الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

الاحتلال يدق المسمار الأخير بنعش الاقتصاد المقدسي

حجم الخط
القدس - وكالة سند للأنباء

عبر عشرات الإشارات الخضراء الموضوعة على أعمدة الإنارة في شوارع القدس، أعلنت بلدية الاحتلال من خلالها فتح باب الاعتراض على مشروع تهويدي جديد يستهدف شريان القدس التجاري.

ويعد مشروع " مركز المدينة شرق" امتدادا للمشروع الاستيطاني التهويدي "وادي السليكون" والذي سيقام على أراضي حي واد الجوز وسط القدس، ليدمر مئات المحلات والتجارية والمنازل المقدسية.

ويوضح الخبير في شؤون القدس ومهندس المدن جمال عمرو لـ"وكالة سند للأنباء" أن المخطط المودوع للاعتراض يستهدف بشكل أساسي الشوارع المحيطة في بلدة القدس القديمة.

ويمتد من حي المصرارة الملاصق لباب العامود مرورا بشارع السلطان سليمان شارع صلاح الدين، وصولا الى شارع عثمان بن عفان في حي واد الجوز ومشارف حي الشيخ جراح.

ويبين عمرو أن الاحتلال يروج لمشروعه كونه أحد مشاريع اعادة تخطيط المدينة، أو ما يعرف اصطلاحا في تخطيط المدن بـإنشاء حي تجارة مركزي (BCD).

ويلفت إلى أن هذا المشروع لا يمكن أن يكون لصالح المواطنين المقدسيين.

ويقول عمرو إن مشروع بلدية الاحتلال المذكور يدخل تحت ما يسمى بالمشاريع العالمية المبنية على إقامة العمارات الشاهقة والأنفاق والجسور.

ويشير إلى أن هذا كله يعمل على طمس وتغير النمط المعماري العربي وتحويله إلى نمط معماري يهودي يتضمن بطرق مباشرة وغير مباشرة على ما يعرف بألواح الوصايا العشر وبالنجمة السداسية "نجمة داوود".

استهداف للتاجر المقدسي

وأعدت بلدية الاحتلال في القدس مشروعها التهويدي بمعزلة تامة عن الفلسطينيين، كباقي مشاريعها، بينما فتحت باب الاعتراض عليه حتى الثالث والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.

ويستهدف المشروع بشكل أساسي التاجر المقدسي لترحيله وتعقيد عمله من خلال منعه من إيصال بضائعه بمركبات النقل الخاصة بذلك، إنما بالاعتماد على القوة الجسدية المنهكة والمتعبة، حسبما يرى عمرو.

وستعمل بلدية الاحتلال من خلال مشروع "مركز المدينة شرق" التهويدي على تبليط شارع صلاح الدين والشوارع المحيطة به وتخصيصه للمشاة فقط، وتحويل مسار المركبات إلى شوارع أخرى أكثر بُعداً.

بدوره، يؤكد رئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق أن الاحتلال يهدف بشكل أساس لتغيير هيكلية شوارع مدينة القدس، وأن المشروع المذكور مطروح منذ ما يزيد عن 15 عاماً، إلا أن بلدية الاحتلال عملت على دمجه وتوسيعه مع مشاريعها التهويدية الأخرى.

ويرى الرشق أن مشروع بلدية الاحتلال هو بمثابة المسمار الأخير في نعش الاقتصاد المقدسي المتآكل والمتدهور بالأصل.

ويتأثر بالمشروع ما يقارب ألف محل تجاري والعشرات من مكاتب الخدمات، إضافة إلى مقر شركة كهرباء القدس ومباني المحاكم الشرعية، الممتدين عبر شوارع المصرارة، السلطان سليمان، صلاح الدين، الزهراء، الأصفهاني، الرشيد، ابن سينا، عثمان بن عفان، واجزاء من شارع نابلس.

والمنطقة المستهدفة من المشروع التهويدي هي بمثابة الشريان التاجي للتجارة في القدس وعصب الأساس لاقتصادها.

طرد الأسواق العربية

ويهدف الاحتلال إلى طرد القوة الشرائية من الأسواق العربية إلى الأسواق والمراكز التجارية اليهودية، لعدم وجود مواقف مركبات قريبة بعد إتمام المشروع، ما يصعب العملية الشرائية وحمل المشتريات الثقيلة لمسافات تزيد عن 500 متر.

 في حين توفر بلدية الاحتلال مواقف ملاصقة للمراكز التجارية اليهودية.

من جانبه، يقول رئيس لجنة تجار القدس لـ"وكالة سند للأنباء"، أن اللجنة والتي تمثل تجار القدس داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها، تعمل على تشكيل غرفة عمل مشتركة مع محاميين ومهندسين ومخططين مدن للوقوف على حيثيات المشروع وتقديم الاعتراضات اللازمة.

ويؤكد أن اللجنة كانت قد اعترضت على المشروع بشكله السابق عدة مرات.

ويأتي هذا المشروع ضمن سباق بلدية الاحتلال مع الزمن لتهويد مدينة القدس وتمكينها كعاصمة إسرائيلية موحدة.