على مدار أكثر من 6 عقود، خلد الثمانيني حامد الهنداوي، مسيرة حافلة في عالم التصوير الفوتغرافي، وثق خلالها جمال التصوير في غزة والعديد من الدول العربية.
وبدأ الحاج الهنداوي، والذي يقطن في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تعلم التصوير في العام 1954، ومن ثم غادر القطاع وسافر إلى السعودية للعمل في استوديو خاص بالتصوير عند مصور أصوله فلسطينية في مدينة الطائف لمدة أربعة شهور ما زاد خبرته في مجال التصوير.
وعاد الهنداوي بذاكرته في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى العام 1954 الذي شهد بداية عمله في التصوير، وذلك عندما نجح بامتلاك أول كاميرا بلغ ثمنها في ذلك الوقت حوالي 20 جنيهاً مصرياً دفعها بالتقسيط، والتي تمكن من التقاط أول صورة فيها لابنة شقيقته الكبرى.
ويضيف الهنداوي، أنه بعد عمله في الطائف، ذهب إلى مدينة الرياض للالتحاق في العمل باستوديو آخر لمدة ستة شهور، بعدها عاد مرة أخرى إلى مدينة خانيونس عام 1961.
وتابع الألم يعتصره "لم أسلم من الاحتلال الاسرائيلي حيث أبعدت لمصر، ومن ثم ذهبت إلى عمان للالتحاق في عمل باستوديو للعمل في النقوش وتلوين الصور الكبيرة".
وبعد فترات عمل طويلة خارج البلاد، عاد الهنداوي إلى قطاع غزة سنة 1972.
كاميراتي إرث بالنسبة لي
ويسرد الحاج الهنداوي، تفاصيل عمله اليومية خلال عمله السابق في مهنة التصوير، وقال "تمكنت من شراء أربعة كاميرات في عدة فترات، وكانت آخرها كاميرا فورية التي يستطيع الشخص الحصول على صورته فوراً بعد التصوير".
ورغم كبر سنه، إلا أن الهنداوي يرفض التخلي عن حقيبته وكاميراته، معتبرها بمثابة الإرث الذي لا يمكن أن يفرّط فيه، أو يسمح لأحد العبث به.
ويقول الهنداوي، "كل حياتي قضيتها في التصوير، وتنوعت أعمالي بين تصوير الحياة اليومية وبين العمل في الاستوديوهات لالتقاط الصور الشخصية، و تصوير الأفراح، حيث صور الكثير من العرسان، وعاش معهم أجواءً لطيفة جداً خلال جولات العمل".
قرار الاعتزال
ويرى المصور حامد أن رحلته تحمل الكثير من التفاصيل عند قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الكاميرات الخاصة به عدة مرات، ومصادرة عدد من الصور التي كان يلتقطها.
وختم الحاج الهنداوي، حياته في عالم التصوير بسبب ضعف نظره وكبر سنه، وإصابته بجلطة في لسانه، والتي قضى فيها ما يقارب 60 عاماً في عام 2004، والتي كانت آخر أعماله في حينها توثيق ميلاد ابنه الأصغر إبراهيم.
ويقول "بعد فضل الله، كان التصوير مصدر دخلي الوحيد الذي مكنني من تربية أبنائي وتعليمهم في جامعات محلية وأوروبية".