الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"حلا".. فقدت بصرها بعد التخرج لترى النور بدوبلاج "الأنيميشن"

حجم الخط
إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

"صوتي على نَغمِ الحُروفِ تَنعمُ.."، هكذا بدأت تنطقُ بصوتها الناعم شَطرُ بيتٍ من قصيدتها بعد أن رأت بـِ "بصيرتها" المستنيرة أشياء تستحق الحياة ومعاني تأخذنا إلى التأمل اللامتناهي؛ لتعبرَ عمَّا لاح أمام عيون قلبها بنبرةٍ تبعثها بميلادٍ جديد للحياةِ التي ترغبها.

تميّزت بِصوتِها الإذاعي والفريد في دوبلاج "الأنيميشن"؛ فهو سلاحها بعدما فقدت النظر في عينيها؛ ليمنحها الله عيونَ قلبٍ تُبصر بها ما لا يُبصره الكثير، ونبرةُ صوتٍ توحي لنا أنها تمتلك ما لا نستطيع وصفه من قوةِ الإرادةِ الحقيقية.

حلا شابط (33 عامًا)، فقدت القدرة على الرؤية تدريجيًا بعد تخرجها من الجامعة بتخصص "الخدمة الاجتماعية"، لم تسمح لليأسِ أن يتسلل إلى عتباتِ طموحها، وقررت المُضي حتى الوصول؛ فالتحقت في برامج تدريب العمل الحر، واكتسبت خبرةً مكنتها من معرفةِ تسجيل الصوت ودبلاج "الأنيميشن" والتعليق الصوتي.

ولم تكن براعة "حلا" في تعددِ الأصواتِ المختلفة في الإعلانات وقراءة القصص، وتقمّص الشخصيات تخرج من أستوديوهات عالمية، وإنما صنعت عالمًا بسيطًا داخل خزانةِ ملابسها لامتصاصِ الصوت، ومن خلال هاتفها المحمول، حلَّقتْ بِصوتِها وشغفها الذي لا ينتهي.

من بينِ أزقةِ حي التفاح في وسط قطاع غزة وصل صوتِها إلى هاتفِ "وكالة سند للأنباء" بذاتِ السحر والقوةِ التي تحدثت إلينا بهما.

"إعاقة لم تعرف الهزيمة"

"حلا" التي لم يكن لديها مشكلة في التعايش مع "فقدانِ النظر"؛ لأن قيمة الإنسان تكمن في المشاركات الحياتية والإبداعية، لذا هي تؤمن بالقوة الداخلية والعزيمة لِكُلِّ شخصٍ لديه "إعاقة ما".

بدأت حديثها معنا عن بداياتها في التعليق الصوتي قائلةً: "بدأت رحلتي مع التعليق الصوتي من خلال تسجيل الصوت ضمن مشروع "Login" لدعم العمل الحر، وأتقنت خلاله عدةِ ألوانات مختلفة في الصوت مثل: "الدبلاج، الأنيميشن، الإعلانات، الوثائقيات، وقصص الأطفال".

وأردفت أنه بعد انتهائها من التدريب لم تستطع الحصول على عملٍ مؤقت؛ لعدم توفر استديو يُناسب العمل".

وتُتابع بِشغف: "أنا أكتب الشعر، والقصص"، موضحةً أن مشاركتها في الصالونات الأدبية جعلتها تثق بقدرتها على إلقاءِ الشعر والتدريب بشكلٍ أوسع على أداء التعليق الصوتي".

وفي سؤالنا "هل خضتِ غمار العمل عبر منصات العمل الحر؟" تُجيبنا بلهفة: "نعم حصلت على عدةِ فرص عمل داخل التدريب في التعليق الصوتي، لكنها مؤقتة". 

وأنشأت ضيفتنا حسابات عمل عبر منصات العمل الحر، ووفق ما حدثتنا فإن العمل عبر هذه المنصات يتطلب جودة عالية في تسجيل الصوت، وذلك غير متوفر في منزلها.

وتُشير إلى أن قناتها عبر منصة "اليوتيوب"، اتخذتها مساحة لِتُحلّقَ فيها بصوتها، مُستطردةً: "أنا أنشر عبر "اليوتيوب" الخواطر، والشعر التي قمت على مونتاجها وهندستها الصوتية بنفسي".

وعن نظرةِ المجتمعِ لها تستطرد: "المجتمع يرى أن "فقدان البصر" عائق، لكنَّ الإنسان هو مَن يُحدد العوائق التي تواجهه، مُبيّنةً أن "الإعاقة البصرية" غير عائق بل تُولِّد عزيمة وقوة، فالإنسان لديه طاقة وقدرات ويستطيع كيفية تجسيدها في حياته؛ حتى يصل إلى ما يُريد ويطمح.

وتؤكد أن ظرفها الخاص فتح لها الآفاق الإبداعية في الموهبة التي تتحدى بها مَن حولها، موضحةً أنها لم تستسلم لـ "الإعاقةِ البصرية" بل قادها شغفها وحلمها إلى برِّ الأمان.

تطرقت "ضيفة سند" إلى الصعوبات التي واجهتها في طريقِ طموحها بصوتٍ فيه شرْخُ الألم تُعقّب: "إن أبرز العوائق التي واجهتني هي برامج "التعليق الصوتي" الغير موائمة مع برنامج الناطق الذي يستخدمه ذوو الإعاقة البصرية "برنامج ناطق قارئ للشاشة، تستخدم فيه اختصارات عبر لوحة المفاتيح"، إضافة إلى صعوبة تعاملها مع برامج برامج المونتاج والهندسة الصوتية، مُعتبرةً ذلك أكبر المعيقات.

وتُردف "حلا" أن ثمة برامج أخرى بديلة عن المونتاج، لكنها لم تجد الحاضنة الحقيقية لتدريبها على استخدامه.

وتأمل أن يكون اهتمام كبير لذوي الإعاقة سواء، بالتعليم أو التوظيف، وملائمة الأماكن لهم، لافتةً أنها تطمح بتوفير أستديو منزلي لها؛ كي تستطيع أن تستقلَّ بعملها.