الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

الحفر الامتصاصية.. ألغام أرضية تهدد حياة الآلاف شرق خانيونس

حجم الخط
244335344_4809565649077130_8403132439591875097_n.jpg
آلاء الهمص-وكالة سند للأنباء

بالكاد استطاع المواطن أبو أنيس صلاح، إنقاذ ابنته الصغيرة بعد سقوطها في حفرة امتصاصية في محيط المنطقة التي يقطن بها شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

يقول صلاح إنه تفاجأ بسقوط ابنته في حفرة، بعد حدوث انهيار حولها، بشكل مفاجئ، عند سير ابنته في الشارع المجاور لمكان سكنه.

هرع صلاح فور سماعه صوت صراخ صغيرته، مستعينا ببعض المواطنين والشبان لانتشالها بعد سقوطها مسافة لا تقل عن مترين تحت الأرض.

ويضيف صلاح أن سكان المنطقة الشرقية لمدينة خانيونس يضطرون لحفر الآبار الامتصاصية عند بناء وتأسيس منازلهم، للتخلص من مياه الصرف الصحي في المنازل، وذلك لافتقاد مناطقهم لشبكات الصرف، التي من المفترض أن تنشِئَها البلديات بالتعاون مع جهات الاختصاص.

وتنتشر تلك الآبار في عشرات المناطق والشوارع العامة، حيث أحصت بلدية عبسان الكبيرة ما يقارب الـ 12 ألف حفرة في البلدة.

ووفقا لـ"صلاح" فإن ما حدث مع ابنته تكرر مرارا مع أطفال ومواطنين، داخل البلدة، ما جعل هاجس الانهيار يلاحق المواطنين لدى سيرهم ورؤيتهم تلك الحفر، والتي يظهر على سطح بعضها بشكل واضح بقع من مياه الصرف الصحي.

رئيس قسم الرقابة الداخلية في بلدية عبسان الكبيرة، إيمان أبو الحسن، توضح أن خطورة تلك الحفر لا تقتصر على آثارها الكارثة عند سقوطها، وخطرها الكامن في حال أدت لانهيارات أرضية حولها، فتأثير تلك الحفر على المياه الجوفية للمناطق شرق محافظة خانيونس، يشكل كارثة حقيقة تهدد المياه، وتجعلها غير صالحة للشرب.

وتبين أبو الحسن أن تكرار حالات السقوط وانهيار الآبار بشكل مفاجأ يستدعي وقفة حقيقة من الجهات المسؤولة للعمل على إنشاء وتمويل شبكات صرف، لآلاف المواطنين الذين يعيشون في المناطق الشرقية في المدينة.

وتؤكد أن حدوث الانهيار سببه تشبع الأرض بمياه الصرف الصحي وعم قدرتها على استيعاب المزيد، مشيرة إلى أن ما يقارب 5_7 آبار تنهار أسبوعيا في البلدة.

وتوضح أبو الحسن أن المشكلة تكمن في عدم قدرة البلديات بإمكانياتها المحدودة من تمويل وإنشاء شبكات صرف، تستوعب الكم الهائل من المنازل وكميات مياه الصرف التي تنتجها يوميا.

 وتشدد أن أغلب البلديات في المناطق الشقي لخانيونس تعد بلديات صغرى، بميزانيات محدودة، في حين أن مشاريع شبكات الصرف ومحطات الضخ، تحتاج إلى مبالغ طائلة.

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة يطالبون فيها المسؤولين للوقوف عند مسؤولياتهم، وإنقاذ حياة المواطنين في شرق خانيونس، من كارثة تحدق بهم.

وأطلق الناشطون مناشداتهم عبر هاشتاق "الشرقية_تنهار"، مرفقين خلالها مقاطع فيديو للمناطق التي تعرضت للانهيار وشهادات لمواطنين كانوا قد تعرضوا للسقوط فيها.

 فكتب الناشطة صابرين أبو ختله على صفحتها على الفيسبوك " عدد سكان المناطق الشرقية من محافظة خانيونس 130 ألف نسمة، ليس لديهم شبكة صرف صحي، الأمر الذي شكل خطرا على المواطنين والأطفال والمنشآت".

بينما كتبت الصحفية ميرفت عوض " أكثر من 100 حفرة امتصاصية للصرف الصحي موجودة في شارع واحد مؤدٍ لمدرسة عباس الابتدائية ببلدة عبسان الكبيرة وهذه الحفر انهار منها 3 آبار في يوم واحد مؤخرا، وتضرر منها عشرات الطلاب".

ووفقا لإحصائيات رصدتها بلدية عبسان الكبيرة، فإنها سجلت انهيار نحو 60 بئرا في العام 2021، مبينة أن 90 من الآبار القديمة تتراوح أعمارها من 19 -20 عاما، أي أنها على وشك الانهيار.