بعزيمة وإبداع وبإمكانيات بسيطة، وفي تجربة تعد الأولى على مستوى قطاع غزة، نجح مجموعة من المهندسين الغزيين في تحويل سيارة صينية المنشأ تعمل بواسطة الوقود للعمل بمحركات كهربائية.
ويمارس هؤلاء المهندسون عملهم التطوعي تحت إطار مؤسسة شعاع للعلوم والتقنيات، التي نظمت معرض الإبداع التقني، في قاعة الشاليهات، وضم عديد الابتكارات.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، لا تزال الأفكار والمشاريع الإبداعية تتوالى، حيث من المتوقع أن يساهم مشروع تحويل السيارة في التخفيف من استخدام الوقود المكلف، والمضر بالبيئة، بحسب ما ذكر مدير مؤسسة "شعاع" الراعية للمشروع أحمد مقبل.
وأضاف مقبل في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن العمل في تحويل السيارة استغرق قرابة الشهر، وتتميز بمواصفات عالية، حيث أنها تقطع مسافة 90 كيلومترا في الساعة الواحدة.
وأشار إلى أن السيارة تحمل اسم "G79J E001" حيث يشير اختصار G إلى غزة، فيما يشير J إلى مدينة القدس، أما الرقم 79 كم يرمز إلى المسافة بين المدينتين، وE001 أي النموذج الأول وصولاً إلى عدة نماذج أخرى مستقبلاً.
وتابع "العديد من دول العالم تتنافس في صناعة السيارات الكهربائية، ليكون عام 2030 عام التحول إلى هذه السيارات، ومن هنا أردنا أن يكون لنا بصمة في هذا المجال وإيصال رسالة للعالم أنه رغم الحصار إلى أن عقول مهندسي غزة لا يستطيع أحد حصارها".
ولفت مقبل، إلى أن المحاولات لا تزال جارية لتطوير السيارة أكثر، بمواصفات فنية أعلى وإخراجها لتكون سيارة عامة، مؤكداً أن عملية تمت بشكل كامل بجهود محلية بدعم من مؤسسة "شعاع".
مشاريع أخرى
وبين مقبل، أن من بين المشاريع التي عرضت "روبوت" متعدد المهام تم تصنيعه محلياً في قطاع غزة، والذي يمكن استخدامه في إطفاء الحرائق الخطرة بواسطة المياه أو البودرة الجافة، ويتم كل ذلك عن طريق جهاز للتحكم عن بعد لتوفير أقصى درجات الحماية للمستخدم مع ضمان كفاءة الأداء.
ولفت إلى أن الروبوت الذي استغرق تصنيعه أربعة أشهر، مزود بمجرفة أمامية لإزالة العوائق التي ممكن أن تعترض طريقه خلال تنفيذ المهام، وكذلك يمكنه صعود العقبات.
ويحتوي المعرض، على "تكتك معدل محلياً"، حيث تم إعادة هيكلته ليحمل عدد ركاب أكبر بشكل آمن، بإضافة "كابينة" خلفية واسعة لنقل الحمولة.
ويضم المعرض أيضاً جهاز صنع محلياً لتوليد الأكسجين، وعجانات محلية، وجهاز لتحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود، ومشروع انتاج بودرة لإطفاء الحرائق، و"مفرمة" لتحويل المخلفات الزراعية لصالح الغذاء الحيواني ولصالح صناعة الأسمدة الزراعية.
ويُقدم المعرض "مطحنة النانو" التي تستخدم في طحن العديد من المواد كالرمال والصخور والمعادن، وجهاز التعقيم بالضباب، وجهاز الهيدروجين الأخضر.
وأشار مقبل، إلى أن هناك خطط وطموحات للتطوير، حيث أن بعض هذه المشاريع بدأت تدخل السوق فعلياً واستخدامها من قبل المواطنين.
معيقات
وقال مقبل، إن أبرز المعيقات التي واجهت المشروع هي عدم توفر المواد الأساسية، ومحاولة البحث عن البدائل قدر المستطاع.
ولفت إلى نقص الإمكانيات المادية، حيث أن هناك الكثير من المهندسين وأصحاب العقول، ولكننا نجد صعوبة في عملية التوظيف واستقطابهم.