على مقاعد صعيرة بباص كبير، يجلس عدد من الأطفال، محدقين بشاشة عرض لأفلام كرتون، تهدف لزرع قيم مجتمعية عديدة وتعزيز المفاهيم الإيجابية المجتمعية الفلسطينية لديهم.
"باص السينما" فكرة ضمن مبادرة شبابية تسعى إلى تعزيز القيم وغرس الفضائل عن طريق أفلام الرسوم المتحركة، أطلقتها جمعية شباب المستقبل في قطاع غزة، إلى جانب أنها محاولة للتفريغ النفسي لأطفال تعرضوا عبر سنوات عمرهم القليلة لحروب وآلام فاقت قدراتهم.
يقول منسق مشروع باص السينما في جمعية إإنقاذ المستقبل الشبابي، محمود الهرباوي، إن الفكرة أتت حين نجحت الجمعية في تنفيذ عروض سينمائية في المنطقة الوسطى، قبل ما يقارب العام، ولاقت رواجا استحسانا كبيرا من قبل المواطنين.
ويبين أن ذلك دفع المبادرات الشبابية لتكرار هذه الفكرة على نطاق أوسع وبشكل مطور وجذاب ومختلف، ما جعلهم يسعون لإيجاد فكرة سينما متنقلة، تصل إلى كل المناطق في قطاع غزة، بما فيها الحدودية المهمشة.
وبعد تفكير عميق، توصل الشباب إلى فكرة أن تكون شاشات عرض السينما داخل باص كبير مجهز بأحدث التقنيات الفنية واللوجستية.
ويوضح "الهرباوي" أن من أحد أبزر أهداف المبادرة هو تعزيز المفاهيم الإيجابية من خلال الأفلام تحاكي مجموعة من القضايا تعكس نبذ العنف والتعاون والتسامح، لا سيما أن القطاع يفتقد لدور عرض السينما منذ سنوات.
وعن أهم الصعاب التي واجهت الفريق، يضيف الهرباوي أن تصميم الباص كان عبئا ثقيلا على الفريق لأنه جهز بشكل مختلف، حيث صمم على أن يعمل بالطاقة الشمسية، ويعمل بنظام "الهيدروليك"، ومجهز بالسماعات والشاشات الداخلية والخارجية.
ولم يستثني الفريق الأطفال من ذوي الإعاقة، فقد صمم الباص ليحتوي على مصعد "لذوي الهمم"، ومقاعد ومساحات مخصصة لهم.
ويشير إلى أن الباص مهيئ للعروض الداخلية والخارجية، بحيث أنه يضم شاشات داخلية وخارجية، إذا يسمح العرض الداخلي بحضور ستين طفلا بالإضافة إلى ثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أما العرض الخارجي فيسمح بحضور 500 شخص.
ووفق الهرباوي، فإن الباص مجهز بأجهزة الإنذار وأبواب طوارئ وكل أساليب الحماية والأمان.
ويؤكد الهرباوي أن المبادرة تسعى للوصول إلى كل مناطق قطاع غزة، ففكرة وجود سينما داخل باص متنقل، تجعل من السهل الوصول إلى أي الأماكن في القطاع، تنفيذ النشاطات والعروض فيها.