الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

شوقٌ لا يطفئه إلا صلاة في "الأقصى"..

حوار كمال الخطيب في شخصيةٍ بعيدة عن المواقفِ السياسية

حجم الخط
الجليل-غزة/حاورته إيمان شبير

بعدما رفعتُ سماعة الهاتفِ معه اعتقدتُ أن الحديث سيكون صعبًا في استكشافِ محطاتِهِ الحياتية، لكنني اجتزت حدودَ الرسمية فوجدتُ في جغرافيته طريقًا سهلًا للحوارِ معه.

نشأ في قريةٍ صغيرة "العزير" من قرى الجليل في الداخل الفلسطيني المحتل، وترعرع بين أسرةٍ متواضعة وبسيطة تعمل بالزراعة وفي مهنة البناء ومُحِبة للوطن، أما عن والده -خاصة- كان له ميل للحال الفلسطيني بمواقفه، لكنه لم يجد نافذة يعبر من خلالها عن هذا الحس الوطني.

وتلقّى تعليمه في أحد المدارس التي كانت تضم مسلمين ومسيحيين، وهو ما رسّخ في نفسه قيمة التعايش مع الآخر مع الاحتفاظ بالخصوصية.

عُرِفَ بشخصيته القوية، وحرصه على نصرةِ الفلسطينيين، وحُبّه الشديد للمسجد الأقصى؛ فشخصيته أنعشت الحياة الدعوية بين صفوفِ الشباب في الخُطب الإسلامية التي يُلقيها عليهم.

واشتهر بمقولة: "ما أجمل أن يُبنى مسجد بجانب كنيسة، حتى نعطي صورة جميلة لهذا النسيج الاجتماعي الوطني بين الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين".

ومنذ طفولته كانت والدته -رحمها الله- تناديه الشيخ كمال الخطيب، ولم يكن يدري أنه سيكون يومًا "شيخًا" يقتدي به الجميع حتى أصبح مُلهمًا للشباب.

من بلدة كفر كنا في الجليل شمال فلسطين إلى غزة نقل هاتف "وكالة سند للأنباء" الملامح الحياتية لشخصية "الخطيب" بعيدًا عن المواقفِ السياسية.

وبإلقاء إضاءة سريعة على "الهوية الشخصية" لِضيفنا كمال الخطيب (59 عامًا)، فهو نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين، ويعمل حاليًّا إمام مسجد "عمر بن الخطاب" في كفر كنا، متزوج ولديه 4 بنات و3 أولاد.

وتمتاز عائلته أنها تمتلك زمام الفكر الإسلامي والدعوي، إضافةً إلى الشهادات العلمية العليا التي يمتلكها كُل واحدٍ من أبنائه.

تزوج ضيفنا في عام 1983 من نعمة عبد العال بحي شعفاط بمدينة القدس، وكانت تدرس علوم الشريعة، وتعمل واعظة وما تزال حتى يومِنا هذا، وتخرَّج على يديها الكثير من الواعظات، وكان لديها نشاطات دعوية في منطقة "كفر كنا".

التحولات في حياة "خطيب"

لن ينسى "الخطيب" الذكريات الأليمة التي أحدثت تحوّلًا في حياته، ففي العام 1982 ارتكبت إسرائيل أبشع المجازر في مخيمي "صبرا" و"شاتيلا"، وهو ما شكل حالة من التباين في إمكانية نجاح مشروع التحرير الفلسطيني، وبين اليأس من عدم نجاحه.

في نبرةِ صوته قوة لا تنهزم وهو يُجيب: "إنه بعد الخيبة العربية في حرب 1967، وبداية إدراك الناس لوجود الفكر الإسلامي "كُنت في طريق البداية في الدعوة الإسلامية"، موضحًا أن دراسته وميله لدراسة الشريعة الإسلامية خلقتْ "حالة لا تفسير لها" لديه.

ويُتابع: " أن الدعوة إلى الله "نعمة وابتلاء" في آنٍ واحد؛ لأنه الدعوة لا يمكن الفِكاك منها، فهي تُصبح حالة مُلازمة لحياة كل شخص يخوض بها، مُردفًا أن الإنسان يعتبر نفسه مقصرًا إذا لم يستمر بدوره في عرض الدعوة بالشكل الصحيح وينافح عنها ويتحمل أذى الآخرين".

أما عن الابتلاء في ذلك يُوضح ضيفنا: "أن الإنسان الذي يخوض غمار الدعوة، يجب عليه دفع ثمنها وقد نزل على "الخطيب" البلاء في منعهِ من السفر، والاعتقالات والملاحقات المتكررة من الاحتلال الإسرائيلي".

وفي سؤالنا "الدين والسياسة.. أيهما لا يكتمل بالآخر، أم أنهما مستقلان كليًّا ولا ربط بينهما؟" يُوضح لنا بمزيدٍ من التفاصيل: " مَن يفهم الإسلام الفهم الشمولي يعلم أنه لا يمكن أن ينفصل بين الدين والحالة السياسية، مُشددًا أنه ليس من أصحاب نظرية "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة".

ويرى "الخطيب" أن المتدين لا بد أن يكون واعيًا في السياسة، والسياسي لا بد أن يكون لديه الفهم العميق في أمور الدين، وإلا أصبح رجال الدين والمتدينون جهلة في السياسية، والسياسيون جهلة في الدين، وهنا تضيع قضايا الأمة".

ويُكمل ضيفنا لا بد من الجمع بين السياسة والدين؛ حتى تكون المواقف السياسية برؤية دينية، ويكون الموقف الديني ضمن إطلاع على الواقع السياسي.

"الأقصى في عيونه"

الشخ كمال.jpg
 

ينتمي "الخطيب" إلى المسجدِ الأقصى وساحاته، وبينهما علاقة حميمية، يصف جمال ذلك مُستطردًا: " إنني على يقين أن المسجد الأقصى يسكن قلب كل مسلم، ووجدانه ومشاعره يجري مجرى الدم في العروق؛ مُعللًا "الأقصى" قِبلة وعبادة، وعقيدة".

كانت نبرته تُعبّر بكل الصدق وهو يضيف: "الشخص الذي لم يزر المسجد الأقصى قط، ففي داخله الشوق والمشاعر المتدفقة ليكونَ في ساحات المسجد الأقصى المبارك"، مُبيّنًا أنها حالة لا يمكن تشخصيها سوى كرامة الله عز وجل في هذه المدينة، فهذه البركة هي التي تجعل المسلم على حالة من الشوق لا يطفئها إلا صلاة في المسجد الأقصى".

ويصف "ضيف سند" المؤسسات الإسرائيلية بـ "الغباء" التي تظن أن قضية المسجد الأقصى يمكن حسمها، مُستأنفًا أنهم يجهلون بغبائهم أنها قضية تتعلق بقلوب الملايين من المسلمين في العالم وحتمًا لن يكون "الأقصى" إلا للمسلمين وحدهم.

"الفجر القريب"

"وماذا عن الشباب الذين أحبطهم تأخر النصر؟" صمت ضيفنا قليلًا ثم أجاب على سؤالنا بنبرةٍ قريبة من القلب: "أقول لأحبائي أبناء الشعب الفلسطيني، الذين أفهمهم وأعذرهم إذا كان يراودهم في بعض الحالات شعور بالضعف أو التردد "لا أسمح لكم أن تضعوا أنفسكم أبدًا في خانة اليأس والإحباط والتشاؤم".

ويتابع أنه بالرغمِ مِن كُلِّ الظروف السوداوية التي تمرُّ بها القضية الفلسطينية؛ إلا أننا أقرب للفجر، والفرج القريب.

ويَختم بكلماتٍ من ذَهب: " إذا رأيتم "الليل" يسود ويسود فاعلموا أن الفجر قريب، وإذا رأيتم "الكرب" يحتد ويحتد فاعلموا أن الفرج قريب، وإذا رأيتم "الحبل" يشتد ويشتد فاعلموا أن انقطاعه قريب".