بأناملها المجعدة، تعمل الحاجة آمنة الفقيه يومياً على ترتيب مقتنياتها الأثرية في بيتها المصنوع من الطين، والذي يعود لعشرات السنين في منطقة حي التفاح شمال قطاع غزة.
وتزين جدران الكوخ كثير من المقتنيات التي كانت تستخدم قديمًا في الحروب والتجارة، والحياة المنزلية، ويعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن الحاجة "الفقيه" (85 عاماً) تعيش داخل منزل من الباطون، إلا أن تصر للحفاظ على تراث أجدادها الذي يحمل التاريخ والهوية والماضي كما تقول في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء".
وأضافت "أم محمد"، "هنا أهرب من أعباء الحياة، وأعود إلى ذكريات الطفولة وراحة البال، وأصلي الظهر والعصر في هذا الكوخ، حيث يذكرني بالحياة القديمة وحياة الناس البسطاء وجمعاتهم مع بعضهم البعض".
ويعجّ قطاع غزة بالمناطق الأثرية التاريخية التي يعود وقت إنشائها لقرون مضت، إلا أن اعتداءات الاحتلال المتكررة، عليها وعدم اهتمام الغزيين بها أثر بالسلب على السياحة والآثار في القطاع.
ويقدر عدد المناطق الأثرية في قطاع غزة بـ "23" منطقة موزعة على عدة مدن غزية.
وأوضحت أن الكوخ يحتوي بداخله على طاحون، محراث، أوانٍ فخارية، بكارج قهوة، بتوغاز، لمبة كاز، ببور، سِراج، سلة قش، حصيرة، مكنسة، جرن الكبة، حلة، المنخل، وبساط.
ولفتت إلى أنها تعمل على تزويد هذه المقتنيات الأثرية يومياً وشرائها وذلك بمساعدة ابن شقيقها الشاب محمد.
وأضافت الفقيه "نهدف من خلال وجود هذا البيت لإعادة نشر الثقافة والتوعية بالموروث، والحفاظ عليها من الاندثار حيث يوجد لدينا قطع عمرها أكثر من 90 عاماً أي أكبر من عمر الاحتلال".
وبقلوب يعتصرها الألم، يتداول زوار هذا الكوخ الأثري ذكريات الأجداد وقراهم المهجرة، وممتلكاتهم القديمة من خلال واقع الكوخ الذي يعاصر تلك الحقبة ونقلها وترسيخ في جيل الأطفال".