الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

الستيني"أبو علي" من التقاعد إلى "رشة ملح"

حجم الخط
رشة ملح 9.jpg
الخليل- نزار الفالوجي

يتطلع الفلسطيني كعادته نحو التنمية والإبداع رغم تقلبات الزمن وتغير الأحوال، يتغلب على الصعاب، حتى لو بلغ من الكبر عتيا، فيحول إمكانياته المتواضعة إلى بؤرة من الإرادة والإنتاج.

رشاد رمضان (أبو علي) 68 عاما من الخليل عمل موظفا حكوميا في مجال المال والأعمال في البريد الحكومي وعدد من البنوك طيلة أربعين عاما.

 وبعد تقاعد الستيني عن العمل، لم يركن إلى الكسل والجمود وإنما دفعته إرادته إلى الإبداع والإنتاج البيتي المحدود ليعيل أسرته.

 أسس رمضان مطبخا في منزله حمل اسم ( رشة ملح )، يصنع فيه كل أنواع المأكولات الفلسطينية والمعجنات والحلويات ويسوقها، حتى أصبح مطبخه يشار إليه بالبنان .

فكرة مشتركة

 " الفكرة ليست من بنات أفكاري لوحدي، وإنما جاءت نتيجة تفكير مشترك بيني وبين وزوجتي أم علي"، يقول أبو علي لمراسل "سند".

اتفق الزوجان على ترتيب العمل، هي الشيف الرئيس، وهو يجهز المواد الأساسية ويساعد في إعداد بعض الأشياء البسيطة، إلى جانب إدارته لأمور التسويق والمبيعات.

ويضيف "لقد كانت انطلاقتنا أواخر عام 2014م وكان الهدف من هذا المطبخ أن يدر علينا دخلا لإعالة أسرتنا، والحمد لله نجحنا وأبدعنا".

وتابع "أصبحت مأكولاتنا من وجبات طعام دسم وحلويات ومعجنات فلسطينية لا تحتاج إلى تسويق وإنما نصنعها ونعدها كطلبيات حيث يحضر مريديها إلى مطبخنا لاستلامها".

مهارة وفن

تقول أم علي " أحب إعداد الطعام وتعلمته ذاتيا وتابعت برامج إعداد الطعام على الفضائيات وكذلك مراجعة بعض كتب الطبخ ، كل ذلك زاد من معرفتي وخبرتي ، إلا أن ممارستي ونجاحي دفعني للإبداع".

وتبين أنها وزوجها  حصلوا على الكثير من جوائز الإبداع خلال مشاركاتهم  في معارض كثيرة  لمنتجاتهم التي لاقت إقبالا مميزا، على حد وصفها.

ويرى أبو علي أن الإبداع يكمن في دقة الإنجاز والسرعة والإعداد وجمال التقديم والمذاق.

 فيقول " يجب أن يكون هناك اهتمام في المواد الأساسية المستخدمة وإبداع في فن التقدير للبهارات، وكذلك آلية الطبخ والإعداد في الأفران ومدة بقائها على النار .. كل ذلك يلعب دورا هاما في الطعم والنكهة" .

جوائز إبداعية

حصد الزوجان العديد من الجوائز، كجائزة منتدى سيدات الأعمال في رام الله، وجائزة تقديرية من بلدية الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل والعديد من الجوائز وشهادات التقدير من مؤسسات محلية فلسطينية ووطنية.

تعدد الأنواع والأصناف وتحقيق  رغبات الجمهور من المأكولات دفع الكثير من المؤسسات للتعامل مع "رشة ملح".

وتضيف أم علي "نعد طلبيات من الطعام بشتى أنواعه كمناسف باللحم البلدي، دجاج محشي ، مناسف بالدجاج ، أوزي ببهاراته الخاصة، والكبسة والمسخن الفلسطيني وورق الدوالي باللحم والدجاج والعديد من اليخاني والسلطات والمعجنات".

وتفيد أنها تقدم الأطعمة لورش العمل في الجامعات والوزارات والمؤسسات وأحيانا كثيرة لمؤتمرات، إضافة إلى طلبيات البيوت والزبائن الخاصة .

تعاون مشترك

وحول طاقم العمل والمساعدين في مطبخ "رشة ملح" يبين أبو علي أن طاقم عملهم مقتصر على أفراد أسرته من أبنائه وبناته  وداخل بيته الصغير، حيث استطاع توفير كل الأدوات والمعدات اللازمة للعمل .

ويرفض أبو علي توسيع مطبخه أو تحويلة إلى مطعم كبير؛ ليحافظ على دقة الإنتاج، فقد يرى البعض المتعة في تناول الطعام المعد منزليا.

 ويختتم أبو علي  قوله "إن تجربتي هذه بعد سنوات التقاعد، تبث في نفوسنا، روح العطاء والإبداع والريادة بعيدا عن العوز واحتياج الآخرين،  فنحن من مطبخنا ننفق على أسرتنا وأنفسنا ونحارب الكسل والإحباط".

غير أبو علي بتجربته الصورة النمطية لـ" المتقاعد" الذي يعتبره البعض عالة على الآخرين ، فكانت تجربته وعائلته نموذجا يحتذي به كبار السن وجميع الفئات العمرية.

رشة ملح10.jpg
رشة ملح 13.jpg
رشة ملح 12.jpg
رشة ملح 6.jpg
رشة ملح 8.jpg
رشة ملح 7.jpg
رشة ملح 5.jpg
رشة ملح 4.jpg
رشة ملح 3.jpg
رشة ملح 1.jpg
رشة ملح 2.jpg
ابو علي رشاد رمضان مدير مطبخ رشة ملح.jpg