الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

نجم هاري بوتر يفضح نظام الفصل العنصري

حجم الخط
رام الله - وكالة سند للأنباء

يقول آري ماتيس، المحاضر في الاتصالات والإعلام، بجامعة "نوتردام أستراليا": "هناك شيء جذاب لا يمكن إنكاره في أفلام الهروب من السجن".

وأضاف: "نتعاطف تلقائيا مع المسجونين المستضعفين الذين يتعرضون للتعذيب على أيدي حراس قساة مضطربين عقليا. ونشعر بالارتياح عندما ينجحون في الهروب إلى الحرية".

سنرى ذلك في الفيلم البريطاني- الأسترالي، المثير والسريع لدرجة تحبس الأنفاس، "الهروب من بريتوريا" (Escape from Pretoria) 2020.

الفيلم للكاتب والمخرج البريطاني فرانسيس أنان، وهو مأخوذ عن وقائع حقيقية حدثت عام 1979، ذكرها تيم جينكين، الكاتب والناشط ضد الفصل العنصري، والسجين السياسي الجنوب أفريقي.

واشتهر "تيم" بهروبه من سجن بريتوريا المحلي (يقوم بدوره دانيال رادكليف، نجم ديفيد كوبر فيلد، وهاري بوتر)، بصحبة اثنين من رفاقه، أحدهما من أصل مصري.

في كتاب بعنوان "الهروب من سجن بريتوريا"، أصدره عام 2003، يحكي جينكين كيف نجح الناشطون البيض المناهضون للفصل العنصري، في الهروب بقضيتهم العادلة وأساليبهم المبدعة.

ويكشف فظاعات نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) الذي رزح سكان جنوب أفريقيا الأصليون تحت نيره لعقود.

مانديلا الأبيض

ما إن يصل تيم جينكين (دانيال رادكليف) في عام 1978، إلى مجمع السجون في بريتوريا -العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا آنذاك- كسجين سياسي من جنوب أفريقيا، في أحلك أيام سيطرة البيض حتى يبصق السجانون في وجهه، ويسخر منه أحدهم قائلًا "أنت مانديلا الأبيض؟".

وقد اقتيد جينكين إلى هذا المكان بعد أن تم القبض عليه هو وصديقه المفضل صاحب الشخصية الجذابة، ستيفن لي (دانيال ويبر)، وهم يوزعون منشورات في وسط كيب تاون.

وتحث تلك البيانات البيض على دعم المؤتمر الوطني الأفريقي وإنهاء السياسات العنصرية، ليحكم عليهما بعقوبة السجن لمدة 12 سنة، و8 سنوات، على التوالي.

وما أن يتم إيداعهما داخل الزنازين، ليواجها معضلة الحصار خلف عشرات الأبواب، حتى يتلقيا أول مشورة وقائية من السجين السياسي الليبرالي المخضرم دينيس غولدبيرغ (النجم البريطاني إيان هارت، الذي أضفى على الشخصية طابعا خاصا).

حيث نصحهما بخفض رأسيهما لكي يقضيا مدة حبسهما بكرامة "كسجناء رأي"، وتجنب أية تصرفات دراماتيكية قد تضر بقضيتهما.

لكنهما قررا أن يتعاملا كأسرى حرب، وشرعا على الفور في وضع خطة للهروب تتضمن شبكة معقدة من أماكن الاختباء والخدع، و"نظاما بارعا من المفاتيح الخشبية المصنوعة يدويا، يتم تنفيذه بقدر هائل من المثابرة والإرهاق المبلل بعرق الهلع".

الأمر الذي يشجع غولدبيرغ "الواقعي" على مشاركتهما في تنفيذ خطة الهروب بشكل أكثر فعالية، ما يجعل الحراس الانتقاميين ينتابهم الشك في أن شيئا ما يجري.

استبعاد الناشط المصري الأصل

في معرض ملاحظاته على الإخراج، توقف الناقد غاي لودج، في هذا الفيلم الذي استغرق ساعة و46 دقيقة وأنتج بتكلفة زهيدة، بالتزامن مع الذكرى الأربعين لحادثة الهروب الحقيقية، أمام ظهور رادكليف، بباروكة شعر مستعار متموج، ليلعب دور جينكين، طالب علم الاجتماع من الطبقة المتوسطة، الذي انخرط في النشاط السري للمؤتمر الوطني الأفريقي.

واعتبر أن التعليق الصوتي، جاء مُفرطا بشكل واضح، "وكأنه يريد توصيل أكبر قدر من المعلومات عن الفصل العنصري للمشاهدين" أو للتذكير بأنه "يجب الكفاح من أجل الحرية والمساواة بأي ثمن".

وبالرغم من أن المخرج أنان اهتم بالتركيز على آليات الهروب، وتقنيات التشويق، "فإن هذا لن يُعفيه من تساؤلات منطقية لدى الجمهور، بشأن عدم اختيار ممثل جنوب أفريقي واحد على الأقل في دور رئيسي"، على حد قول لودج.

كما لم يخلُ السيناريو الذي كتبه أنان من تلاعب بالحقائق، تجلى في وضع الفرنسي الغامض ليونارد (مارك ليونارد وينتر)، الذي ليس له تاريخ أو دافع واضح على الإطلاق، كنسخة خيالية للشريك الثالث في خطة الهروب.

وجاء الفرنسي بدلًا من الرفيق الثالث الحقيقي المذكور في كتاب جينكين، وهو الناشط المصري المولد، أليكس مومباريس.

أيضًا، نقلت المَشاهد الخارجية التي تم تصويرها بموقع في أديلايد، جنوب أستراليا، أواخر عام 2019، "صورة غير مقنعة للغاية بالنسبة للواقع الجنوب الأفريقي"، بحسب لودج.

غياب بريق هوليود

يرى الناقد نويل موري، أن "الفيلم وإن كان لا يخلو من التشويق وبعض الجاذبية، ويتميز بمجموعات تمثيلية محدودة، معظمها شبابية، بالإضافة إلى قصة بسيطة، فإنه جاء خاليا من بريق هوليود، ذاك البريق الذي رأيناه في فيلم "الخلاص من شاوشانك" 1994.

لكن يبقى أن الفيلم تجنب أسلوب الوعظ، "فلم يُظهر حراس السجن كشياطين يثيرون الاشمئزاز، ولم يقدم المسجونين كرموز للفضيلة، كما يحدث في معظم أفلام السجون الأميركية"، كما يقول آرين ماتيس.

كما لم يلجأ أنان أيضًا لحبكات جانبية غير ضرورية، واكتفى بأهم النقاط المشوقة والمؤثرة في قصة هروب جينكين، وكيف استعمل مهاراته في التصميم والحرف اليدوية، لفتح أبواب السجن المعدنية المُستعصية.

وأصبح العقل المدبّر لخطة الهروب، وواجه عوائق كبرى، من بينها خضوعه لرقابة مشددة من الحارس مونغو (ناثان بايج)، السجان الذي يستمتع بجعل حياة السجناء جحيما.

وبالتعاون مع المصور السينمائي جيفري هول، عرض أنان مشاهد مشوقة متلاحقة، لمحاولات جينكين الخروج من زنزانته وتجاوز الحراس، معتمدا على خوض التجارب وارتكاب الأخطاء وتغيير الخطط.

لكن الناقد بن ترافيس، يرى أنه "على الرغم من القصة الحقيقية الرائعة، وبعض المقاطع الفعالة، فإن دراما أنان لم تكن بالمستوى نفسه".