الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور منازل غزة المدمرة.. أحلام تنتظر الإعمار

حجم الخط
thumb (30).jpg
غزة – أحلام عبد الله – وكالة سند للأنباء

أحاديث ممزوجة بالألم والحسرة لقاطني منازل سويت بالأرض بفعل غارات جوية إسرائيلية ألقت بهم خارجها، لا يحملون سوى الملابس التي على أجسادهم.

المنازل ليست جمادا، إنها تشعر وتموت، وتأخذ معها شقاءنا في هذه الحياة وكثير من الذكريات وبعض الأمل.

 مئات المنازل متعددة الطبقات والشقق السكنية والتجارية تهاوت، بعدما ألقت عليها طائرات الاحتلال حمم نيرانها، وأصبحت ركاما.

 دفنت تحتها ممتلكات وذكريات عائلات أصبحت بلا مأوى، ومنشآت تجارية تحطمت وتكبدت خسائر فادحة.

المنزل حياة

لا يصدق رياض اشكنتنا حتى اللحظة أنه فقد شقته بكل ذكرياته وممتلكاته في لحظة، بعد أن انهار منزله، جراء قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية دون سابق إنذار، وجد نفسه محاصرا بين الأنقاض، وسط الظلام، وقد فقد زوجته وأربعة من أطفاله.

24561752.webp
 

يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إن المجزرة التي تعرضت لها عائلته، وجيرانه، فجر الأحد 16 مايو/ أيار، وراح ضحيتها 43 شخصا، بينهم 10 أطفال و16 سيدة، حدثت جراء قصف عنيف، تعرض له جزء من شارع "الوحدة" الشهير غربي مدينة غزة، نفذته مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار أنه بقي بلى مأوى هو وابنته سوزي، الناجية الوحيدة من عائلته، لأن بيته الذي كان يسكن فيه بالإيجار قد تدمر.

ويستأجر "اشكنتنا" في بناية أبو العوف التي تم قصفها وقال "إنها ليست مجرد شقة سكنية، ففي كل ركن فيها لنا ذكرى وحكاية".

وصمت للحظات ثم أضاف بزفرة، "وجدنا أنفسنا في الشارع، لا نمتلك سوى ملابسنا التي نرتديها، وقد ابتلع الدمار كل ما نملك وما أمضينا سنوات عمرنا لبنائه، حتى أوراقنا الثبوتية، كل شيء أصبح من الماضي".

لم يجد "اشكنتنا" أمامه سوى اللجوء بابنته، إلى بيت أمه المقيمة أيضا في شقة بالإيجار.

وقبل القصف بأيام قليلة أجرى "اشكنتنا" تحديثات على شقته السكنية، واستبدل قطع الأثاث، واشترى لأبنائه ملابس العيد، وقال "المنزل ليس مجرد حجارة وجدران، فلا شعور بالراحة والأمان إلا داخل منزلك، والخسارة المادية مؤلمة، ولكن الألم النفسي أشد وأكبر.

انهيار حلم

43342c5a-88b8-433d-9299-06ffafcde6b4.jpg
 

ومن بين عدد كبير من المنشآت التجارية في "برج الجوهرة"، فقد الشاب الثلاثيني محمد جعرور مصنعه الخاص بالمعجنات ومطعما للبيتزا "Magic Pizza"، التي تهاوت مع البرج المكون من 13 طابقا.

مطعم محمد يعيل 15 موظفا بعائلاتهم، لكن الوقت الممنوح لهم لم يكن كافيا لإخلاء الأجهزة والمعدات فتركوها لتبتلعها النيران.

 ويقول لـ "وكالة سند للأنباء" "خسائرنا فادحة، ليست المباشرة فقط، فقد تراكمت علينا الديون السابقة واللاحقة، ولم تبقَ لنا سوى الذكريات".

ويضيف أنه أسس المصنع جزءا جزءا، "كنت أرقبه يكبر يوما بعد يوم وكأنه طفلي الصغير، قضيت كثيرا من الوقت في العمل وكلي أمل في مستقبل أفضل وأجمل، لينهار كل شيء بكبسة زر من طيار حاقد.

على مدى الشهرين السابقين، عاش محمد تحت تأثير الصدمة، وهو لا يريد تصديق ما حدث، شاهد مرات ومرات مقاطع مصورة للبرج وهو تتصاعد منه أعمدة الدخان الأسود بفعل الغارات الجوية العنيفة التي استهدفته.

وبعدما أفاق محمد من الصدمة، تحوّل وباقي الموظفين للانتظار في طابور البطالة وتعويض وزارة العمل، ويقول "تراكمت عليّ ديون المصنع الذي افتتحته لسداد ديوني المتراكمة وبناء مستقبل أفضل لي".

أبراج حيوية

EVMgW.jpeg
 

ونال القصف الإسرائيلي من أبراج سكنية كبيرة هما "الشروق" و"الجوهرة" و"هنادي"، وثلاثتها تمتاز بوقوعها في أماكن حيوية في مدينة غزة، كبرى مدن قطاع غزة، وتضم مع مبان أصغر حجما تعرضت للتدمير مئات مقار الشركات التجارية والشقق السكنية.

ووفق وزارة الأشغال، فقد دمرت إسرائيل 1350 وحدة سكنية كليًّا، و1000 وحدة أخرى لم تعد صالحة للسكن، إلى جانب إلحاق أضرار جزئية بـ57 ألف وحدة أخرى خلال 11 يومًا من العدوان الأخير على غزة في مايو/أيار الماضي.

ويقدر مسؤول لجنة الأضرار بوزارة العمل محمد طبيل الخسائر المباشرة الناجمة عن استهداف الأبراج التجارية تحديدا بعشرات ملايين الدولارات، فضلا عن الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية وبعشرات المحال التجارية الصغيرة والمتوسطة الموجودة في نطاق دائرة الاستهداف.

وقال طبيل لـ "وكالة سند للأنباء" إنه تم إحصاء جميع المصانع والمحال التجارية التي تعرضت للقصف الكلي والجزئي، مؤكدا أنه لم يتم تعويض أي منشأة بسبب عدم دخول أموال الإعمار.

وقال ناجي سرحان، وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان، إن عملية الاعمار تأخرت بسبب منع الاحتلال دخول مواد البناء لقطاع غزة، والتحويلات المالية من الدول المانحة.

وأضاف في تصريح لـ "وكالة سند للأنباء" أن مصر تعهدت ب500 مليون وقطر تعهدت ب500 مليون دولا، ولكن الاحتلال يمنع دخول مواد البناء، ويمنع التحويلات المالية للقطاع.

وأشار سرحان إلى أن أصحاب البيوت المأهولة التي هدمها الاحتلال خلال العدوان الأخير استلموا مساعدات نقدية بقيمة 2000دولار بالاتفاق مع الأونروا و "UNDP"، مؤكدا أنها مساعدات تكفي بالكاد لسد الاحتياجات الأساسية لكل عائلة.

وتابع، أن مرحلة الاعمار تمر بثلاث مراحل أولها مرحلة الاغاثة المباشرة حيث تم إنجاز جزء كبير منها وهي إغاثة الأسر التي تضررت بشكل مباشر أو جزئي بليغ غير صالح للسكن.

 أما المرحلة الثانية هي مرحلة الانعاش المبكر وتشمل فتح الطرقات وإزالة الركام وإصلاح البنية التحتية، وهذا تم من قبل البلديات والوزارات المختصة.

وأوضح أنه تم إزالة ما يزيد على 90% من الركام في محافظات القطاع التي تعرضت للتدمير وذلك بمساعدة المعدات المصرية وال UNDP""، موضحا أن هاتين المرحلتين تم الانتهاء منهما، والانتظار الآن لعملية إعادة الاعمار.

وحول ما يتردد بشأن إزالة برج الجوهرة الذي يضم مكاتب صحفية وشقق سكنية، وتعرض لقصف إسرائيلي، قال "سرحان"، إن القرار يتجه نحو هدمه.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من مساكنهم، لجأ منهم 28 ألفا و700 إلى مدارس الوكالة، إما بسبب هدم بيوتهم، أو هربا من القصف. في حين لجأ الآخرون إلى بيوت أقربائهم في مناطق فلسطينية أخرى.