في محاولة منهم لتجسيد التكافل الاجتماعي، والتخفيف من وطأة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، أطلق مجموعة من الشباب المتطوعين مبادرة "باص الدفا" لمساعدة الأسرى المستورة.
وتقوم فكرة المبادرة على توزيع وجبات دافئة على الأسر الفقيرة في المناطق النائية والمهمشة في قطاع غزة، وكذلك العمال الذين يعملون ليلاً في الشتاء، ويعانون من برودة الجو.
وقالت نور الرملاوي إحدى القائمات على الفكرة، إن الفعالية جاءت على غرار قيام مجموعة من الشباب المصري بإنشاء "تكية" توفر وجبة عشاء ساخنة للأسر المحتاجة والمستورة.
وأوضحت الرملاوي في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الفريق يتكون من مجموعة من الشباب والفتيات وهم يعملون دون مقابل أو أجر.
وأضافت، أن الفريق الشبابي المبادر واجه عراقيل في بداية هذا المشروع الإنساني، كتوفير المكان ووسيلة النقل، ولكن بعد رواج الفكرة على وسائل التواصل الاجتماعي نالت قبولاً وتشجيعاً من الغالبية العظمى على مواصلة هذه الفكرة.
وتطمح الرملاوي بأن يكون لديهم "تكية" ثابتة لاستمرار العمل على مدار العام، وأن يكون لديهم وسيلة نقل خاصة بالمشروع.
وبينت أن "الوجبات التي يقوم بتحضيرها أعضاء الفريق تختلف في كل مرة، إذ يتم تقديم وجبة العدس، ومن ثم وجبة الجريشة باللحم، والمجدرة، والأرز بالدجاج، ويتم تحديد نوع الوجبة وفق ما يتوفر من إمكانيات".
ولفت إلى أنه وبمساعدة أهل الخير بات يستفيد من المشروع تقريباً حوالي 200 -400 شخص يومياً.
وأشارت الرملاوي في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى أن ردة فعل الناس ودعواتهم وتقبلهم، خاصة وأنهم يستهدفون مناطق بعيدة ومهمشة تدفعهم لتكرار المبادرات والاستمرار فيها.
ويعيش حوالي 85 في المائة من سكان قطاع غزة تحت خط الفقر فيما معدل الدخل الفردي لا يتجاوز 2 دولار أميركي مع معاناة 300 ألف عامل من البطالة وتراجع الإنتاج الاقتصادي بأكثر من 80 في المائة.
وأعربت الرملاوي عن أملها أن تستمر هذه المبادرة وأن تواصل النجاح، وأن تلاقي الدعم من كافة شرائح المجتمع.