بمهارة عالية، وخبرة تزيد عن 40 عاماً، يبدع الستيني هشام كحيل بتحويل الخشب لتحف فنية، ومحاولة تجسيد التراث الفلسطيني.
وفي ورشة صغيرة متواضعة، بحي التفاح شرق مدينة غزة، تسرق أنظارك جمال تلك المشغولات المعلقة والمتوجهة على واجهة المنجرة، لندرتها في الأسواق المحلية.
ويقول الحاج كحيل في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن منتجاته جميعاً مشغولات يدوية وضع فيها خبرة ما يقارب 40 عاماً في مجال النجارة، بعد أن بدأ عمله كنجار وصانع للأثاث بعد تخرجه من معهد مهني في العام 1976.
وتابع "استوحي أفكار صناعة التحف والتراث حسب مواقف أو مشاعر أعيشها بحياتي اليومية، وبعض القطع أطلق عليها أسماء أشخاص".
ولفت إلى أنه سابقاً كان يعمل في صناعة غرف النوم والمطابخ، ولكنه توقف بسبب الوضع الاقتصادي السيء والراكد واستمرار قطع التيار الكهربائي، وعدم توفر المواد الأساسية ومواد الدهان.
ويستخدم الحاج كحيل نوعيات عديدة من الخشب، الزيتون والحمضيات، والسرو الحلبي، واللوزيات، إذ يعتبرها من أفضل الأنواع الموجودة حالياً، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ومنع استيراد الأخشاب من الخارج.
سعادة عالية
ويعبر كحيل عن مدى سعادته بهذه المهنة ويقول "كل شيء في الخشب له معنى خاص عندي، رائحة الخشب، عمق الخشب، بالإضافة لإعجاب الناس الذي أمده بالطاقة والمعنوية".
وتابع "خلال عملي في صنع التحف أشعر بأن كل مشاكل اليوم تتجلى وتذهب، من خلال رؤية منتج جميل جداً، مضيفاً "أحاول صنع منتجات تفيد في الحياة اليومية مثل "الشوبك"، و"المدقة"، والزبدية الخشبية".
معوقات وركود اقتصادي
وعن أبرز المعوقات التي تواجهه أثناء العمل، قال كحيل إن استمرارية العمل اصطدمت بأزمة التيار الكهربائي، الأمر الذي تسبب بانقطاع أفكاره واندفاعه نحو العمل".
كما أن الركود الاقتصادي وأزمة البطالة والأوضاع السيئة، دفعت بالناس للبحث عن توفير لقمة العيش بشكل أساسي، ثم الكماليات والزينة أصبحت شيئاً ثانوياً".
وختم كحيل بمقولة الأجداد "الحرفة أمان من الضياع"، متمنياً أن تنمو هذه المهنة وتزدهر بين الأجيال، وكذلك استمرار المهن اليدوية".
ويسعى النحات الغزي إلى تحويل ورشته الصغيرة إلى متحف تراثي، يخلد الصناعات اليدوية والشعبية، مطالباً كافة الجهات الرسمية لنقل التراث الفلسطيني بين الأجيال.