الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور بتير .. جنة الله في فلسطين

حجم الخط
بتير 22.jpg
بيت لحم - نزار الفالوجي - وكالة سند للأنباء

 يأسرك جمال بساتينها المتدرجة وكأنها لوحة تشكيلية طبيعية، وأشجارها الكثيفة الملتفة التي تخيم على المكان حيث تحتضن بين أغصانها العصافير والبلابل التي تضفى على المكان سمفونية التشبث بالأرض .

 كثيرة هي عيون الماء التي تنبعث منها الحياة فتنهمر مياهها وخاصة في فصل الشتاء عبر قنوات مائية رومانية تاريخية لتغمر أراضيها وبساتينها التي يزغرد فيها الباذنجان البتيري المشهور ذو اللون البنفسجي .

 وتنتعش الروح  من خلال عبق التاريخ حيث المباني القديمة والقصور الترائية والقنوات والقناطر والأزقة والاحياء والحارات المتراصة المطلة على الوادي كحارة "السبع أرامل" المشهورة .

بتير 29.jpg


بتير 22.jpg
بتير 20.jpg
 

الموقع الاستراتيجي

  على بعد ثمانية كيلو مترات جنوب القدس تقع بلدة بتير التاريخية والتي تبعد عن بيت لحم  نحو خمسة كيلو مترات فهي احدى قراها الغربية المحاذية للمناطق المحتلة عام 1948م .

وتبلغ المساحة العمرانية للقرية حوالي 420 دونماً، وتحيط بأراضيها أراضي قرى الولجة وبيت جالا وحوسان والخضر، والقبو.

 وتمر في أراضيها سكة حديد يافا – القدس التاريخية التي بناها العثمانيون عام 1905م والتي لا تزال تعمل لكن لصالح الاسرائيليين.

بتير 28.jpg
بتير 27.jpg
بتير 25.jpg
 

سبب التسمية

 يرجع بعض المؤرخين من بينهم المؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ سبب التسمية إلى الأصل الكنعاني العربي حيث سماها الكنعانيون  "بيت اير" أي بيت الطير .. والمقصود بالطير هنا "النسر"  الذي كان يُعشعش في أوكار جبالها العالية.

 ومما يضفي على القرية جمالاً خرير مائها المنبعث من عيون ماء تاريخية قديمة.

وقال رئيس بلدية بتير تيسير قطوش إن جمال بتير جعلها بلداً سياحياً يزورها سنويا نحو خمسين ألف سائح من أبناء الوطن وغيرهم من السائحين الأجانب .

تيسير قطوش رئيس بلدية بتير.jpg
 

وأضاف قطوش في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"، هناك العديد من عيون الماء أهمها: عين البلد، عين جامع، عين عمدان، عين المصري، عين فروج، عين أبو الحارث، عين ام الحرذون، عين إباسين".

ولفت إلى أن هذه العيون التي تسقي أراضيها الزراعية وبساتينها الخلابة جعلت منها جنة الله في فلسطين .

على لائحة التراث العالمي

ويشير قطوش  أنه ولأهمية بتير الجمالية والتراثية ولجمال بساتينها الخضراء المتدرجة ، أدرجت القرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في 20 حزيران/يونيو 2014 وذلك لمصاطبها الزراعية.

وكانت السلطة الفلسطينية قد أهتمت بإدراجها على قائمة التراث لمنع اقامة الجدار الفاصل على اراضي القرية.

 ويتابع قطوش "يتضمّن المنظر الطبيعي لبتير سلسلة أودية زراعية ومدرّجات حجرية عمرها مئات السنوات وقد تم تطويرها بسبب البيئة الجبلية".

بتير 18.jpg
بتير 17.jpg
 

بتير .. تاريخ وحضارة

 وكانت بتّير في عهد الرومان قلعة حصينة، كما يقول المؤرخ الدباغ، وقد أوقع الرومان على أحدى روابيها هزيمة ساحقة بجماعات يهودية متمردة على الحكم الروماني القائم في إيليا القدس، حين لجأت إليها هذه الجماعات بقيادة القائد اليهودي باركوخبا عام 135م، ولم ينج منهم سوى إثنين تسللا من أحد الشعاب المجاورة ، ولا زالت آثار قلعة رومانية باقية في بتير .

كما توجد مغاور وأرضيات مرصوفة بالفسيفساء، بالإضافة إلى مقامات لقبور بعض الصحابة المجاهدين الذين رافقوا الفتح الإسلامي لفلسطين، فمنهم من مات أو استشهد على أراضها ليحفظ ثراها أجسادهم الطاهرة.

 ومن هؤلاء المقامات: الشيخ خطاب، وأبو زيد، والعمري، وكذلك قبوراً لشهداء حرب فلسطين 1948م من المصريين والعراقيين.

بتير 24.jpg

 

بتير 13.jpg

جذورعائلات بتير

يقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف، أنه  ينتسب أهل بتير إلى قبيلة بني حسن، التي أسكنها صلاح الدين الأيوبي في تسع قرى تحيط بالمدينة المقدسة، لتقوم بحمايتها ومنع الصليبيين من العودة إليها عن طريق البحر عبر وادي الصرار وادي "النسور" سابقاً.

ومن فروع هذه القبلية وأفخاذها التي تقيم حالياً في بتير: عوينة ومنها : آل الشيخ ، حمّاد، عليان، حسن، جبر، وعائلة البطمة ويتبعها: مصطفى ، المشني، القيق، أبو حسين، وعائلة البطحة ومنها: الشامي، فارس، أبو مر، وعائلة قطوش .

حارة السبع ارامل

 وتشتهر بتير بحاراتها التاريخية الجميلة المطلة على واديها وبساتينها الخضراء ومن هذه الحارات الهامة المشهورة حارة "السبع أرامل" التي ارتبط اسمها بأصالة المرأة البتيرية الصابرة المثابرة .

وتقول احدى هؤلاء الأرامل السبع الحاجة نادية حسين مصطفى في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"، كانت الحارة سابقاً تسمى حارة البطمة ، لكن عندما ترملت سبع نساء وهن في عمر الورود حيث مات أزواجهن في حوادث ومناسبات عدة .. صممن على عدم الزواج والاستمرار في تربية أبنائهن والعمل في حقول وبساتين البلدة.

واعتبرت الحاجه نادية  ذلك شموخاً للمرأة البتيرية فأطلق الاسم الجديد على الحارة ، وباتت محلياً وعالمياً تعرف بحارة الأرامل السبع، وأصبح الاسم جزءاً من تراث القرية الملاصق لها .

 وتضيف "يأتي الزوار ويقصدون حارة السبع ارامل في بتير كونها حارة تاريخية ويدفعهم الفضول للاستفسار عن سبب التسمية وعند الوقوف على حقيقة الامر يفتخرون ببتير ونسائها ورجالها وتراثها".

بتير 27.jpg

بتير 12.jpg


بتير 11.jpg