الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مع تساريع التطبيع..

هل تخسر القضية الفلسطينية حلفاءها التقليديين؟

حجم الخط
gettyimages-1152104542-1.jpg
نابلس-أحمد البيتاوي-وكالة سند للأنباء

حتى وقت قريب؛ ظلت القضية الفلسطينية في نظر كثير من دول العالم، قضية عادلة لا يمكن القفز عن مسلماتها، وتحظى بالكثير من التعاطف الدولي الذي كان يُترجم في كل مناسبة بقرارات تؤكد على الحقوق الفلسطينية وترفض سياسات إسرائيل العنصرية.

هذا المشهد لم يظل على حاله؛ فخلال السنوات الأخيرة غيّرت بعض الدول الأجنبية والإسلامية، والعربية التي كانت حليفاً تقليدياً للفلسطينيين، مواقفها، وصارت أقرب للاحتلال في رؤيتها السياسية.

هذه "الردة" وهذا التبدل في مواقف الدول يراه متابعون أمراً متوقعاً بسبب جملة من المعطيات والمتغيرات الدولية والإقليمية وحتى الفلسطينية، بينما يقلل آخرون من حجم هذا التغير، ويرون أن المؤيدين للقضية الفلسطينية لم ينفضوا من حولها. 

القضية العادلة تخسر حلفائها

أستاذ القانون العام في جامعة الخليل سامر نجم الدين يرى أن أسباب خسران القضية الفلسطينية للكثير من حلفائها التقليديين ناجم عن عدة أسباب أهمها قاعدة المصالح التي تحكم العلاقة وترسم شكل السياسة الخارجية للدول.

وحسب نجم فإنه واستناداً على هذا المبدأ ذهبت السودان لتعزيز تحالفها مع إسرائيل؛ لأنها تعود عليها بمنافع اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، بعكس العلاقة مع الفلسطينيين الفقراء.

وأشار نجم الدين في مقابلة مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن دولة الهند التي كانت حتى وقت قريب حليفاً مخلصاً للفلسطينيين، باتت اليوم تقيم علاقات اقتصادية وعسكرية متقدمة مع دولة الاحتلال.

وبيّن أستاذ القانون أن الكثير من الدول خاصة العربية أصبحت ترفع شعار "لن نكون ملكيين أكثر من الملك"، في إشارة لاتفاقيات السلام وملحقتها الاقتصادية والأمنية التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال منذ العام 1993.

"أما دول الخليج فهي تسعى لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل حفاظاً على حكمها ولمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وهي تعلم أن ثمن التحالف مع أمريكا الجهة الضامنة لحكمها هو إبرام اتفاقية سلام مع ابنتها المدللة إسرائيل"، حسب نجم الدين.

"لذلك لا تبدو مشاركة الإمارات والبحرين وعُمان في حفل الإعلان عن صفقة القرن في حضرة ترمب ونتنياهو أمراً مستغرباً"، يضيف نجم الدين.

تآكل في دعم القضية وتمدد للاحتلال

من جانبه، أكد المحلل السياسي والأستاذ في جامعة القدس أبو ديس أحمد رفيق عوض، على وجود تآكل في الدعم العالمي للقضية الفلسطينية، مقابل تمدد إسرائيلي في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا الشرقية وحتى في العالم العربي.

واتفق عوض مع نجم الدين على أن توقيع الفلسطينيين على اتفاقية سلام غامضة (في إشارة لأوسلو) أعطى مبرراً لكثير من الدول لتطبيع علاقتها مع دولة الاحتلال.

وأكمل خلال حديثه مع مراسل "وكالة سند للأنباء": "تعدد الأقطاب العالمية وتوزيع القوى وظهور دول محورية جديدة في خريطة التأثير العالمي، وفوز أحزاب وشخصيات يمينية مؤيدة لإسرائيل في الانتخابات، هذا نجم عنه مصالح متشابكة ومتغيرة انعكست سلباً على القضية الفلسطينية".

وحول إمكانية استغلال تعدد الأقطاب العالمية وتراجع النفوذ الأمريكي لصالح الفلسطينيين، لفت عوض إلى أن هذا مرهون بأداء الفلسطينيين السياسي وقدرتهم على المناورة.

وحسب عوض فإن الدول عادة ما تصطف بجانب الأقوياء، وهي ترى أن أمريكا وإسرائيل من الدول القوية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.

أداء الخارجية الفلسطينية

وعن أداء وزارة الخارجية الفلسطينية لوقف هذا التدهور في دعم القضية دولياً، نفى عوض أن تكون الوزارة وما يلحقها من قنصليات وسفارات مسئولة عن هذا التراجع.

ويضيف: "لا نريد تحميل وزارة الخارجية أكثر مما تحتمل؛ لأنه لا يحق لنا ابتداءً أن نبالغ في دورها، فليس باستطاعة وزيرها رياض المالكي سوى أن يؤكد على الحقوق الفلسطينية خلال لقاءاته مع مندوبي الدول".

ويلفت إلى أن المالكي لا يحمل في حقيبته ملايين الدولارات ليقدمها كمنح وهبات للدول الأفريقية الفقيرة، ولا بمقدوره أن يوقع مع دول أخرى على مشاريع استثمارية بالمليارات كما تفعل دولة الاحتلال وأمريكا.

وحول ما يحمله المستقبل للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، ذكر عوض:" المستقبل القريب يبدو صعباً وسوداوياً خاصة إذا فاز اليمينيون في أمريكا وإسرائيل، لكن على المدى المتوسط والبعيد لا يمكن لهذا الواقع الظالم أن يتسمر، فالإقليم يتغير بصورة متسارعة".

بدائل في متناول اليد

وعن البدائل المتاحة أمام القيادة الفلسطينية لمواجهة التحديات الدولية، يوضح نجم الدين: "من الواضح أن الفلسطينيين ليس لديهم قدرة بالسيطرة على الوضع الدولي، لكن التحكم بالوضع الداخلي في متناول اليد، لذلك المفروض من السلطة الفلسطينية أن تولي وجهها للداخل".

وطالب "السلطة أن تسير في طريق المصالحة، لتُعزز صمود المواطنين، وتتخذ قرارات جريئة فيما يتعلق بالعلاقة مع الاحتلال سواء الاقتصادية أو الأمنية، وأن تعود الأمور لسابق عهدها التي كانت عليه قبل عام 1994".

ويستدرك بقوله "هذا لا يعني حل السلطة بالطبع وإنما تغير وظائفها بشكل حقيقي وجدي لا مجرد تهديدات وشعارات".

ويشدد على أن الشعب الفلسطيني هو الذي سيفشل الخطط الأمريكية والإسرائيلية، لا مجلس الأمن ولا الجمعية العامة ولا الدول سواء كانت حليفة أو في صف الاحتلال.