجهه، قائلًا: "كان والدي يتمتع بخفة الروح، وحبه الخير للجميع، ضحكته ما بتغيب أبدًا".

ويتابع بنبرةٍ من الحزن "حصل والدي على تصريح العمل في الداخل بمنتصف شهر رمضان، وتوّجه إلى العمل ثاني أيام عيد الفطر، وبعد يوم واحد من وصوله فقدنا الاتصال معه بشكلٍ تام".

ويُكمل: "تواصل معنا العمال والعامل الذي كان برفقته وهو صديق والدي، وأخبرنا أنه مفقود ولا يوجد معلومات عنه، ولم يكن له أي أثر بعد عمليات البحث المطوّلة، سوى هاتفه وجدناه مهشّما في المكان الذي كان فيه".

وبعد أن فقدت العائلة الأمل بالوصول إليه عن طريق زملائه ومن حوله من العمّال، لجأت بشكل فوري إلى الصليب الأحمر الدولي والارتباط الفلسطيني، لكن دون جدوى بمعلومةٍ عنه، وفق ابنه.

ويلفت عبد القادر إلى أن خبر وفاة والده جاء عن طريق أشخاص في يافا، موضحين أن جثة الوالد موجودة في مشرحة "أبو كبير" بالداخل الفلسطيني المحتل.

ويؤكد عبد القادر أن والده لم يمت موتة طبيعية "سكتة قلبية"، وأن الكدمات على جسد والده تُثبت توّرط الاحتلال ومستوطنيه في قتل أبيه، محملًا إياهم المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي أودت بحياته.

"اليوم الأول والأخير"..

باسل شاهين (أحد أقرباء الشهيد)، يشير إلى أن "أبو وردة" توجّه للعمل في الداخل المحتل لتوفير لقمة العيش لعائلته وتحسين وضعهم الاقتصادي، حيث كان يعيل ثمانية أفراد، مضيفًا: "كان الراحل يسعى لتزويج أبنائه، وأصغرهم يبلغ من العمر 24 عامًا".

ويُضيف "شاهين" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الفقيد أبو وردة ذهب العمل بالداخل للمرةِ الأولى والأخيرة، موضحًا أنه لم يشتكِ من أي مرض أبدًا وهو بكامل عافيته وصحته.

ويُحمّل "شاهين" الاحتلال المسؤولية الكاملة على الجريمتين، الأولى باختفاء لأيام، والثانية قتله بشكل متعمد، لافتًا إلى أن الكدمات على جسده تؤكد تورط المستوطنين المتطرفين.

"اعتداءات لا متناهية"..

وخلال عام 2022 منحت سلطات الاحتلال آلاف التصاريح لعمال من قطاع غزة للسماح لهم بالعمل في الداخل المحتل أو الضفة الغربية، وتتيح تلك التصاريح للعمال، المرور من خلال حاجز بيت حانون "إيرز" شمالي قطاع غزة، وصولا للداخل أو الضفة للعمل.

وفي الإطار يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة سامي العمصي، إن اعتداءات المستوطنين على عمال قطاع غزة لا تُعد ولا تُحصى، وتتمثل بالاعتداء عليهم بالضرب، وحرمانهم من أخذ أجورهم وحقوقهم كاملة".

ويؤكد "العمصي" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن غياب آلية واضحة لتشغيل العمّال وعدم الإقرار الصريح بحقوقهم المالية تُهدد من حياتهم ومستقبلهم في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين.

وعن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها العامل الفلسطيني؟، يُجيبنا "العمصي": "ينتظر العامل عند مروره عبر معبر إيرز 8 ساعات للسماح له بالدخول، ويتعرض للاعتداء والضرب المبرح من المستوطنين دون توفير حماية له".

كما يتعرض العامل الفلسطيني للتهديد والابتزاز من الاحتلال، إضافةً إلى حالات النصب التي يتعرضون لها، بعدم منحهم أموالًا مقابل أعمالهم، وفق ضيفنا، لافتًا إلى أن مواقع العمل الإسرائيلية تفتقر لأدنى مقومات إجراءات السلامة المهنية.

ومنذ مطلع العام الجاري 2023، استُشهد 4 عمال فلسطينيين من قطاع غزة في اعتداءات للاحتلال خلال عملهم، بينما في العام الماضي 2022 بلغ عدد العمال الشهداء من القطاع 12، بحسب ما أورده "العمصي".