من بين ظُلمات الحرب وبُؤس الصغار، يُشعشع الأمل مجدداً لنشر بهجة أو رسم بسمة على مُحيَّى الأطفال في قطاع غزة، حيث برزت مبادرة "باص الأحلام"، كفكرة مبتكرة لتخفيف وطأة الألم وإعادة الأمل إلى وجوه الصغار.
ويُعد "باص الأحلام" الذي أطلقت مبادرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، مكتبة متنقلة وساحة ألعاب وسينما صغيرة، حيث يجوب المخيمات ليمنح الأطفال لحظات من السعادة.
ويجد الأطفال داخل الباص كتبًا وقصصًا تنقلهم إلى عوالم خيالية، وشاشة عرض كبيرة تعرض أفلامًا كرتونية تبث البهجة في قلوبهم.
ويتضمن الباص مساحات مخصصة للتفريغ النفسي، إذ يعمل فريق متخصص على مساعدة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم والتخفيف من آثار الصدمات النفسية التي خلفتها الحرب.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يفتقر فيه النازحون في المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ شهور، إلا أن "باص الأحلام" استطاع أن يكون نافذة ضوء لهؤلاء الأطفال.
وتُتيح المبادرة للأطفال تجربة فريدة تخرجهم من واقع الحرب القاسي إلى عالم مليء بالمرح والخيال.
ويحمل "باص الأحلام" رسالة أمل لكل طفل، لتذكره بأن هناك من يهتم بألمه ويسعى لإعادة البسمة إلى وجهه، فالباص ليس مركبة فحسب، إنما رحلة إلى الحب والأمل.