الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"يلا بروجكت".. يعيد الروح لحجارة البلدة القديمة بنابلس

حجم الخط
FB_IMG_1635148931745.jpg
لبابة ذوقان-وكالة سند للأنباء

وكأن الجدران تتنفس.. رُدّت لها روحها من جديد، بعد أن نُفض الغبار عنها بسواعد شقيقين أخذوا على عاتقهما إعادة إحيائها وترميمها، لتبقى شاهدة على عراقة البلدة القديمة في نابلس وتاريخها.

عبد الرحمن وباسل كتانة، شقيقان رسما لنفسيهما هدفا وأملا، بإعادة إحياء الأماكن القديمة والمهجورة في البلدة القديمة بنابلس، حلم بدأت أولى خطواته خلال اعتقالهما في سجون الاحتلال، حيث درس باسل التاريخ في الجامعة العبرية، في حين أنهى شقيقه عبد الرحمن دراساته العليا ونال درجة الدكتوراة عن إحياء المدن القديمة ودور العمارة فيها في إذكاء صمود الناس.

التقى التاريخ مع فن العمارة.. ووضع الشقيقان يديهما سوية إلى جانب "أليساندرا" زوجة عبد الرحمن وأطلقوا مشروعهم "يلا بروجكت"، والذي كانت بدايته في ترميم وإعادة إحياء بيت قديم بالبلدة القديمة بنابلس وتحويله لمقهى ذو طابع تاريخي قديم أطلق عليه اسم "أنتيك".

وتمتاز البلدة القديمة بنابلس بطابعها المعماري الخاص العائد للحضارات التي تعاقبت عليها، كالحضارة الرومانية والبيزنطية والعثمانية.

FB_IMG_1635148971794.jpg
 

"أنتيك" ثم "تركواز"

وبما توفر لباسل من منحة رئاسية عقب خروجه من السجن، استطاع الشقيقان تجهيز مقهى "أنتيك"، الذي كان عبارة عن بيت قديم مهجور، ليتحول لمقهى حديث ذو طابع تاريخي.

عن ذلك يقول باسل لـ"وكالة سند للأنباء": "وضعنا أمامنا هدفين: الأول إعادة إحياء البلدة القديمة، والثاني رفع مستوى الوعي لدى الشباب".

ويوضح: "إعادة الحياة التي نقصدها تعني إعادة ترميم المباني بطريقة تسمح بحياتها المستديمة، لا أن نرمم المكان وندير ظهورنا، بل ليؤدي وظيفة بعد الترميم، وهذه الوظيفة تؤدي إلى ديمومة العمار فيه".

وفي زوايا "أنتيك توزعت طاولات الزبائن المصممة بأسلوب حديث، لكنه يعكس شيئا من الماضي غير البعيد، تظهر فيه الهوية الفلسطينية، وما كان يجري من أحداث أيام الانتداب البريطاني ما بين عامي 1919-1948، من خلال أوراق صحف قديمة وضعت بطريقة فنية، تخبر الزائر بمعلومة دون أن تقال له!

وبعد نجاح "أنتيك"، قرر الأخوان الانتقال لهدف جديد، بترميم منزل نابلسي قديم، مصمم على الطراز الدمشقى، ليكون نزلا لزوار المدينة من الأجانب وغيرهم، فكان لهم ذلك، ونجحوا بإعادة إحيائه مطلقين عليه اسم "تركواز هوستيل".

FB_IMG_1635148922900.jpg
 

"مشوار و"مرسم"

تكمل عائلة كتانة مشوارها، يدفعها الشغف لإعادة الروح لكل ما هو قديم، ويطلقون العنان لأفكارهم، ويتيحون المجال لفئة الشباب بأن تتحدث عن نفسها وتحقق إنجازاتها الصغيرة، لتكون البداية من "يلا بروجكت" للانطلاق، وتحقيقا لذلك، أطلق باسل وعبد الرحمن وزوجته أليساندرا فكرة "مشوار".

وتقوم فكرة "مشوار" على توفير مجموعة وسائل تعليمية وتثقيفية وعقد الندوات والمحاضرات وورش العمل للوصول لأكبر عدد من الشباب ورفع الوعي والمعرفة لديهم.

يواصل باسل سرد نجاحات "يلا بروجكت":" أنتيك وتركواز ومشوار، كلها تصب في خطة لإنشاء مركز أبحاث علمي، يقوم بإعادة الإعمار ورفع مستوى الوعي، وقد وصلنا لهذه الهدف وأطلقنا عليه اسم "مرسم"، وحاليا نعمل مع العديد من الطلاب بعدة مشاريع داخل البلد وخارجها".

FB_IMG_1635148937795.jpg
 

"يلا بروجكت" في أكسفورد!

نجاح "يلا بروجيكت" جعله شريكا لعدد من المشاريع خارج نابلس وخارج فلسطين أيضا، حتى أنه تم تدريسه لطلاب الهندسة المعمارية في جامعة أكسفورد، كنموذج إعادة إعمار مدن قديمة ناجحة.

"استطعنا أن نثبت نظرية أخي الدكتور عبد الرحمن، بإمكانية إعمار المدن القديمة دون أي دعم دولي"، يقول باسل.

ويشير إلى أن مشروعهما لفت انتباه المستثمرين بإمكانية العمل في البلدة القديمة بطريقة لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة.

ويصف باسل الإقبال على المشروع بـ"غير المتوقع"، لافتا إلى أن الاستفادة المتبادلة كان لها الأثر الكبير.

وأوجد أسلوب عمل كتانة طريقة جديدة للتعامل بين الناس في البلدة القديمة، بأن هناك إمكانية لإنشاء عمل عائلي قابل للاستمرار، ودون أهداف ربحية عالية، ويعامل مع الناس بروح إيجابية بعيدا عن الكسب والربح، "هذه الأمور جعلت التفاعل معنا يكون غير عن الناس"، يقول باسل.

FB_IMG_1635148935137.jpg
 

طموح..

ولأن الأمل والشغف والإرادة تحطم جدران المستحيل، يسعى باسل وعبد الرحمن وأليساندرا، لإيجاد ميثاق لإعادة إحياء المدن الفلسطينية المدمرة.

يقول باسل: "حاليا نعمل على الميثاق، من خلال التواصل مع كل من له علاقة بإعادة الإعمار إما ثقافة أو إعمارا، كالمهندسين القادرين والمؤثرين، ومقاولين وقانونيين وغيرهم، في محاولة لإيجاد نقاط تفاهم وتقارب لإنجاز الميثاق ليكون قابلا للتطبيق".

"إذا تمكنا من هذا الأمر ستكون لدينا الإمكانية لإعادة إحياء المدن الفلسطينية القديمة، ونكون قد وصلنا للغاية التي نرجوها من "يلا بروجكت"، يقول باسل.

FB_IMG_1635148943505.jpg
FB_IMG_1635149013214.jpg
IMG_٢٠٢١١٠٢٥_١١٢٢٤٢.jpg
IMG_٢٠٢١١٠٢٥_١١٠٨١٥.jpg