الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاص بالصور والفيديو خربة الطويل.. جنة على الأرض تشوهّها مستوطنات ومعسكرات الاحتلال

حجم الخط
332628783_979580936341085_4395149105487813600_n.jpg
نابلس - وكالة سند للأنباء

وسط طبيعة خلابة، تحتضن سهولًا خضراء واسعة، ومرتفعات تطل على الأغوار والحدود الأردنية، تتربع خربة الطويل شرق بلدة عقربا جنوبي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، تجابه خطر الاستيطان الذي يشوّه جمال المنطقة.

وللتنغيص على حياة الفلسطينيين هناك وسلب أراضيهم، تزحف مستوطنة "جيتيت" والبؤر الاستيطانية المقامة في المنطقة لتلتهم المزيد من أراضي الخربة، تحت ستار أن غالبية أراضيها مصنفة "ج"، في ظل غياب الدعم من الجهات الرسمية والأهلية، كما يجمع سكان الخربة.

وخربة الطويل عبارة عن مجموعة من الخِرَب القديمة منها الإسلامية والرومانية، كخربة "تل الخشبة"، وخربة "مراس الدين" وخربة "العرقان".

وتحتوي خربة الطويل على عدد من الآبار القديمة التي تنتشر في جميع الأراضي الزراعية فيها، مما يدل على أن الخربة كانت مأهولة بالسكان منذ أزمنة بعيدة.

وتشهد الخربة تدريبات عسكرية ينفذها جيش الاحتلال بين الفينة والأخرى بالأسلحة الحية والثقيلة، وبالقرب من منازل المواطنين، ما يشكل خطرًا حقيقيًا عليهم، إضافة للخطر التي تشكله المخلفات العسكرية التي قد تودي بحياة الأطفال والمواطنين هناك.

333036279_421066860230027_6859403000010401545_n.jpg
 

تحدّي البقاء..

المزارع سمير بني فضل، وهو أحد سكان الخربة، لا يخفِ شعوره بالأسى والصعوبات التي تحياها العائلات العشرة التي تسكن المنطقة؛ جراء مناورات جيش الاحتلال واعتداءات المستوطنين، ويقول: "المستوطنون يتعمدون استفزاز أهالي الخربة، ويمنعونهم من رعي مواشيهم في أغلب الأراضي".

ويضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "نعاني من شح المياه خاصة في الصيف، إضافة لغلاء أسعار الحبوب والأعلاف، وضعف الدعم البيطري الصحي للمواشي، خاصة بعد انتشار الحمى القلاعية مؤخرًا، مما كبد المزارعين ومربي المواشي خسائر فادحة بعد نفوق أعداد كبيرة منها".

أما المزارع هشام بني جابر، فيشير إلى عدم كفاية المساحة المتاحة للرعي، مما تسبب بنفوق المواشي، خاصة الخراف، إضافة لإقدام الاحتلال على هدم البركسات والبيوت في الخربة كما حصل قبل عدة سنوات، وتهديدهم المستمر بذلك.

ويشير بيده نحو سفح جبلي سيطر عليه مستوطن، قائلًا: "صامدون هنا، إما موت أو حياة، إما نحن بالمكان أو هم".

ويردف خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "المنطقة بحاجة للدعم، نحن بحاجة لطرق زراعية، وشبكة كهرباء، وخطوط المياه"، منوهًا إلى أنه قام بمد خط مياه لأرضه بتكلفة باهظة، لكنه لم يتمكن من إحضار شبكة كهرباء بسبب التكلفة الباهظة عليه أيضًا، حسب قوله.

332836172_595253869124069_3390006509895130864_n.jpg
 

توسع استيطاني..

من ناحيته، يشير مدير مركز أبحاث الأراضي في محافظة نابلس، محمود الصيفي، إلى أن هدف الاحتلال هو السيطرة على سهول وجبال الطويل وتحويلها لمعسكرات للتدريب، وتوسيع المستوطنات القريبة منها، خاصة مستوطنة "جيتيت".

ويلفت خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، النظر إلى أن الاحتلال يسعى لإقامة جدار استيطاني يفصل عقربا والقرى المجاورة عن الأغوار، عبر السيطرة على أراضي الخربة.

ويضيف: "أخطر قرار للاحتلال بحق الخربة، كان عام 2007 عندما أعطي أهالي خربة الطويل، أوامر بالإخلاء لجميع السكان، وبما في ذلك المسجد والمدرسة وشبكة الكهرباء، وتم رفض القرار والتوجه للمؤسسات الحقوقية والدولية".

ويعتاش أهالي الخربة على الزراعة وتربية المواشي، ويسكنون في منازل من صفيح، حيث تمنعهم سلطات الاحتلال من البناء والتمدد بحجة أنها تقع في أراضي "ج".

وتصل مساحة خربة الطويل لقرابة 12 ألف دونم، وترتفع 337 مترًا عن سطح البحر، وتعد منطقة خصبة وغنية، ومصدرًا للمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية ومنتجاتها من الألبان والحليب والأجبان واللحوم، وتوصف بأنها بمثابة القلب لبلدة عقربا.

332889571_3258709134394863_7428443633708204822_n.jpg