عندما يكون طفلك صغيراً، قد يتشاجر ويتعامل بأنانية مع أقرانه، ولكن مع تقدّمه في السن، يجب أن يكون مهذّباً وحسّاساً بما يكفي للاعتذار عند الخطأ.

ولكن هل صحيح إجبار الطفل على الاعتذار حتى إن لم يشعر بأنه فعل ما يستحق الاعتذار؟ أم أن الأفضل تنمية مشاعره ليشعر من داخله بأهمية الاعتذار عند الخطأ، ويصبح اعتذاره صادقاً؟

 بالطبع سوف تختارين الاحتمال الثاني لأنه أعمق وتأثيره طويل الأمد.

الإجبار مقابل التشجيع

أولاً يجب أن تعلمي أن الغرض من تعليم الطفل الاعتذار هو تعويد قلبه على التواضع، والاستعداد للاعتراف بالخطأ، والمرونة والرغبة في التغيير، والاهتمام بمشاعر الآخرين.

في السن المبكرة، عندما يضرب الطفل الدارج أحد أقرانه، عليكِ التدخل فوراً وإجباره على الاعتذار، قد لا يفهم، ولكنه سيتعلم أن الاعتذار أساسي عند ارتكاب خطأ.

عندما يكبر الطفل، يصبح من المهم إضافة الإخلاص إلى عملية الاعتذار، لهذا يجب تحويل أسلوب التعامل مع الطفل من الإجبار إلى التشجيع على الاعتذار، حتى يقدم اعتذاره بصدق وهو نادم بالفعل على ارتكاب الخطأ.

وفي ما يلي 4 طرق لتشجيع طفلك على الاعتراف بخطئه والاعتذار بصدق:

1- كوني نموذجاً لطفلك

قدّمي لطفلك نموذجاً حيّاً للاعتذار الصادق، عبر الاعتذار منه عندما تخطئين، تأكدي من أن نبرة صوتك هادئة وصادقة، انظري إلى عيون طفلك، كوني محددة بشأن ما تعتذرين بسببه، واطلبي منه المغفرة.

2- امنحي طفلك وقتاً كافياً

قد يرفض الطفل الاعتذار على الفور، لا تلحّي في طلب الاعتذار فوراً، امنحيه بعض الوقت للاسترخاء والتفكير في الأمر، عندما يعود معتذراً، سوف يكون الدافع من داخله.

3- امنحي طفلك اختيارات

قد يرفض طفلك الاعتذار لأنه محرَجاً، في هذه الحالة قدّمي له خيارات، مثل أن يكون الاعتذار مكتوباً، أو أن يختار الاعتذار عبر الحديث معكِ أثناء قيادة السيارة حتى يتجنّب النظر إلى عينيكِ، غالباً ما تكون الخيارات المبتكرة حلّاً مثالياً للطفل.

4- قدّمي الشكر لطفلك

عندما يعتذر طفلك، اشكريه وامدحي شجاعته وتواضعه واستعداده للتحدث معكِ عما حدث، هذا يشجعه على تكرار الاعتذار عند الخطأ، خاصة أنه يعلم أنكِ تقبلين اعتذاره وتسعدين بأسلوبه المتواضع.