الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

المسجد الابراهيمي.. يواجه التهويد بالصمود والتاريخ

حجم الخط
المسجد الابراهيمي في الخليل
الخليل - سند

يأسرك جماله ومآذنه وأروقته وساحاته الجميلة، يذكرك بعبق الماضي وعراقة التاريخ، وأصالة الحضارة الاسلامية وتراثها المعماري .. إنه المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل الذي يطلق عليه الخليليون الحرم الابراهيمي.

في البلدة القديمة من الخليل جنوبي الضفة الغربية قصة صراع لا زالت مستعرة بين العرب الفلسطينيين الذين يؤكدون أن المسجد الابراهيمي هو مسجد اسلامي خالص، فيما يعتقد اليهود الاسرائيليون أنه كنيس يهودي ظلماً وافتراء.

صلاة تحت الحراب

 يقول الشيخ ماهر مسودي مفتي محافظة لخليل والذي يؤم المصلين في الحرم الابراهيمي كل يوم جمعه، أن المسجد الابراهيمي مسجد إسلامي وليس كنيساً يهودياً ويحاول اليهود والمستوطنين تغيير معالمه وتحويله كاملا الى كنيس يهودي.

وشدد في حديث خاص لمراسل "سند": "لن يكون ذلك بتاتاً إلا على أرواحنا، نحن نحض الناس في التواجد الدائم في المسجد الابراهيمي وتكثير سواد المصلين لحمايته من اقتحامات المستوطنين".

 وأكد أن المسلمين يؤدون صلاتهم يومياً في المسجد الابراهيمي تحت الحراب وهم في دائرة الخطر ومهددون بالقتل إما من المستوطنين أو جيش الاحتلال.

  وطالب المفتي مسودي المسلمين الفلسطينيين عامة وسكان محافظة الخليل خاصة بضرورة الاستمرار في الصلاة في المسجد الابراهيمي وذلك لإعماره وعدم فسح المجال لليهود لتهويده وإكمال الهيمنة والسيطرة عليه.

نشطات وفعاليات

من جانبه قال الشيخ حفظي أبو اسنينه مدير المسجد الابراهيمي إنهم يعملون جاهدين على اإحياء المسجد بالصلوات والافطارات والمحاضرات والدروس وكذلك القيام بالاحتفال في المناسبات الاسلامية كالإسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف وذلك لجلب أكبر عدد من المصلين للحرم.

 وأضاف أبو اسنينه في حديث خاص لمراسل "سند": "نحن نركز على القيام بنشاطات وفعاليات داخل المسجد واقامات المسابقات القرآنية ودورات التجويد وتحفيظ القرآن وذلك للتأكيد ان هذا المسجد إسلامي وعدم السماح لليهود والمستوطنين التفرد به".

  واختتم الشيخ ابو اسنينه حديثه بالقول: "ندرك أن قوات الاحتلال على مداخل المسجد الابراهيمي أحيانا كثيرة ينكلون بالشبان والفتيات ويعتقلونهم ويحتجزونهم، لكننا مصممون على الصلاة في المسجد الابراهيمي لأنه مسجدنا وليس كنيساً لهم".

مذبحة الحرم

 في الخامس والعشرين من نيسان عام 1994م كان المستوطنون يخطون بدماء المصلين المسلمين أوهامهم وأحقادهم ليؤكدوا أن المسجد الابراهيمي هو كنيس لهم، فاقتحم المستوطن الحاقد باروخ غولدشتاين المسجد خلال صلاة الفجر في رمضان وفتح رشاشه الاوتوماتيكي على المصلين.

أسفرت الجريمة عن استشهاد 39 مصلياً، وإصابة نحو 150 في جريمة مروعة، انتشرت فيها دماء المصلين وأشلاؤهم في محراب المسجد.

المسجد ثكنة عسكرية

 وتحول المسجد الابراهيمي منذ ذلك اليوم إلى ثكنة عسكرية وتم تقسيمه مكانياً وزمانياً، قسم للمسلمين وآخر لليهود، وتحول المسجد وساحاته وبواباته ومداخله الى تجمع كبير لجيش الاحتلال.

يميناً وشمالاً عيناك لا ترى سوى الأبراج العسكرية التي يعتليها القناصة والبوابات الالكترونية التي لا يستطيع المسلم أن يدخل إلى الصلاة إلا عبرها بعد تفتيشه والتدقيق في هويته.

 وخلال الدخول إلى الصلاة في المسجد عبر البوابات الالكترونية قد يفقد جنود الاحتلال بوصلتهم فيطلقون النار على العابرين للصلاة فيسقطون شهداء، وقد قتل جنود الاحتلال الكثير من الشبان والشابات اللذين كانوا يعبرون من اجل الصلاة بحجة محاولتهم طعن جنود وقتلهم على عتبات المسجد الابراهيمي.