الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

غفوة وطلب نقل.. ماذا أيضًا؟

نفق سجن جلبوع.. تفاصيل مشوقّة عن حادثة الحرية

حجم الخط
13.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

منذ فجر يوم أمس الاثنين، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات البحث عن 6 أسرى فلسطينيين، انتزعوا حريتهم بالفرار من سجن جبلوع عبر نفقٍ حفروه سرًا يمتد إلى خارجه، في حدثٍ هو "الأعظم" فلسطينيًا والأكثر "حرجًا" للمنظومة الأمنية الإسرائيلية منذ سنوات، في ظل التفاخر بأن "جلبوع" هو أشد سجونها حراسة.

وفي إطارات الإجراءات المشددة التي فرضتها إسرائيل بحثًا عن الأسرى الستّة، نصبت شرطة الاحتلال أكثر من 260 حاجزا في أنحاء الضفة الغربية، واستعانت بطائرات مروحيّة وأخرى مسيّرة في الجو، إلى جانب انتشار واسع للجنود وعناصر المخابرات، وتنفيذ زيارات متكررة للمكان الواقع شمال فلسطين.

الأسرى الستّة كانوا يعيشون معًا في غرفة (5) في قسم (2) بـ "جلبوع" وهم؛ مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله العارضة، وزكريا الزبيدي.

وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية، إن الأسرى استخدموا نفقاً من فتحة في زنزانتهم للخروج من السجن، ويترواح طوله من بين 20 و25 مترًا، مشيرةً إلى أن عملية الحفر استغرقت منهم نحو عامٍ كامل.

وقبل تنفيذ عملية الفرار بيومٍ واحد طلب "زبيدي" (أحد الأسرى الستّة)، من ضابط المخابرات الانتقال إلى غرفة (5) في القسم الثاني من "جلبوع" لـ "ليلة واحدة فقط" وقوبل طلبه بالموافقة.

وعند الساعة الواحدة والنصف فجرًا دخل الأسرى إلى حمام الزنزانة، ورفعوا إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على الأرضية ودخلوا الواحد تلو الآخر إلى الفتحة الضيقة للنفق.

وزحف الأسرى على طول بضع عشرات من الأمتار إلى فتحة النفق الخارجية، على بعد أمتار قليلة من جدار السجن تحت برج المراقبة، وفق ما نقلته "هيئة البث" عن إدارة "مصلحة السجون".

وتُشير التقديرات الإسرائيلية أن الأسرى غيروا ملابسهم عند فتحة النفق الخارجية، وواصلوا عملية  الفرار بمساعدة سيارة كانت بانتظارهم في الخارج.

وتتحدث التقديرات أيضًا عن الأسرى ساروا مسافة ثلاثة أميال، قبل صعودهم إلى السيارة، وأنهم انقسموا لمجموعات، لكنّ قد تكون "خطوة للتضليل".

وعثرت أجهزة الاحتلال الأمنية على آثار أقدام، ممَّا أدى بهم إلى استنتاج مفاده أن الأسرى قاموا بتغيير ملابسهم قبل ركوب السيارة، وقام أحدهم على الأقل بتغيير حذائه.

متى اكتُشف أمرهم؟

تقول التحقيقات أن شرطة الاحتلال تلقت اتصالًا هاتفيًا عند الساعة 1:45 فجرًا، من أحد السائقين الإسرائيليين، قال فيها إنّه شاهد عدة أشخاص يركضون في الحقول الزراعية بينما كان يمر على طريق يربط "العفولة" و "بيسان".

وبعد 9 دقائق وصلت دورية شرطة إلى المكان وبدأت إجراءات المسح، وتم إبلاغ إدارة سجن جلبوع، التي بدأت عدّ الأسرى، وأبلغت عند الثالثة والنصف فجرًا عن "ثلاثة أسرى مفقودين". وفي تمام الساعة الرابعة "تبين فقدان أثر ثلاثة أسرى آخرين".

غفوة مُكلِفة..

موقع "واللا" الإسرائيلي يفيد بأن السجّانة الإسرائيلية التي قامت بالحراسة عند برج المراقبة فوق بئر النفق ليلة أمس، كانت قد أخذت غفوة خلال دوامها، وأن كاميرات المراقبة وثقت العملية، لكنّ السجانين لم يُتابعوا الكاميرات في ذلك الوقت.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، عنّ مسؤولين أن الأسرى استغلّوا انشغال حرّاس السجن بعيد رأس السنة العبرية.

وأشاروا إلى أنّ إدارة السجون كانت علمت مؤخرًا أن هناك نيّة لإحداث شغب في أحد السجون، وعلى ما يبدو فإن هذه المعلومات كان الهدف منها التغطية على الفرار عبر النفق، والذي فشلت استخبارات السجن في كشفه أو الوصول لأي معلومات بشأنه.

إخفاق خطير..

أحد المسؤولين الأمنيين الإسرائليين قال لـ "واللا" إن هذه كانت سلسلة من الإخفاقات الخطيرة جدًا، وإنه لم يكن ممكناً في زنزانة السجن حيث كان ممنوعاً الاحتفاظ بملعقة صغيرة" .

وتساءل: كيف حفروا النفق على مدى أشهر، ودون علم  السجانين؟ وأين ذهبوا برمل الحفريات؟ وكيف أجروا مكالمات خلوية من السجن؟".

ويرى المسؤول الإسرائيلي، أن حفر نفق بهذا الطول وبهذه الجودة، هو عملية طويلة تتطلب قدراً كبيراً من التنظيم.

وتعتقل إسرائيل 360 أسيرًا في سجن جلبوع موزعين على 4 أقسام، في كل قسم 15 غرفة، وغالبتهم من ذوي الأحكام العالية، الذين تتهمهم بتنفيذ عمليات فدائية أسفرت عن مقتل جنود ومستوطنين.

لكنّ عقب حادثة النفق، شرعت إدارة السجون بإفراع السجن، من الأسرى وتوزيعهم على سجون "النقب، وريمون ونفحة"، وآخرين تم عزلهم وتحوليهم لتحقيق "الجلمة"، إضافة لإجراءات عقابية بحق الأسرى في جميع السجون.