الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"كورونا فلسطين".. مبادرات وتغيير عادات واستغلال أيضاً

حجم الخط
نابلس - أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

حتى وقت قريب ظن الفلسطينيون أنهم بعيدون كل البعد عن فايروس "كورونا" الفتاك، فبينهم وبين الصين موطن المرض، آلاف الكيلومترات.

ولكن مع مرور الوقت، وظهور عشرات الحالات المصابة بكورونا في بيت لحم وإعلان حالة الطوارئ التي شملت إغلاق المؤسسات التعليمية والمقاهي والنوادي وصلات الأفراح، بدأ الفلسطينيون يستشعرون خطورة  هذا الفايروس المستجد.

صحيح أن "كورونا" أغلق الأبواب على مئات المواطنين في غرف حجر صحي، غير أنه فتح أبواباً أخرى للمبادرات الخلاقة والتطوعية، وقف خلفها عدد من الشركات والمواطنين أيضاً.

ولأن عجلة الحياة لا تتوقف، سعى آخرون لتأقلم من هذا الوضع الذي فرضه الفايروس، فعمل شبان كانوا ينتظرون فرحة العمر بفارغ الصبر، على نقل أعراسهم لمنازلهم في مشهد يعود لثمانينيات القرن الماضي، بدل القاعات التي أُغلقت أبوابها بأمر من "كورونا". 

مبادرات.. كل على قدر استطاعته

المبادرات الإيجابية طفت على السطح وصارت تنتقل بالعدوى كالفايروس بين الشركات والأفراد، ففي مدينة نابلس أعلنت شركة "طبيلة لغسيل السجاد" عن تقديم خدمة التعقيم بالتبخير تحت درجة 168 فهرنهايت للمساجد والكنائس والأماكن العامة بشكل مجاني.

وأكدت على أن هذه المبادرة هي جزء من مسؤوليتها الأخلاقية في ظل الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد.

في حين أعلنت شركتا "ماسة ولورد للدعاية والإعلان" في نابلس عن إطلاق حملة للوقاية من فايروس "كورونا"  شملت تعليق يافطات إرشادية وتحذيرية في شوارع المدينة.

وفي جنين أعلنت شركة "البريق للمنظفات والتسويق" عن توصيل معقمات الأيدي والأسطح للمؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية العاملة في جنين، بشكل مجاني.

وشددت الشركة على أن مبادرتها هذه هي جزء من مسؤوليتها الاجتماعية وللمساهمة في حماية المواطنين من أي ضرر صحي قد يتسبب بها "كورونا".

المبادرات التطوعية لم تكن حكراً على شركات الدعاية والمنظفات، بل امتدت لتشمل أفراداً ومواطنين، ففي سلفيت أعلن زكريا قوزق وهو ممرض في مستشفى "ياسر عرفات" الحكومي، عن تقديم الدعم الطبي لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن في منازلهم.

وختم قوزق منشوره في فيسبوك برقم هاتفه، مؤكداً على أن خدمته هذه مجانية، المشهد الذي تكرر أيضاً مع الممرض محمد الضميري من مخيم طولكرم.

أفراح في المنازل وبيوت عزاء مختصرة

 لم تقتصر تأثيرات هذا الفايروس وهزاته الارتدادية على المبادرات، بل امتدت لتشمل تغيير بعض السلوكيات التي أعتاد الناس على فعلها، تغيراً كان إجبارياً في بعض الحالات واختياراً في حالات أخرى.

ففي نابلس، قرر الشاب "فوزي بشكار" وخطيبته "تبارك أردنية" إلغاء مراسم زفافهما التي كانت مقررة الأسبوع القادم،  واختصارها على بعض مظاهر الفرح في منزل العريس، خوفاً من تأثيرات "كورونا".

وفي الخليل، أعلن يوسف أبو راس استقبال المعزيين بوفاة والده ليوم واحد فقط، خلافاً لما جرت عليه العادة ثلاثة أيام، للوقاية من "كورونا".

وأكد أبو راس على صفحته في "فيسبوك" أن تعزية المواطنين عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي كافية وتجزي عن الوصول لبيت العزاء.

وفي الشوارع والأماكن العامة وحفلات الزفاف التي سبقت قرار إغلاق القاعات، امتنع كثير من المواطنين عن التسليم  بالأيدي وتبادل القبلات والعناق، للوقاية من تأثيرات "كورونا"، في مشهد اختلط بين الفكاهة والحذر.  

استغلال ورفع أسعار

المشهد على جماله لم يخل من سلبيات ومشاهد مرفوضة ويجرمها القانون، فبعض التجار وجدوا فيما يحدث فرصة لمضاعفة أرباحهم عبر احتكار السلع أو تزييفها وتزوير مصادر صناعتها أو التلاعب بجودتها.

ففي جنين، أعلنت الضابطة الجمركية عن إغلاق منشأة صناعية غير قانونية، تُنتج معقم أيدي غير مطابق للمواصفات الصحية، ويستخدم بطاقة بيان "مزورة" ويُسوّق في المحال التجارية والصيدليات بأسعار مرتفعة.

أما بخصوص كمامات الوجه التي صارت تباع في السوق السوداء، فقد كشفت مصادر رسمية في وزارة الصحة أن تلك الموجودة في السوق الفلسطيني حجز عليها تجار للتلاعب بأسعارها بعد زيادة الطلب عليها.

وأكد صيادلة أن سعر عبوة الكمامات التي تحوي 50 قطعة، ارتفع من 8 شيكل، ليصل إلى أكثر من 40 شيكل، حيث باتت الكمامة الواحدة تباع بشيقل أو أكثر.

وأكدوا على أن التلاعب بهذه الأسعار هو من طرف الموزعين ولا علاقة للصيدليات بهذا الارتفاع الجنوني.