بدأ الأفغان اليوم السبت، اليوم الأول من الهدنة التاريخية، وسط آمال بتطبيق هدنة في أعمال العنف، وتشكل شرطا مسبقا لتوقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في نهاية فبراير/ شباط الجاري.

وحدد موعد تطبيق الهدنة التدريجية اعتبارًا من منتصف ليل الجمعة السبت، وتستمر أسبوعًا.

أما الاتفاق بين الطرفين، فيفترض أن يتم توقيعه بالأحرف الأولى في 29 فبراير، لكن واشنطن اشترطت مسبقًا تراجع الهجمات على كل الأراضي الأفغانية.

وتهدف الهدنة إلى إثبات حسن نية قبل توقيع اتفاق تاريخي مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية.

ويفترض أن يفضي الاتفاق أيضاً إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل أفغانستان.

وكانت حركة طالبان قد رفضت طوال 18 عاماً التفاوض مع السلطة الحاكمة معتبرة أنها "دمية" تحركها واشنطن.

وأشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الوعد الذي قطعه الرئيس دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية عام 2016 بسحب الجيش من هذا البلد الذي يشهد أعمال عنف.

وأردف: "لم يعد الوجود الأميركي فيه (أفغانستان) يحظى بشعبية".

وأكّد بومبيو في بيان بعد زيارة إلى السعودية "نستعد للتوقيع في 29 فبراير".

وأفادت طالبان في بيان بأن الأطراف المتحاربة ستخلق "وضعا أمنياً مناسباً".

وشددت على أن الجانبين "اتفقا بعد مفاوضات طويلة توقيع الاتفاق الذي أنجز بحضور مراقبين دوليين (...) في 29 شباط/فبراير".

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي مايك أسبر، في تغريدة له إنه إذا لم تبرهن طالبان على "التزامها بخفض حقيقي للعنف، فإن الولايات المتحدة تبقى مستعدة للدفاع عن نفسها وعن شركائها الأفغان".

من جانبه، صرّح الرئيس الأفغاني، أشرف غني، بأن التهدئة الجزئية ستبدأ منتصف ليل الجمعة السبت.

وأضاف: "خطواتنا المقبلة بشأن عملية السلام ستعتمد على تقييم أسبوع خفض العنف، قوات الأمن الأفغانية ستبقى في وضع دفاع نشط خلال هذا الأسبوع".

وذكرت الأمم المتحدة السبت أن حوالي 3500 مدني قتلوا وجرح 7000 آخرين عام 2019 بسبب الحرب في أفغانستان.

وأكّد الممثل الخاص للبعثة في أفغانستان تاداميشي ياماموتو: "تأثر جميع المدنيين في أفغانستان شخصياً بطريقة أو أخرى من العنف الجاري".

وينتشر بين 12 و13 ألف عسكري أميركي في أفغانستان حيث خاضت الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها. كما تنتشر قوات لدول أجنبية أخرى في هذا البلد.

وكان تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة قد طرد حركة طالبان من السلطة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

وخاضت طالبان التي كانت تحكم كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، حملة متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أميركي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.

وأنفقت واشنطن أكثر من ألف مليار دولار في هذه الحرب التي قُتل فيها أكثر من 10 آلاف مدني أفغاني منذ 2009، حسب أرقام الأمم المتحدة.