الساعة 00:00 م
الجمعة 06 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.93 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4 يورو
3.49 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

غزة في قلب نهائي دوري أبطال أوروبا 2025

بالفيديو عمال غزة في عيدهم: ضحايا الحرب والبطالة القسرية

حجم الخط
عمال غزة.png
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

في يوم العمال العالمي، يجد عمال قطاع غزة أنفسهم ضحايا للبطالة القسرية والحرب الإسرائيلي المروعة التي دمرت القطاع وتسببت في أكبر كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين.

ويصادف اليوم (الأول من مايو/أيار) اليوم العالمي للعمال، حيث تحتفل دول العالم بعمالهم وتجدد التأكيد على حقوقهم.

وتسبّبت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 208 أيام، في تدمير العديد من القطاعات التشغيلية والاقتصادية، ممّا أدى إلى فقدان عشرات الآلاف من العمال لوظائفهم،

وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة 75% مع مطلع العام الجاري 2024م، مقارنة مع 46% قبل حرب الإبادة الجماعية، فيما فقد أكثر من 200 ألف شخص وظيفته خلال أول 3 شهور من الحرب، بينهم قرابة 5000 صياد أسماك.

كما ارتفعت نسبة الفقر إلى أكثر من 90% في قطاع غزة تزامناً مع ظروف الحرب الكارثية، وفي وقتٍ توقفت فيه ما نسبته 95% من المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة عن العمل تماماً بسبب القصف والتدمير وحرب الإبادة، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي.

ويقول العامل في مجال البناء أحمد أبو عرمانه لـ "وكالة سند للأنباء": "لقد فقدت عملي، ونزحت مع عائلتي أكثر من مرة، وأصبحنا نعيش على شفير المجاعة".

وأبو عرمانة (29 عاما) كانت يعمل مع زوج عمته كعامل بناء، لكن الأخير استشهد إثر غارة إسرائيلية استهدفت الحي الذي يقطن فيه بمخيم البريج وسط القطاع عقب ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب.

ويشير العامل الفلسطيني إلى أنه كان يحصل على أجر يبلغ 40 شيكلا يوميًا (3.85 الدولار)، لكنه الآن بلا حول ولا قوة في ظل انقطاعه قسرا عن العمل للشهر السابع.

ويواجه هؤلاء العمال، الذين يعولون عائلاتهم، صعوبةً بالغة في توفير احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والمأوى والدواء.

ولم تقتصر معاناة عمال غزة على فقدان العمل، بل تعرّض العديد منهم للقتل أو الاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تواصل حربها ضد القطاع للشهر السابع على التوالي.

عامل أخرى يدعى جهاد البرقوني وقع ضحية للاعتقال والسلب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

والبرقوني وهو أب لطفلين، كان يعمل قبل الحرب في الأراضي المحتلة عام 1948، وتعرض أثناء وصوله إلى الضفة الغربية للاعتقال والتحقيق والتعذيب على مدار أسبوعين قبل ترحيله إلى جنوب قطاع غزة.

يقول البرقوني (32 عاما) لـ "وكالة سند للأنباء": "لقد تعرّضت للاعتقال والتعذيب والضرب المبرح، ولم أعرف ذنبي سوى أنني كنت أعمل وأحاول إعالة عائلتي."

ويضيف "أوراقي الثبوتية ومبلغ 22 ألف شيكل هي أجرة عن عملي صادرها جيش الاحتلال عقب اعتقالي في الضفة الغربية مع عمال آخرين".

وكان البرقوني يعمل في طلاء المباني قبل اعتقاله "أربع أشهر وأنا أعمل وأحوش القرش فوق القرش وبالأخر اليهود صادروا كل تعبي وشقاي".

وقبل اندلاع الحرب يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كان ما يقارب 18 ألفا و500 فلسطيني من قطاع غزة يعملون في الأراضي المحتلة عام 1948، بتصاريح رسمية، لكن غالبيتهم العظمى تم ترحيله إلى القطاع بعد إخضاعهم للحجز والتحقيق والتعذيب.

ووثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلية آلاف العمال من غزة لعدة أسابيع بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف غير إنسانية ومهينة، وأخضعهم لمعاملة غير إنسانية.

وقال العامل إبراهيم غيث من سكان الشيخ رضوان في غزة "العامل غلبان بده يعيش بده يوفر قوت يومه ولقمة لأطفاله. إسرائيل حرمتنا من العمل ودمرت منازلنا ودمرت حياتنا".

ويقيم غيث الذي كان يعمل قصيرا في الأراضي المحتلة عام 1948، مع عائلته المكونة من 9 أفراد في خيمة في مدينة رفح، ويعتمد على المساعدات الإغاثية والطعام المجاني الذي يوزع في المدينة لإعالة أسرته.

وكان العامل غيث من المحظوظين الذين نجوا من الاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ عاد إلى قطاع غزة قبل اندلاع الحرب بحوالي 48 ساعة وفق ما يقول.

ويأمل العامل الفلسطيني مثل جميع أقرانه أن تتوقف الحرب وأن يعود إلى أطلال منزلة المدمر ويعيش في خيمة قربه وأن يعود للعمل من جديد.

عامل آخر سرد مأساته عشية يوم العمال العالمي هو سامح الطويل (52 عاما) الذي كان يعمل في معبر كرم أبو سالم ويحصل على أجر يبلغ 35 شيكلا يوميا.

يقول الطويل بصوت مخنوق "اليوم أنا عندي أطفال مرضى وعائلة مكونة من 10 أفراد مش عارف أصرف عليهم ولا أعالجهم".

ويضيف "قبل الحرب كنت أعيش في غزة في بيت بالإيجار واليوم أنا أعيش في رفح بخيمة. واليهود بقوا بدهم يخشوا (يدخلون) رفح. أنا أسال العالم وين نروح وما ظل مكان في قطاع غزة".

وتُعاني فئة العمال في غزة من أوضاع مأساوية، حيث يفتقرون إلى الغذاء والدواء والمأوى، كما أنّهم يواجهون خطر القتل أو الاعتقال في أيّ لحظة.

ويقول مدير مكتب رئيس بلدية رفح مهند معمر إن الحرب الإسرائيلية وأثارها المدمرة انعكست بشكل غير مسبوق على العال الفلسطيني وحياته في غزة هذا العام.

ويضيف معمر لـ "وكالة سند للأنباء": "في يوم العمال العالمي تحتفل اتحادات العامل والهيئات المحلية بالعامل إلا أن العامل في غزة وقع ضحية لآلة الحرب الإسرائيلية".

  • إلى أنه رغم الكثافة السكانية العالية وأعداد النازحين الضخمة إلا أن صناع الجمال في رفح واصلوا الليل بالنهار خلال الشهور الماضية من أجل الحفاظ على نظافة المدينة وتقديم المساعدة والعون لأكثر من مليون نازح.

ويطالب معمر رؤساء النقابات واتحادات العمال والهيئات المحلية حول العالم باتخاذ خطوات واضحة وحاسمة ضد الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.