منذ عقدين والخمسينية أم إياد صالحة من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة تواصل مشوار كفاحها، في مهنة بيع القطائف طيلة أيام شهر رمضان المبارك لإعالة أسرتها.
وعلى بسطتها التي ورثتها عن زوجها، تبدأ أم إياد مع صباح كل يوم في تجهيز حلوياتها برفقة أبنائها والتي تعمل على إعالتهم في ظل ظروف الحياة الصعبة والمريرة التي يمر بها القطاع.
وتقول أم إياد في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاماً، برفقة زوجي الذي توفي قبل 5 أعوام ولا أزال أستكمل مشوار صناعة القطائف وحدي".
وتُعد القطايف من الحلويات الشعبية الفلسطينية، والفاكهة المحببة لهم في شهر رمضان المبارك، حيث يتزين بالقطايف الجلسات الرمضانية الغزية بعد الإفطار، وباتت طبقاً رئيسياً من حياة أهل غزة فيما يتعلق بالطعام والمأكولات، لما لها من شعبية خاصة في هذا الشهر.
ولا تزال المرأة الفلسطينية تثبت يوماً بعد يوم، أنها مثال للمرآة المكافحة في شتى المجالات، فأم إياد رفضت الاستلام لضغوطات الحياة وأن تكون عالة على مجتمعها واختارت أن تكافح بيدها لتجلب قوت يومها ورزق أولادها.
حب للمهنة وإقبال من الزبائن
وتقول أم إياد "إن لديها حب كبير وشغف لهذه المهنة، حيث تعمل على تجهيز عجينة القطائف وتسخين الماء دون ملل أو كلل بنفسها ومساعدة أبنائها".
وتابعت في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، "أعيل أسرة مكونة من 10 أفراد ولا يوجد لنا أي مصدر دخل سوى مساعدات الشؤون الاجتماعية وبالتالي كان لا بد من الاستمرار في هذه المهنة التي عمل بها زوجي وأخوته منذ الصغر".
وتعمل أم إياد على تجهيز كميات كبيرة من القطائف وتغليفها قبل قدوم الزبائن، وذلك من أجل راحة الزبائن وعدم الانتظار طويلاً للشراء وكذلك التجمهر بسبب أزمة "كورونا" والحصول على كميتهم المطلوبة بشكل نظيف".
أسعار مقبولة
وتعد بيع القطايف، والمخللات، والفلافل المحشي، والخروب الطبيعي والعصائر، وألعاب الأطفال، والسمبوسك، والحلاوة ، كلها سلع تظهر بشكل كبير في جميع الأسواق والشوارع لما لها من اهتمام لدى الصائمين.
وأضافت "القطايف تعتبر فاكهة شهر رمضان ويحرص الصائمون على وجودها في منازلهم بشكل مستمر، لذلك حركة البيع عليه جيدة وتدر دخلاً جيداً عليها خلال الشهر".
وأشارت إلى أن سعر القطايف في متناول الجميع فالكيلو الواحد الذي يكفي عائلة متوسطة يباع بـ 5 شواقل فقط.
وختمت الخمسينية حديثها بالقول "كسب قوت العيش بكرامة وسام شرف وبالنسبة لي، ولا أشعر بمشقة العمل، بل بسعادة".