الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور "فرات" رغم المرض.. تريد التحليق مثل عصافيرها

حجم الخط
33.jpg
محمد منى-وكالة سند للأنباء

تجلس الطفلة "فرات" إلى جانب والدتها تتأمل زوايا منزلها الصغير، وكأنها تريد أن تحقق حلمها البسيط بأن تمشي وتلعب مثل أي طفل، لكنها تعجز، بسبب مرضها الذي تعاني منه منذ ولادتها قبل ست سنوات.

"فرات" التي تبلغ من العمر 6 سنوات، تسكن مدينة سلفيت بالضفة الغربية، قصَّت والدتها قصتها بكلمات بسيطة وكلها أمل أن يتحول حلم طفلتها إلى حقيقة؛ هي لا تريد شيئاً مستحيلاً سوى أن تلعب.

وتقول "فرات"، إنها "تنظر للأطفال وهم يلعبون، أحزن لأني لا أفعل نفس الشيء".

معاناة فرات

إثر ولادتها في الشهر السابع وما نتج عنه من نقص في الأكسجين والذي اكتشف بعد عامين لديها، أصيبت "فرات" بشلل دماغي حدَّ من حركتها رغم بذل عائلتها جهداً كبيراً في تقديم الرعاية الطبية اللازمة.

تقول والدتها سيرين عباس، إن إصابتها بالشلل الدماغي انعكس على قدرتها على الحركة والمشي، ومنذ ذلك الوقت لا تستطيع "فرات" التنقل إلا بمساعدة آخرين.

ومحاولةً للحد من تفشي مرضها وتعمق ألمها، طرقت العائلة كل الأبواب لتقديم العلاج للطفلة من علاج طبيعي، وأجهزة طبية مساندة لكن فشلت كل محاولات إنعاشها، وفقاً لـ "عباس".

بارقة أمل

لكن ذلك لم يمنع من أن تواصل أسرتها النحت في الصخر من أجل أن تجد شفاءً لابنتها التي تتلوى مع المعاناة يوماً بعد آخر، وتقول والدة "فرات" إنهم وجدوا علاجها أخيراً بعد أن تواصلوا مع مختصين يعملون في مستشفيات دولية.

إنه الفرج يا "فرات"، هل ستحققين حُلمك كما تحلمين وترغبين؟، تكمل "عباس" حوارها مع "وكالة سند للأنباء": "وجدنا مستشفى سان لويس في الولايات المتحدة الأمريكية وبإمكانه إجراء عمليات جراحية لمثل مرض "فرات".

لكن أمام كل حلم صعوبات؛ فتكلفة العملية الكفيلة بأن تجعل الطفلة قادرة على المشي والحركة باهظة جداً، حسبما ما أخبرتنا والدة "فرات".

11 (1).jpg
 

عصافير القفص الهاربة

"فكرت طويلاً ماذا عساي أن أفعل؟!"، تساءؤل راودها قبل أن تقرر الوالدة الفلسطينية الكادحة أن تواصل كفاحها إلا أن جاءت الفكرة؛ فاستوحت من حادثة وقعت مع ابنتها التي حينما وصلتها هدية من خالها المعتقل والمحكوم بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال الإسرائيلي ماذا كانت؟

طيور جميلة داخل القفص وضعتهما سيرين داخل منزلها لكن حصلت الفاجعة أن العصفورين الجميلان ذو العيون الزرقاء هربا من داخل قفصهما، وهنا صار القفص فارغاً!.

مبادرة "حلمي حلم الطيور"

مشهد هروب العصافير بعث في نفس والدة "فرات" فكرة أرادت من خلالها التعبير عن آلام ابنتها فقررت كتابة رواية  "عصافير الحرية".

وعكفت العائلة على طباعة الرواية بعد أن أنهت كتابتها والدة "فرات" وعملت على توزيعها في نقاط للبيع في مدينتي سلفيت ونابلس، وتماشياً مع حلم "فرات" سمت العائلة مبادرتها بـ "حلمي حلم الطيور"

22.jpg
 

طموح فرات

لم يكن تأليف القصة لغرض التسلية فقط، كان لها هدف آخر، أرادت والدة فرات أن تحقق قصتها مبيعات تمكنها من إجراء عملية فرات الجراحية في "سان لويس" بأمريكا.

ولذلك تطلب "فرات" من كل إنسان يقرأ قصتها أو يعرف معاناتها أن يشتري "عصافير الحرية" حتى تحلق في السماء ككل أطفال العالم.

وتدعو والدتها المؤسسات وشرائح المجتمع الفلسطيني بالعمل على دعم "فرات" وكل من هو على شاكلتها بكل الوسائل الممكنة.

55 (1).jpg