الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

التعليم في القدس.. مكشوف الظهر في مواجهة "غزو الأسرلة"

حجم الخط
احتلالللل.jpg
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لم يسلم قطاع التعليم في مدينة القدس وامتدادها منذ اللحظة الأولى لاحتلالها من سياسات التهويد، وكان "التعليم" أول القطاعات التي تنبه لها الاحتلال واستهدفها مبكرا.

وتعمد الاحتلال من وراء استهدافه المبرمج محاولة السيطرة على التعليم وإلغاء المناهج المعتمدة؛ بغية استبدالها بمناهج أعدها وألفها لتزوير التاريخ وتغيير الحقائق وإلغاء قناعات جيل الطلبة مما ينمي ويعزز نشأتهم الوطنية .

والتعليم في مدينةِ القدس له خصوصية تميزه عن مثيله في مواقع أخرى، وذلك أن حجم إجراءات التهويد التي تعصف بالمدينة تزويرًا لتاريخها باحتلال طارئ يضع مؤسسات التعليم أمام مسؤوليات الحفاظ على ثلاثية الهوية والتاريخ والأرض.

أول الغيث

إن بداية التغول الإسرائيلي على التعليم يؤكد تفاصيلها رئيس الحملة المقدسية لمناهضة الهدم والتهويد ناصر الهدمي لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه عندما أطلقت أدوات الاحتلال للجزء الشرقي من المدينة بالتزام التعليم من المدرسين والمدرسات في إطار مدارس البلدية، تم رفض الدعوة الإسرائيلية".

وتابع "الهدمي"، أن الهيئات التعليمية استمرت برفضها ومارسوا حقهم التعليمي في المدارس التي تتبع سياسات الحكومة الأردنية ومدارس الأوقاف وفق المنهاج الأردني رافقها محاولات محمومة إسرائيلية لإدخال منهاج التعليم الإسرائيلي ".

ويضيف "الهدمي"، أنه وعقب إعلان الدولة الأردنية فك الارتباط مع الضفة الغربية كانت هناك تبعات تتعلق بمدارس الأوقاف تمثلت بالتحاقها بمنظمة التحرير حتى مجيء أوسلو وتداعيات وقف مؤسسات المنظمة في القدس إسرائيليًّا بشكل رسمي ".

وتنوعت تبعية المدارس المقدسية بين الأوقاف والسلطة والأونروا والمدارس الخاصة ومدارس الاحتلال متمثلة بوزارة المعارف والبلدية التي شرعت بخططها المغرية بعرضها معونات مالية مجزية على المدارس الخاصة كفخ أعدته سابقا تمهيدا للابتزاز. 

السم في العسل 

وحسب "الهدمي" لم تعلن سلطات الاحتلال أن الأموال بمقابل وفي ذات السياق فإن تلقي المؤسسات التعليمية دعمًا وفق القانون الإسرائيلي حق لها، فيما باتت ميزانيات المدارس تعتمد على المساعدات الإسرائيلية وكانت عرضة للمساومة والابتزاز بإدخال المنهاج الإسرائيلي لمناهجها".

ويسرد "الهدمي"، أن سلطات الاحتلال شرعت منح تسهيلات لترخيص مدارس جديدة تلتزم بالمناهج الإسرائيلية مع مضاعفة الدعم المادي لها تحت وطأة الضغوط والابتزاز والقبول بتدريس جزء من منهاج الاحتلال في المدارس الخاصة يضاف إليها مدارس البلدية".

طمس الهوية

ويسهب الباحث في شؤون التعليم بالقدس زيد القيق في تفاصيل مراحل الأسرلة قائلًا، إنها بدأت بالتغيير القسري بسحب كتب المناهج العربية تلاها الإهمال والتهميش بدأ من العام ١٩٦٨_٢٠٠٠".

ويعدد الباحث القيق لـ "وكالة سند للأنباء"، معالم التغيير القسري للكتب والمناهج والعملية التربوية وتمثلت بإلغاء القوانين العربية وسن تشريعات جديدة والاستيلاء على جميع الأبنية والمدارس التابعة للأردن وتغيير أسماء المدارس، وإضافة مصطلح الرسمية إليها وإغلاق مكتب تربية وتعليم القدس واعتقال مديره وموظفيه وتطبيق المنهاج الإسرائيلي وتعيين إداريين وتربويين غير مؤهلين ".

ورصدت مديرية تربية وتعليم القدس في تقرير لها وفق الباحث "القيق"، عمليات التحريف والتغيير، لقيام الاحتلال بحذف شعار السلطة الفلسطينية عن المقررات وحذف كلمة الشهيد ومصطلح الصهيونية كحركة عنصرية وشطب محاولات حرق الأقصى ومذبحة دير ياسين من كتب التاريخ، وكذلك تاريخ المقاومة الفلسطينية والانتفاضة وخريطة القدس وفلسطين، وشطب كل ما يتعلق بالجهاد من آيات ومدلولات وأحاديث، وشطب العلم الفلسطيني".

خطط "بينيت"

وأعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إبان توليه منصب وزير التعليم عام ٢٠١٧، خطة شاملة للسيطرة على التعليم وصرف ميزانيات إضافية للمدارس العربية التي تتبنى المنهاج الإسرائيلي مقابل حرمان من لا تتبنى منهاج الاحتلال

وفي يوم افتتاح سفارة الأمريكان عام 2018، في القدس أعلنت حكومة الاحتلال عن خطة قوامها المالي ٢مليار شيقل؛ لتعزيز ما أسمته السيادة على القدس غالبية المبلغ المالي الذي يستهدف جهاز التعليم بهدف معلن لانخراط المدارس العربية في التعليم المنهجي الإسرائيلي وتسهيل الاندماج في سوق العمل الإسرائيلي.

وفي أحدث دراسة للباحث "القيق" أن المدارس العربية في القدس بحاجة إلى ٢٥٤٨غرفة صفية مطلوب بناؤها مقابل بناء ٦٠٨١ غرفة صفية حتى العام٢٠٣٥".

وكشفت دراسات تربوية عن خطورة تسرب الطلبة المقدسيين من المدارس، وارتفاع مؤشره الذي تراوح بين ٩_٣٣٪ من الصف التاسع وحتى الثاني عشر مقارنة مع مدارس الضفة، ولا تُعير بلدية الاحتلال أي اهتمام".

معارك الجامعات 

وفي ظل معاناة المدارس العربية من أزمات مالية متلاحقة اتجهت الأسرلة وفق "الهدمي" للتعليم الجامعي التي تُدرِّس اللغة الإسرائيلية ومناهج الاحتلال وسياساته وإغراء الخريجين بالوظيفة الجاهزة والاعتراف بالشهادات، بينما غابت المنافسة غير المتكافئة مع الجامعات والمعاهد الفلسطينية".

ويعتقد "القيق"، أن استهداف العملية التعليمية في القدس كشفت أن الأسلوب الأنجع للأسرلة، تمثل بالدمج والاستيعاب في المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي لتغيير قناعات الطلاب تجاه دولة الاحتلال وانخراطهم فيها وتقبلهم العيش فيها كمواطنين".