الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

قمع السجون ونضال الأسرى.. "عواد" يروي حكايته نموذجاً حياً

حجم الخط
3bf3c9aec8d7d91408eecb394b361dad.jpeg
نابلس-وكالة سند للأنباء

لم تكن قوات الاحتلال الإسرائيلي بحاجة لمبررات لشن حملات قمعية ضد الأسرى بعد نجاح 6 أسرى من انتزاع حريتهم عبر نفق أسفل سجن "جلبوع" لأن؛ مثل هذه الحملات معهودة للحركة الأسيرة.

ولمواجهة هذه الحملات سعى الأسرى للتغلب على واقع الأسر وانعدام أدوات المقاومة؛ فطوعوا أدوات المطبخ للرد على حملات القمع مثل سكب الزيت الساخن والماء أثناء عمليات التصدي.

وخلال القمع الأخير لأسرى "جلبوع"، رد الأسير مالك حامد على السجانين بسكب الماء الساخن على أحدهم في قسم (3).

‏مالك من بلدة سلواد شرق رام الله والمحكوم بالسجن المؤبد مرتين، سبق أن سكب الماء الساخن على السجانين انتقاماً لاستشهاد الأسير فارس بارود، وما زال يخضع للمحاكمة بعد تنفيذه تلك العملية.

وجاءت عمليته الجديدة ردًا على الاعتداء على مجموعة من الأسرى بشكل متواصل لمدة ٥ ساعات وضربهم وهم مقيدو الأيدي والأرجل.

الكرامة.. حياة أو موت

وفي مقابلة مع "وكالة سند للأنباء" يقول الأسير المحرر أنس سعد عواد من نابلس: "عندما تُمس الاحتياجات الأساسية للأسرى أو أي إنجاز لهم، فإن ذلك كفيل بتفاقم الوضع، وتصبح القضية مسألة حياة أو موت بالنسبة للأسرى".

والمحرر "عواد" هو أحد الأسرى الذين تعرضوا للقمع والتنكيل وأشد العقوبات بعد اتهام الشاباك له بمحاولة طعن ضابط وإصابته بكسر في يده، بسجن النقب في شهر مارس عام 2019.

الهواتف.. المتنفس الوحيد

فبعد شروع مصلحة السجون بتركيب أجهزة تشويش على الهواتف وبدأت بقسم 4 بالنقب، شهد السجن أوضاعا متوترة، إذ أن الهواتف هي المتنفس الوحيد للأسرى خاصة المحكومين بأحكام عالية ومن أمضوا سنوات طويلة.

ويبين "عواد" أن الاتصالات عند الأسرى بمثابة خط أحمر، والتشويش عليها يشبه عملية خنق للأسير وهو حي، خاصة وأنه لم يكن في سجن النقب هاتف عمومي حتى ذلك الوقت.

ويصف الأجواء التي شهدها سجن النقب في تلك الفترة بـ "الصعبة"، لا سيما بعد حل التنظيمات وأصبح كل أسير مسؤول عن نفسه.

وعلى إثر حالة التوتر تلك نفذت عدة عمليات استهدفت السجانين، من بينها عملية طعن نفذها الأسيران إسلام وشاحي من جنين وعدي سالم من بيت لحم، أصيب فيها اثنان من ضباط السجون.

لحظات لا تنسى

وتحدث "عواد" عن القمع الذي تعرض له فقال: "تعرضت للضرب الشديد وأصبت إصابات بليغة، جراء إطلاق الرصاص المطاطي على قدمي من نقطة الصفر".

كما أنه خضع للتحقيق بتهمة الشروع بالقتل، لكنه أنكر كل التهم الموجهة إليه، فتعرض للقمع والتنكيل بتوصية من "الشاباك" والمخابرات.

وعن أشكال التنكيل الذي تعرض له يقول "عواد": "وضعت بالعزل الانفرادي التام لمدة شهرين في زنازين العقوبات بسجن "أوهليكيدار" بقسم خاص بالمدنيين، لم أر فيها الشمس ولم استطع الاغتسال".

ويطلق على هذا الشكل من العزل "عزل البدود" أو "القبر".

ونقل "عواد" بعد ذلك للعزل الانفرادي في سجن "إيشل" ببئر السبع، لكن العقوبات لاحقته إلى هناك، فحرم من الزيارة والكنتين، وبقي لعدة أيام مربوطا بالسرير، وعانى من سوء التغذية.

خاض إضرابا عن الطعام لمدة 22 يوما قبل التوصل لصفقة حكم عليه بموجبها بالسجن 9 شهور؛ بعد أن عجزت النيابة عن إثبات التهمة ضده.

وأُسدل الستار على تلك الأحداث بانتصار الأسرى وإجبار إدارة السجن على وقف تركيب أجهزة التشويش.