نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريراً أشارت فيه، إلى أن الخريطة التي عرضتها الصحة الإسرائيلية حول أماكن المصابين بفايروس"كورونا"، أظهرت عدم إجراء اختبارات كافية للفلسطينيين في الداخل ومناطق شرقي القدس.

وذكرت الصحيفة أن أعداد المرضى الذين تم تشخيصهم في المناطق الفلسطينية منخفض جداً مقارنة باليهود، وهو ما يدلل على أن الفحوصات التي تجرى للفلسطينيين قليلة.

وأشارت هآرتس إلى أن  الفحوصات التي يُجريها الفلسطينيون عمليات فردية ولا تقع ضمن جهود رسمية شاملة.

وقارنت الصحيفة بين عدد الفحوصات المخبرية التي أُجريت في المدن اليهودية، مقابل أعداد منخفضة جداً  في المدن الفلسطينية الرئيسة مثل الطيبة وقلنسوة وغيرها.

وحسب معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية، فإنه تم التعرف على 38 إصابة في أوساط فلسطينيي الداخل، 5 منهم في دير حنا، و5 في سخنين، وحالات أخرى في شفا عمرو وأم الفحم وطمرة وبعض مناطق النقب.

وكشفت وكالة الأنباء الأردنية، الليلة الماضية، عن إصابة 11 طالبًا من الداخل الفلسطيني بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف إصابتهم بعد مغادرتهم الأردن في 26 آذار/ مارس الجاري.

القدس الشرقية.. خارج الاهتمام

ولفتت صحيفة هآرتس إلى أن الفجوة الأكبر ملحوظة بشكل خاص في القدس، موضحة أن الأحياء الشرقية من المدينة التي يعيش فيها 330 ألف فلسطيني، لم يسجل فيها سوى 16 إصابة بالفايروس.

وقال أطباء من شرقي القدس إن وزارة الصحة الإسرائيلية لا تستعد بشكل صحيح لتفشي الفيروس في تلك المناطق، وأنها لا تجري أي اختبارات، ولا يتلقون التعليمات والإرشادات اللازمة من قبل الوزارة.

وفي هذا الإطار، أكد المدير السابق للهلال الأحمر الفلسطيني في القدس أمين أبو غزالة أن الصحة الإسرائيلية لا تبدو مهتمة بمواجهة الفايروس في "القدس الشرقية"، وأن التمييز في إجراء اختبارات "كورونا" بات واضحاً للجميع.

وأشار أبو غزالة في تصريحات خاصة لمراسل "وكالة سند للأنباء" إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت مؤخراً 6 شبان مقدسيين  بتهمة إقامة أنشطة تطوعية وتوعية شملت تعقيم أحياء البلدة القديمة في القدس.

وتابع: "تدعي الشرطة الإسرائيلية أن هذا الأمر هو من اختصاص وزارة الصحة الإسرائيلية، وهذه الأخيرة لا تبدو مهتمة بمكافحة فايروس كورونا في أحياء القدس الشرقية العربية".

20 شريحة اختبار فقط

وفي الإطار ذاته، قال مدير مستشفى المقاصد في القدس هيثم الحسن:" إن إدارة المستشفى طلبت قبل أكثر من أسبوع من وزارة الصحة الإسرائيلية توفير أعداد كافية من شرائح اختبار فايروس كورونا، وبعد طول انتظار أرسلت 20 شريحة".

وبين أنه في الوقت الذي يعلن فيه جهاز الموساد الإسرائيلي الحصول على مئات الآلاف من شرائح الاختبار هذه، ترسل الصحة الإسرائيلية 20 شريحة فقط.

وأوضح الحسن خلال حديثه مع مراسل "وكالة سند للأنباء" أن كل الدلائل تشير إلى أن وزارة الصحة الإسرائيلية لا تقوم بإجراء اختبارات "كورونا" بشكل عادل بين الفلسطينيين واليهود.

 ويرى الحسن أن ارتفاع أعداد اليهود المصابين بـ"كورونا" بشكل متسارع كل يوم، مقابل حدوث تغيرات طفيفة ومتباعدة بأعداد فلسطيني الداخل والقدس الشرقية يدل بوضوح على هذا التمييز.

وبيّن مدير مستشفى المقاصد أن الصحة الإسرائيلية أعلنت أكثر من مرة أنها تُجري كل يوم ما يقارب 5 آلاف اختبار لمعرفة المصابين بكورونا، لافتاً إلى أن الغالبية العظمى من هذه الاختبارات هي لليهود.

وطالب الحسن الفلسطينيين بالتوجه للمراكز الطبية الإسرائيلية، والمطالبة بإجراء اختبار "كورونا" لأن هذا الأمر يعدُ أحد حقوقهم الأساسية مقابل الضرائب التي يدفعونها لسلطات الاحتلال.