بجهود فردية بسيطة، وبدون أي معدات أو تكاليف، يسجل المواطن نبيل الرزي قصة كفاح ونجاح جديدة، بعد نجاحه في مشروع زراعة الفطر المنزلي كمصدر دخل له ولعائلته.

لم يستسلم الرزي (50 عاماً)، لظروف الحصار القاهرة، والوضع المأساوي بعد إغلاق منجرته، وتسريح ما يقارب 20 عاملاً؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، مستفيداً من خبرة والدته في تجربة زراعة الفطر.

 

وقال الرزي في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إنه يعمل في مهنة النجارة منذ ثلاثين عاماً، وكان لدية أكثر من عشرين عاملاً، ولكنه قبل عامين توقف عن مهنته وأغلق جميع مناجره، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة.  

وتابع "تولدت لدي فكرة المشروع، من خلال تجربة والدتي التي كانت تعمل سابقاً في زراعة الفطر، وقررت خوض التجربة لتوفير مصدر رزق ولقمة عيش".

 

مراحل المشروع

وأوضح الزري، أنه بدأ مشروعه البسيط في غرفة صغيرة الحجم لا تتجاوز الـ5 أمتار، ولأن الفطر يحتاج إلى مكان رطب وبعيد عن الشمس، فقام بشراء 5 سلال، لا يتجاوز سعرها الـ20 شيقلا، حتى يقوم بزراعة الفطر بداخلها بطريقة بسيطة ونوعية.

وأضاف "طريقة تحضير الفطر، تقوم من خلال استخدام القش، حيث يُغلى مدة 24 ساعة، ومن ثم تجفيفه 24 ساعة، كي تخرج الرطوبة والماء منه؛ ليكون جاهزا للاستخدام في عملية الزراعة".

 

وتابع الرزي، بعد ذلك يتم الانتقال إلى المرحلة الأخير في زراعة بذور الفطر التي تُشترى من الأسواق، وثم يُوضع القش المجفف داخل السلة، وبعد ذلك تُوضع البذور بداخلها لمدة معينة.

 وأشار إلى أن الفطر يحتاج حتى ينمو داخل القش قرابة الـ 30 يوماً، وبعد ذلك يخرج غشاء أبيض يمثل دليلا على نجاح تلك العملية، وفي النهاية تبدأ زهرة الفطر تتفتح وتكبر رويداً رويداً.

تحتاج زراعة الفطر كما بين الرزي، إلى بيئة مغلقة لا تدخلها الشمس أو الحشرات، ودرجة رطوبة من 80-90 هيجروميتر، ودرجة حرارة في حدود 25 درجة مئوية.

 

إقبال وترحيب

وبين الرزي، أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء الفطر، والذي يبلغ سعر الكيلو 40 شيكلا تقريباً، حيث يقبل عليه بشكل أكبر أصحاب المطاعم لاستخدامه في تجهيز وجبات البيتزا.

وأوضح أنه يستخدم بكثرة في الأطباق الغذائية المتنوعة والسلطات، كما يستخدم -أيضًا- علاجًا مضادًا لكثير من الأمراض وخاصة السرطانية، ويدعم جهاز المناعة للإنسان.

وطالب الرزي الجهات المسؤولة ووزارة الزراعة بدعم مشروعه ومساعدته بما يساهم في عملية التطوير، وسد عملية العجز الموجود في السوق المحلي.