الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور "الفقوس البلوطي".. حكاية ثبات الأرض في وجه الاسيتطان

حجم الخط
1.jpg
سلفيت - وكالة سند للأنباء

مع منتصف شهر أيار/ مايو من كل عام، يتزين سهل بلدة دير بلوط قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، بـ "لوحةٍ فنيّة خضراء" تتمزج في جمالها "ملكات السهل" وهنْ يُباشرن أعمالهن كل صباح بحثًا عن أرزاقهن في موسم الفقوس.

عادةً تبدو الحركة بدير بلوط في هذه الأيام نشطة، ويزداد إقبال الزائرين عليها لشراء "الفقوس البلوطي" في موسمه، والذي يُمثل عائدًا اقتصاديًا رئيسيًا للأهالي هناك.

والفقوس، يُطلق عليه اسم القثاء بالفصحى، وهو زراعة بعلية فلسطينية قديمة، تغرس أواخر الشتاء وتقطف مع منتصف شهر أيار، ويستمر الموسم لنحو شهرين.

على الشارع العام كانت تقف السيدة عائشة العبد الله حاملةً بيدها سلّة الفقوس، استعدادًا لبيعها للمارين الراغبين، تقول لـ "وكالة سند للأنباء" إنها تذهب يوميًا مع ساعات الصباح الأولى لقطف ثمار الفقوس، ثم بيعه.

المزارعة "عائشة" تعتبر موسم الفقوس بمثابة "موسم السعادة" للسهل وأهله، فما تُعطيه الأراضي الزراعية لأصحابها، هو مصدر رزقهم وعماد اقتصادهم الذي يُلاحقهم الاحتلال عليه ويزحف تدرجيًا ليُصبح ضمن أهدافه الاستيطانية.

تُردف: "إننا في كل صباح نستنشق هواء السهل النقي، وليس لدينا إلا رجاءً واحدًا أن نُحرم من صوت جرافات الاحتلال قبالة السهل، التي تُجرف وتوسع لصالح مستوطنة ليشم، وعلى حساب أراضينا وممتلكاتنا وأرزاقنا".

45_12_15_21_5_20153.jpg

وتبلغ مساحة سهل دير بلوط نحو 1200 دونم، "هل السهل مخصص فقط لزراعة الفقوس؟ (سألناها)، "يُزرع فيه العديد من المحاصيل الزراعية كالبامية والبصل والثوم والسمسم، لكن الجزء الأكبر منه يزرع بالفقوس" (أجابت عائشة).

زينب بركات، واحدة من سيدات السهل زرعت بأياديها الناعمة ثمِار الفقوس قبل أشهر، وها هي تحصده لبيعه، لكنّه خوف واحد يُهاجمن ويُعكر فرحتهن بثمار الموسم وهو "الاحتلال ومخططاته الاستيطانية".

تقول "زينب" لـ "وكالة سند للأنباء": "نزرع الفقوس ومع كل بذرة، أمل معلّق بأن يكون الموسم ناجحًا ويحقق ربحًا وفيرًا لنا، فهو مصدر رئيسي في الدخل للكثير من العوائل".

وتُضيف: "نخرج كل يوم نسعى لرزقنا، والخوف يُلاحقنا بأن يطردنا الاحتلال من السهل ويُصادر الأراضي لصالح مخططاته، كما صادروا منطقة جبل المرج شرق البلدة".

ولأن هذا عام جاء مختلفًا على جميع المستويات بسبب فيروس كورونا، وما تبعه من حالة طوارئ وفرض إجراءات وقائية للحد من انتشاره، أثر ذلك كله سلبًا على الحركة الشرائية في السوق، وكان لموسم الفقوس نصيب من هذا الأثر.

أيضًا اشتكت "زينب" من استغلال التجار للمزارعين والمزارعات، "يردون شراء الثمار منّا بأرخص الأسعار، كي يحققوا هم أعلى نسبة ربح، دون النظر لتعبنا وجهدها وسعينا الذي أخذ من صحتنا وراحتنا الكثير، من أجل إعالة أطفالنا وعوائلنا".

وتُشير إلى أن سعر كيلو الفقوس يُباع في بداية موسمه بـ "10 شواقل"، ثم يبدأ بالانخفاض تدريجيًا ليصل "5 شواقل" وهو "سعر جيد" للبائع والمشتري كما تصف.

45_12_15_21_5_20155.jpg

هل تترك إسرائيل السهل لأهله؟

رئيس بلدية دير بلوط يحيى مصطفى، يُؤكد أن الاستيطان الإسرائيلي في البلدة يسير بوتيرة متسارعة، سيما شرق دير بلوط، وهذا ما يزيد من معاناة المزراعين وخوفهم الدائم بأن يفقدوا مصدر رزقهم الوحيد.

ويُكمل "مصطفى" لـ "وكالة سند للأنباء": "خطر الاستيطان يُلاحق السهل ويُطوقه خاصة من الزحف القادم من مستوطنتي "ليشم" و"بدوائيل" شرقًا، وجدار عازل يحاصر مساحات واسعة من أراضي البلدة وهذا يُسبب خسائر كبيرة للمواطنين".

إسرائيل لم تكتفِ بالزحف الاستيطاني نحو الأراضي الزراعية الفلسطينية في السهل، بل زادت من خناقها على البلدة وأهلها، بإطلاق المستوطنين الخنازير البرية نحو الأراضي لإتلاف المحاصيل.

وأوضح رئيس البلدية، أن رغم كل تلك التحديات التي تُحاصر "دير بلوط" إلا أن "حماية الأرض والصمود عليها وزراعتها"، هي الرد الوحيد الذي يقاوم به المزارع الفلسطيني الاحتلال ومخططاته.

ولفت "مصطفى" إلى أن هذا الصمود، يحتاج الكثير من الدعم والمساندة من خلال تنفيذ مشاريع زراعية من شأنها تعزيز وجود المزارعين فوق أرضهم وحمايتها من المستوطنين.

53_17_15_21_5_2015.jpg

فقوس2.jpg

فقوش.jpg