في خطوةٍ رمزية ورسالة ردٍ للجميل، أطلقت بلدية سلفيت (شمال الضفة الغربية) اليوم الخميس، اسم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم على أحد شوارعها.

وقالت البلدية إن إطلاق اسم مرزوق الغانم على أحد شوارع المدينة يأتي تقديرًا لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.

وأوضح مدير دائرة العلاقات العامة في بلدية سلفيت فتحي علقم: "قررنا في بلدية سلفيت إطلاق اسم الغانم على أحد أهم شوارع المدينة من الناحية الشمالية. هي خطوة رمزية من ألفها ليائها".

وأضاف علقم في حديث لـ "سند": "الفعالية بمثابة برقية شكر لدولة الكويت ورئيس مجلسها التشريعي تقديرًا لتصريحاته المشرفة".

وبيّن: "صباح اليوم رُفع العلم الكويتي إلى جانب الفلسطيني وعزف النشيد الوطني الفلسطيني والكويتي. هذا دليل حقيقي على التقارب الوجداني والعاطفي والتاريخي بين الشعبين".

ولفت إلى أن الحفل شهد مشاركة شعبية ورسمية فاعلة، ممثلة برئيس بلدية سلفيت عبد الكريم زبيدي ومحافظ المدينة إبراهيم البلوي وسفير دولة فلسطين في الكويت رامي طهبوب وشخصيات محلية.

وأشار إلى أن هذه الخطوة لاقت استحسانًا كبيرًا من أهالي مدينة سلفيت خصوصًا والفلسطينيين عمومًا ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

صوت مشرف رغم "الانبطاح" العربي

وقد ثمّن الكاتب والمحلل السياسي خالد معالي من سلفيت، هذه الخطوة. لافتًا إلى أنها تأتي في إطار إعلاء الصوت الفلسطيني الرافض للهرولة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال والمشاركة في ورشة البحرين.

وشدد معالي خلال مع "سند" على أن المواقف الكويتية الداعمة للقضية الفلسطينية تبدو مشرفة رغم حالة "الانبطاح" والخنوع التي تعاني منها دول عربية كثيرة.

ونوه إلى أن عددًا من الدول العربية قد خضعت للرغبات الأمريكية وتساوقت مع خططها على حسب الثوابت الفلسطينية.

ودعا بقية الدول العربية أن تحذو حذو الكويت في مواقفها السياسية الداعمة لفلسطين.

وأردف: "مرزوق الغانم يمثل صوت الشارع الكويتي والعربي الذي لا يتنكر لقضيته المركزية رغم مشاكله الداخلية".

الكويت ترفض المشاركة في "الورشة الأمريكية"

وبدت دولة الكويت مؤخرًا بمواقفها السياسية القوية الداعمة للقضية الفلسطينية ومناكفة للمواقف الإسرائيلية، كحالة استثنائية وطائر يغرد خارج سرب الدول الخليجية.

فقد رفضت الكويت وخلافًا لجميع الدول الخليجية المشاركة في "ورشة البحرين" الاقتصادية التي عُقدت قبل يومين في المنامة، استجابة لدعوة أطلقها مجلس الأمة الكويتي.

ورفض نواب المجلس في بيان أطلقوه قبل انعقاد "الورشة الأمريكية" كل ما يسفر عن الاجتماع من نتائج من شأنها أن تساهم في تضييع الحقوق العربية والإسلامية التاريخية في فلسطين.

واعتبروا أن "ورشة المنامة" التي عقدت بمشاركة إسرائيلية تهدف إلى تكريس الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه وتحميل الدول الخليجية والعربية نفقات وأعباء تثبيته.

مواقف لا تنسى للغانم

وعُرف رئيس مجلس الأمة الكويتي بتصريحاته القوية ضد دولة الاحتلال في المؤسسات والمحافل الدولية.

ففي تشرين أول/ أكتوبر 2017 طلب الغانم من الوفد الإسرائيلي خلال مؤتمر "الاتحاد البرلماني الدولي" المنعقد في روسيا، حمل حقائبه ومغادرة القاعة.

ووصف الغانم "إسرائيل" في كلمته بـ "الدولة المحتلة التي تقتل الأطفال وتمارس أخطر أنواع الإرهاب في العالم".

وفي تشرين أول/ أكتوبر عام 2018 هاجم الغانم دولة الاحتلال مجددًا من على منصة "الاتحاد البرلماني الدولي" المنعقد في جنيف، واصفًا إسرائيل بالدولة العنصرية التي تتحدى القرارات الدولية ولا تلتزم بها.

وفي آذار/ مارس الماضي، دعا الغانم في كلمته التي ألقاها خلال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الـ 29 بالعاصمة الأردنية عمان، إلى أن يكون في البيان الختامي للمؤتمر رفض للتطبيع مع دولة الاحتلال.

وقال الغانم: "مجرد الحديث عن التطبيع والتسويق له يجب أن نصنفه نحن كممثلين للشعوب العربية، في خانة الحرام السياسي والممنوع الأخلاقي".