الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور بعد الإفراج عنه.. طفل أسير يروي معاناته

حجم الخط
635917353075997930-EPA-epaselect-MIDEAST-PALESTINIANS-ISRAEL-CONFLICTS (1).jpg
يوسف فقيه-وكالة سند للأنباء

لم تشفع  طفولة الأسير سند عقل ابن الثانية عشرة من عمره له أمام محققي الاحتلال من الاعتداء عليه بالضرب المبرح مما تسبب بكسر في أنفه اضطره؛ لإجراء عملية جراحية عقب الإفراج عنه، فيما أمضى نصف فترة اعتقاله داخل العزل الانفرادي، وهو الأسير الأصغر عمراً في سجون الاحتلال.

لا تقلق يا أبي

"لا تقلق علي يا أبي.. أنا رجل والسجن للرجال".. كلمات قليلة سمعها الوالد قبل أن يغلق  الاتصال مع ابنه وسط صراخ، في خلفية المكالمة اليتيمة التي سمح للأسير عقل بإجرائها مع عائلته.

 ليتبين بعد هذه المكالمة أنه تعرض للاعتداء من عدد من المحققين بالضرب المبرح والدفع، بجسده النحيل على الأرض بسبب؛ كلماته المطمئنة لوالده ووالدته.

الأطباء في مستشفى الأهلي بالخليل اضطروا  قبل يومين لإجراء عملية جراحية للطفل المحرر مقبل بعد أن تبين أنه تعرض لكسر في أنفه جراء الاعتداء عليه.

ووفق ملاحظات العائلة فإنه كان يعاني من آلام وصعوبة في التنفس والكلام، وهي ذات الأعراض التي عانى منها خلال فترة اعتقاله دون تقديم أي علاج له.

سننند.jpg
 

سنننند.jpg
 

سنند.jpg
 

اعتقال الطفل

ويشير محمد عقل والد الطفل إلى أن نجله اعتقل يوم 31 مايو/آيار، بعد اقتحام الاحتلال لمنزلهم في بيت أمر شمال الخليل، وتسليم نجله بلاغاً لمقابلة مخابراته لعدم وجوده في المنزل يومها.

واحتجز الشاب في مركز تحقيق عتصيون في ظروف صعبة، ودون أي مراعاة لطفولته بدعوى مشاركته في رشق مركبات المستوطنين بالحجارة.

 ويضيف "عقل" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" أن نجله احتجز في زنزانة انفرادية لمدة 13 يوماً في معتقل مجدو.

ولم يكن يعرف اسمها بعد ووصفها لوالده أنها غرفة صغيرة كغرفة حمام المنزل، حتى أنه لم يتمكن خلال النوم من مد قدميه خلال النوم  لصغر حجمها .

كما أنه لم يتمكن الطفل عقل من النوم بشكل جيد خلال فترة الاحتجاز بالزنزانة وقدم له طعام سيء لم يكن يقبل تناوله في البيت عدا عن التنكيل والاعتداءات المستمرة والشتائم والسباب التي تعرض لها.

سند.jpg
 

6 جلسات

وخضع الطفل عقل لستة جلسات في المحاكم الاسرائيلية بتهمة القاء الحجارة وحكم عليه بالسجن لمدة 31 يوماً وغرامة مالية قدرها ( 2000شيقل).

وحسب والده فإن ابنه يعاني آثار الاعتقال الصحية والنفسية؛ فرغم مرور أسبوعين على الافراج عنه، وتعرضه للضرب، لا يقوى على الحديث بشكل جيد ولديه اضطرابات نفسية خلال النوم، ويفضل الجلوس منعزلاً عن أفراد عائلته.

ولا يخفي "عقل" أن نجاه لا زال بحاجة إلى متابعة وعلاج من آثار وتبعات فترة الاعتقال والتعذيب، وما تركه على نفسيته وتصرفاته؛ رغم محاولته تجاهل ذلك بكونه رجلاً، وأسيرًا لدى الاحتلال.

وينتقد والد الطفل عقل تقصير الجهات الحقوقية والصليب الأحمر في متابعة ملف نجله الطفل الأصغر في سجون الاحتلال، والذي كان يتطلب ملفه اهتمام أكبر وعلى مستوى دولي للحديث عن معاناة الأسرى وخاصة الأطفال منهم.

سندد.jpg
 

بدون السيجارة.jpg
 

ظروف قاسية

ووفقاً لمراكز حقوقية فلسطينية فإن قرابة 220 طفلاً يقبعون في معتقلات الاحتلال في ظروف قاسية يتعرضون لانتهاكات مستمرة.

 فيما يجري احتجاز العشرات منهم بشكل أسبوعي؛ حيث ويخضعون للاستجواب والتحقيق دون حضور محامين.

انتزاع اعترافات بالإكراه

ويعتبر مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، أن جميع الأطفال الفلسطينيين الذين يُعتقلوا ويحقق معهم يتعرضوا لأكثر لأشكال متعددة من التعذيب؛ بهدف انتزاع اعترافات بالإكراه ،وتقديمها لإدانتهم أمام المحاكم الاسرائيلية.

ولفت "قطيش" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" الى أن جزء أساسي من عمل منظمتهم يقوم على تقديم الخدمات القانونية للأطفال المعتقلين عبر الاستشارات أو تمثيلهم أمام المحاكم.

بالإضافة إلى رفع التقارير للجهات الدولية؛ لتسليط الضوء على انتهاكات بحق الأطفال.

ويشير الى أن  القوانين الاسرائيلية لا تعطي أي خصوصية للأطفال المعتقلين، فيمكن اعتقال أي طفل فوق الـ 12 عاماً وفرض عقوبات، واعتقال أطفال دون هذا العمر لعدة ساعات.

 من جانبه يشير المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين  حسن عبد ربه، إلى أن ما حدث مع الطفل عقل يشير إلى نهج مستمر لدى الاحتلال.

ويقوم هذا النهج على بث الرعب في صفوفهم خلال عملية الاعتقال والتحقيق عبر الاعتداء  بالضرب المباشر مما يؤدي إلى إصابتهم بالرضوض والخدوش الواضحة فيه الجسم وأحيانا بكسور، حسب حديث "عبد ربه" لمراسل "وكالة سند للأنباء".

ويلفت "عبد ربه" إلى أن الاحتلال يتعمد حرمان الأطفال الأسرى الذين يحتجزهم في معتقلات "الدامون وعوفر ومجدو" من تناول الطعام والنوم وقضاء الحاجة وتجريدهم من ملابسهم والصراخ وتوجيه الصفعات على الوجه.

ويؤكد على أن وتيرة الاعتقالات والاستدعاءات بحق الأطفال ازدادت خلال الفترة الماضية والتي تطال أطفالًا دون الثانية عشرة، عدا عن استدعائهم وتغريم ذويهم بكفالات مالية باهظة.