الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور دباغة جلود الأضاحي في غزة.. مبادرة تقاوم الظروف لترى النور

حجم الخط
دبغ جلود الأضاحي
أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

لا ينفك الشباب عن خلق فرص للحياة في ظل الواقع المعيشي المتردي الذي يُعاني منه قطاع غزة، جراء الحصار المفروض عليه منذ ما يزيد عن 15 عامًا وتفشي البطالة، فمحاولات خلق فرص العمل لا تنقطع، في محاولة للتمسك بالأمل بواقع أفضل.

إحدى تلك المحاولات، مبادرة أطلقها عدد من الشبان الغزيين، لاستغلال جلود المواشي في موسم عيد الأضاحي المبارك، وتنظيفها وتجهيزها للتصدير لأسواق الضفة الغربية.

وفي أحد المخازن وسط قطاع غزة ينهمك يحيى البياع، في تنظيف وتمليح جلود حيوانات الأضاحي، التي تتراكم على شكل أكوام بجانب بعضها البعض؛ تحضيرًا لتصديرها.

وأطلق الشاب "البياع" (36 عامًا) برفقة ثلاثة شبان من مدينة غزة قبل عامين، مبادرة لجمع جلود الأضاحي التي يتخلص منها أصحابها، ويقومون بتمليحها وتصديرها لمدينة الخليل جنوب الضفة، التي تشتهر بصناعة الجلود.

2.jpg


 

جلود الأضاحي

يقول "البياع" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن عملية دبغ الجلد مضنية وشاقة، تبدأ باقتناء جلود الحيوانات، مرورا بفصل الصوف عنها، ووصولا إلى تنقيتها من جميع الشوائب وتمليحها، حتى تصبح جاهزة للتصدير.

ويقتني رفقاء "البياع" جلود الأضاحي من المذابح، بسعر يتراوح بين 15 إلى 20 شيكل مقابل الجلد الواحد، ويلفت إلى أنهم استطاعوا هذا العام جمع 20% منها فقط، بسبب عدم توفر الإمكانيات لجمعها.

وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة، فإن قطاع غزة يستهلك من 15 - 16 ألف رأس من العجول، و25 - 30 ألف من الأغنام خلال عيد الأضحى.

ويتابع "ضيف سند": "بعد جمع الجلود نقوم بفردها على شكل طبقات فوق بعضها البعض داخل أحد المخازن، ومن ثم نرش كل قطعة بعشرين كيلو من ملح البحر الميت الذي نستورده من الضفة، وهو ليس رخيصا".

وتكمن أهمية الملح، في تجفيف الجلود ومنع تعفنها، وتبقى مكدسة فوق بعضها أربعة شهور على الأقل بدرجة حرارة منخفضة، قبل أن تصبح جاهزة للتصدير.

6.jpg

ويشير "البياع" إلى أن "هذه العملية بحاجة إلى إمكانيات كبيرة، من استئجار مخازن كبيرة لحفظ الجلود، واستيراد كميات كبيرة من الملح، إضافة للمحافظة على درجات حرارة منخفضة في المكان".

ويوضح أنه أجرى تجارب أولية "ناجحة" على صناعة "سجاد الأنتيكا" من جلود الحيوانات، وسيبدأ العمل بشكل موسّع في هذا المجال خلال الفترة القادمة لتفادي مشكلة إغلاق المعابر أمامه.

وحتى الآن يعمل في المشروع حوالي 120 شابا يحملون شهادات جامعية، لكن المشاكل التي تتخبط فيها هذه المهنة يوميًا تعصف بها لتصبح شيئا من الماضي قبل أن ترى النور.

ويشير "البياع" إلى أن العاملين بالمشروع بكدهم وجهدهم المضني، يحصلون في النهاية على أجر يومي يتراوح ما بين 70 إلى 100 شيقل للعامل الواحد، وهو أمر مقبول في ظل البطالة المنتشرة بغزة.

1.jpg

 

قيود وصعوبات

وشكّل إغلاق الاحتلال في المعابر في أيار/مايو العام الماضي، عامل ضغط كبير على هذه المهنة الناشئة، حيث تسبب ذلك بتلف كميات كبيرة منها، يضاف إلى ذلك ارتفاع تكلفة الإنتاج، الأمر الذي يعتبره "البياع" مؤشرا لتلاشي حرفته.

ويؤكد ضيفنا أن سلطات الاحتلال فرضت شروطًا على عملية تصدير الجلود إلى الضفة، أبرزها تعليق كمية محدودة من الجلود داخل أقفاص معدنية صممت خصيصًا لهذا الغرض.

كما تمنع سلطات الاحتلال وضع الجلود فوق بعضها البعض، الأمر الذي دفعهم لاستئجار عدد مضاعف من الشاحنات في عملية التصدير، ثم إعادة شحن الصناديق للقطاع بعد تفريغ حمولتها، بسبب ارتفاع تكلفة تفصيل هذه الصناديق.

وفي الحقيقة، ليس هذا وحده ما يثقل كاهل هذه المهنة، وفق "البياع"، فالعديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية، التي تقوم بذبح الأضاحي في مدينة غزة رفضت منحهم الجلود، إضافة لعدم تعاون الوزارات المعنية والبلديات.

ويقول "البياع" إن كساد جلود الأضاحي العام الماضي لم يثنيه عن المحاولة من جديد، بمهنة يرى أنها ستوفر فرص عمل لعشرات الشبان بالقطاع في ظل البطالة المنتشرة.

ويأمل "البياع" أن يلقى مشروعه دعمًا من المؤسسات الأهلية وبلديات القطاع ووزارة الحكم المحلي، بالإعلان عن نقاط جمع لهذه الجلود في كل محافظة، وأن تشكل مبادرتهم نواة لإعادة إحياء الصناعات الجلدية بغزة.

جلود المواشي.jpg
 

دبغ الجلود.jpg

 

4.jpg