أرضٌ خضراء وأوراق شجرٍ تُلامس راحتك وتمنحك شعوراً بالسعادة كُلما قلّبت نظرك بين ثمارها، لكن نظرة الشاب نضال لم تكن عادية كغيره، فلطالما كانتْ انتقاءً يُنعش مخيلته من أجل الخروج بأبهى حلة لموسم الزيتون.
في كل موسمٍ، منذ 12 عاماً، يبدع الشاب نضال الأسمر من بلدة روجيب شرق نابلس، بالخروج في لوحة فنية فريدة تُعبر عن جمال الموسم، ودقة التفاصيل، وتُريك إياه من زاوية أخرى، لم تعتد على رؤيتها من قبل.
لوحة فنية
يجمع الأسمر في أعماله المميزة، بين الحدث التراثي والفكرة المبنية على الفن المميز، لُتبهر كل من رآها وتترك إعجاباً وثناءً مميزاً.
هذا الموسم لم يكن عادياً، فقد حلّ مع انتشار جائحة "كورونا" على كل العالم، فقرر الأسمر أن يخرج بفكرة تلاءم هذا الموسم، لينتج لوحة فنية جميلة.
وعن فكرة هذا العام يقول "الأسمر" لـ "وكالة سند للأنباء" إن فكرة هذا العام تزامنت مع وجود فايروس كورونا، وهدم منزل أحد أبناء العائلة، ما جعلها متطورة وذات نكهة خاصة.
ويوضح أن صوره السنوية لهذا العام لموسم قطف ثمار الزيتون، كما جرت العادة في كل عام أن تكون تعبيراً عن فرحة الانتهاء من موسم الزيتون، حيث أدخلت إلى العمل هذا العام السلم الخشبي والكمامات بسبب فايروس كورونا.
دعم معنوي
ويبين أنه أثناء استعداده وتجهيزه لهذا العمل، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على هدم أحد منازل القرية، وهو منزل الأسير خليل دويكات، ما دفعه أن يضيف بعض التفاصيل على اللوحة الفنية، كتعبير ودعم معنوي لهذه العائلة.
ويتابع الأسمر لـ"وكالة سند للأنباء" أنه يهتم خلال التصوير والتنفيذ بأدق التفاصيل، وأن العمل لهذه الصور استغرق أكثر من 6 ساعات، حيث تركزت على كيفية تشكيل الزيتون والجلسة والتصوير.
ويشير إلى أن موهبته بالتصوير بدأت مبكراً، وهو يبلغ من العمر 12 عاما، وكان يستخدم الهاتف المحمول في عملية التصوير، ثم اقتنى كاميرا حديثة منذ عام 2011، وبدأ التقاط الصور ونشرها في موسم الزيتون.
وقد حظيت أعمال الأسمر بالكثير من الإعجاب في كل عام، لتأخذ صورة مساحة مميزة من التغطية الإعلامية، وإبرازها عبر الإعلام بشكل كبير.