الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

"يوسف".. وحلمٌ بأن يرتد له وجهه

حجم الخط
1605195025-1538-14.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء:

ظاهرةٌ قديمة، لكنها تفشت كثيراً في الآونة الأخيرة، في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهي "التنمر"، يكمن فيها العدوانية ومحاولة إيذاء الآخرين لإشباع رغبة ما في نفس المتنمر.

ويعاني الكثيرون من هذه الظاهرة، منهم من يحاول أن يجد علاجاً ويخرج من هذه الدائرة المُهلكة للنفس والجسد، ومنهم من يستسلم ويوأد روحه في مهدها، تاركةً للآثار أن تخط ملامح حياته كما يريدها الآخرون لا كما هو يريدها.

الطفل يوسف

"نبيلة الشيخ" تسرد قصة طفلها "يوسف" عندما كان طفلا ذا الخمسة شهور، وتعرض لحريق في منزلهم بسبب شمعة أشعلتها العائلة كي تنير بيتهم في ظل الانقطاع المستمر والمتواصل للتيار الكهربائي.

ترك الحريق أثراً كبيراً في جسد ووجه يوسف، وأحدث لديه تشوهاً كبيراً، بقي مصاحباً له حتى اليوم بعد إجراء أكثر من 10 عمليات تجميلية، جميعها لم تستطع أن تنقذ يوسف من حزنه، وتشفي آلامه – كما توضح والدة يوسف لوكالة سند للأنباء_.

لم يعش يوسف كأقرانه، لطالما رافقته عبارات الاستهزاء والاستنكار، والخوف منه، إلا أنّ الله يلهمه في كل مرة الرضا والصبر، ويُجري على لسانه نعمة الحمد التي قربته من العديد من الناس من حوله.

يوسف الذي يتعرض لتنمر يومي، في كل مكان يذهب إليه، يطمح لو أن يُصبح له وجهاً آخر يستطيع أن يمر فيه بالطرقات دون أن يخافه الصغار، وتلقى أمام وجه عبارات تجرح قلبه وتؤذي روحه.

يعيش يوسف في ظروف صعبة بقطاع غزة، لكنه قرر أن يُشغل وقته بالعمل كبائع متجولٍ في قطاع غزة، الذي أنهكه الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 14 عاماً.

1605195025-1538-14.jpg
 

أسباب التنمر

وتوضح الأخصائية النفسية سمية أبو حية أن التنمر كلمة مرادفة للإيذاء أو للإساءة، وتكون من شخص أو عدة أشخاص نحو شخص ضعيف، وهذا الضعف يكمن في شخصيته أو بنيته.

وتنوه لـ"وكالة سند للأنباء" أن الشخص الذي يتنمر على الأخرين يفعل ذلك لعدة أسباب وهي، أن يكون بالأصل قد يكون الشخص المتنمر هو ضحية للتنمر ويفعل ذلك من باب الانتقام لما حدث معه، أو أنه لا يتمتع بصحة نفسية جيدة، لأنه ضحية لمشاكل عائلية وتعنيف أسري جسدي ولفظي.

وتلفت إلى أنه أيضاً ممكن أن تكون شخصية المتنمر ضعيفة، ولا يوجد له كاريزما جذابة فيحاول جذب الأنظار إليه عن طريق التنمر على الأخرين، أو أنه غير ناجح سواء كان طالب بالمدرسة أو بالجامعة أو حتى بالعمل، فيحاول تعويض النقص بالتنمر على الأخرين.

وحول الآثار النفسية على المتنمر عليه، تبين أبو حية أنها تؤدي لفقدان الثقة بالنفس والإحباط والاكتئاب، وقد يصل الأمر للعزلة بالمنزل ورفض العلاقات الاجتماعية، وهناك حالات تصل إلى الانتحار.

الأكثر تضررا

وتذكر لـ "وكالة سند للأنباء" أن التنمر هو السبب الثالث عالمياً للموت بين فئة المراهقين، وأن أكثر الفئات التي تتعرض له هم أصحاب الاختلاف بالشكل أي لون البشرة، أو شكل الجسم سواء البدانة أو النحافة.

كما وتذكر أبو حية فئات أخرى تتعرض للتنمر منها الأطفال الموهوبين أو الأطفال ضعيفي التحصيل، وكذلك الأشخاص الذين لديهم إعاقات جسدية أو لفظية أو علامات مميزة في أجسادهم.

وتشير إلى أن المتنمر عليه يحتاج لجلسات علاج نفسي غايتها وهدفها الأساسي إعادة ثقة الشخص بنفسه، وإعادة دمجه في المجتمع لأنه سيكون دخل في عزلة اجتماعية، وكذلك تقوية الوازع الديني لديه، وإشغال وقت فراغه بأنشطة بدنية وتنفيذ هوايات محببة لديه.

وتؤكد أبو حية أنه للحد من ظاهرة التنمر يكون بوضع عقاب رادع للمتنمرين، والتوعية والإبلاغ عن أي متنمر حتى لا تتفاقم المشكلة.

وفي إحصائية أصدرتها الأمم المتحدة، أوضحت أن واحد من بين كل ثلاثة طلاب المدارس يتعرض لتنمر مرة واحدة على الأقل شهريا، وواحد من كل 10 يكون ضحية للتنمّر الإلكتروني.

وأشارت الأمم المتحدة إلى إن عواقب التنمّر يمكن أن يكون لها تبعات وخيمة على التحصيل العلمي والتسرّب من المدرسة والصحة البدنية والعقلية.